النسيان: هل هو عدو الذاكرة أم حليفها الخفي؟
الأربعاء / 13 / ربيع الثاني / 1446 هـ - 01:23 - الأربعاء 16 أكتوبر 2024 01:23
'هل تعلمون أن السمكة الذهبية تُعتبَر رمزا للذاكرة الضعيفة؟ يقال إنها تنسى كل شيء خلال ثلاث ثوانٍ! لكن هل هذا صحيح؟ وكيف يُقارن ذلك بذاكرة بني آدم؟'.غالبا ما تعتبر السمكة الذهبية رمزا للذاكرة الضعيفة في الثقافة الشعبية، حيث يشاع أن ذاكرتها تستمر لبضع ثوانٍ فقط.أصبحت هذه الفكرة شائعة لدرجة أنها تُستخدم كنكتة أو استعارة لوصف شخص سريع النسيان.لكن من الناحية العلمية، هذا المفهوم غير دقيق. أظهرت الأبحاث أنه لدى السمكة الذهبية (والعديد من أنواع الأسماك الأخرى) ذاكرة جيدة بما يكفي لتذكر الأشياء لأسابيع وحتى لشهور.على سبيل المثال، يمكن للسمكة الذهبية أن تتعلم التعرف على أصوات معينة أو مواقع الطعام وتذكرها لفترات طويلة.هل تعلمون أن 90% من المعلومات التي نتلقاها تُنسى خلال أسبوع؟أظهرت دراسة أخرى أن 56% من الناس ينسون المعلومات بعد ساعة واحدة من تلقيها، و74% ينسونها بعد 24 ساعة، و90% بعد أسبوع واحد.النسيان هو عملية طبيعية تواجه الجميع في حياتهم اليومية.يتعرض له الكثيرون سواء في سياق الحياة اليومية أو في التعليم. وعلى الرغم من أن النسيان يعتبر عائقا في بعض الأحيان، إلا أنه يمكن أن يكون جزءا طبيعيا من عملية التعلم والتطور، حيث يقول عالم النفس ويليام جيمس: النسيان هو جزء لا يتجزأ من الذاكرة.ولكن ما هي الأسباب الشائعة للنسيان؟
- تداخل المعلومات: عندما تتداخل المعلومات القديمة مع المعلومات الجديدة، مما يؤدي إلى نسيان أحدهما أو كليهما.
- عدم الاستخدام: عندما لا يتم استخدام أو مراجعة المعلومات بمرور الوقت، فإنها تميل إلى الضياع.
- العوامل النفسية: مثل التوتر، القلق، أو حتى الصدمات العاطفية يمكن أن تؤدي إلى نسيان مؤقت أو دائم.
- تقدم العمر.
- المراجعة المنتظمة: يمكن للطلاب تحسين ذاكرتهم من خلال مراجعة المواد بشكل دوري.
- استخدام تقنيات التذكر: مثل ربط المعلومات الجديدة بمعلومات مألوفة أو استخدام الخيال لتصور المفاهيم.
- تقسيم المعلومات: تقسيم المواد الدراسية إلى أجزاء صغيرة يمكن أن يجعل استيعابها أسهل ويُقلّل من احتمال نسيانها.
- التغذية السليمة والراحة: يمكن أن يحسن الحفاظ على صحة الجسم والعقل من خلال تناول الطعام الصحي والحصول على قسط كافٍ من النوم من قدرة الطالب على التذكر.
- النشاط البدني كل يوم. يزيد النشاط البدني من تدفق الدم إلى الجسم كله، بما في ذلك الدماغ.. ابق نشيطا عقليا.
- قضاء بعض الوقت مع الآخرين.
- النوم الجيد.
- اتباع نظام غذائي صحي.
- إدارة المشاكل الصحية المزمنة.
- ألبرت أينشتاين ونسيان التفاصيل اليومية: يُعرف عن أينشتاين أنه كان ينسى الكثير من الأمور اليومية مثل نسيانه ارتداء الجوارب، لكن هذا لم يكن عائقا أمام إبداعه العلمي. تغلب على هذا النسيان من خلال تركيزه الشديد على الأمور التي كانت تهمه بالفعل، وابتكر بيئة محيطة تساعده على التركيز على الإبداع بدلا من التفاصيل اليومية.
- نابليون بونابرت ونسيان الأسماء: كان الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت يواجه مشاكل في تذكر أسماء الأشخاص الذين يتعامل معهم. للتغلب على هذه المشكلة، كان يقوم بكتابة أسماء الأشخاص على ورقة ويحملها معه دائما. كما استخدم تقنيات مثل ربط الأسماء بسمات شخصية أو مواقف معينة ليسهل عليه تذكرها.
- توماس إديسون والنسيان الجزئي للاختراعات: كان المخترع الشهير توماس إديسون ينسى أحيانا تفاصيل معينة عن اختراعاته العديدة. احتفظ إديسون بمذكرات مفصلة لتسجيل أفكاره واختراعاته، مما ساعده على العودة إليها عند الحاجة والتغلب على النسيان.