لن نصلح أخلاقهم بأن نفسد أخلاقنا
السبت / 9 / ربيع الثاني / 1446 هـ - 22:33 - السبت 12 أكتوبر 2024 22:33
روي أن الناس لما رأوا عدم مهابة ولد وخادم الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز له ألحوا عليه ليشدد عليهم فرد بالقول: 'لن نصلح أخلاقهم بأن نفسد أخلاقنا'، يقصد أن الشدة في معاملة الناس تفسد أخلاق وشخصية صاحبها، وتضاد الفضائل الأساسية التي دعا إليها الإسلام، كاللين الذي امتدح الله به النبي عليه الصلاة والسلام كفضيلة أساسية، ولم يمتدحه بالشدة (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)، وقال عليه الصلاة والسلام 'حرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس' الترمذي. وقال 'ألا أخبركم بمن يحرم على النار، وبمن تحرم عليه النار؟ على كل قريب هين سهل' الترمذي.
الالتزام بفضيلة اللين يمكن أن يغير بشكل جذري أسلوب التعامل بين الناس؛ فكثير من الآباء والأمهات يشتكون من نفور أبنائهم عنهم ولا يعتبرون أن شدتهم في معاملة الأبناء مبررا لذلك النفور، مع أن الله في الآية قرر أن الشدة المضادة للين تجعل الناس ينفرون حتى من نبي يوحى إليه وينفضون من حوله، فهذه الفطرة التي فطر الله النفوس عليها وقررها في قرآنه، ولو كانت الشدة صالحة ومصلحة لجعلها صفة في نبيه وامتدحها في قرآنه بدل صفة اللين.
هناك أناس شخصياتهم تميل للين بطبعها وآخرون يميلون إلى الشدة بطبعهم، لكن من يريد تكريس شخصيته على الفضائل والمثاليات العليا التي دعا إليها الإسلام ويقتدي بسنة النبي عليه الصلاة والسلام فعليه مقاومة ومخالفة نزعته للشدة في معاملة الناس، وأيضا هناك قاعدة في القرآن والسنة النبوية بأن الله يعامل الناس بالنمط نفسه لمعاملتهم لبعضهم؛ 'الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض، يرحمكم من في السماء' رواه أبو داود والترمذي وأحمد. 'لا تتشددوا فيشدد الله عليكم، فإن من كان قبلكم شددوا فشدد الله عليهم'، فمن يرد أن يرحمه الله ولا يشدد عليه فيجب أن يعامل الأبناء والأهل والعاملين معه باللين والرحمة ولا يشدد عليهم.
وفي علم الإدارة يعتبر نمط المعاملة المتشدد مع الموظفين من الأنماط السلبية الخاطئة التي تؤدي لإضعاف كفاءة وإنتاجية الموظفين، وتزيد تهربهم من العمل والاستقالات والتسرب الوظيفي، بينما تعتبر الإدارة اللينة التي تسمى بالديمقراطية هي النمط المثالي الذي يستخرج أفضل الأداء لدى الموظفين ويرفع الإنتاجية ويكرس الولاء لدى الموظفين، وأظهرت دراسة لأهم 500 شركة أمريكية أن الشركات التي لديها أعلى نسبة من المديرات كانت أكثر كفاءة وربحية من التي لديها أدنى نسبة من النساء بمجلس الإدارة، والسبب هو نمط إدارة النساء الذي يتسم بالديمقراطية واللين ومراعاة الجوانب المعنوية والإنسانية للموظفين، مما يستخرج منهم الأفضل ويرفع كفاءتهم وإنتاجيتهم.
اللين له أثر تراكمي في تحسين أخلاق وسلوك الآخرين بوازع المحبة للإنسان اللين، أي أن الأبناء والأهل والعاملين مع الشخص اللين بالنهاية ستصبح أخلاقهم حسنة ومثالية معه بدافع حبهم له وإرادة مكافأته على حسن معاملته اللينة معهم، بينما الشدة تؤدي لأخلاق النفاق بدافع إرادة تجنب العقوبة، أي يتصنع الإنسان موافقة الأوامر المتشددة فقط بالقدر الذي يجنبه العقوبة ويصبح لديه نمط انتقامي خفي ممن يشدد عليه يجعله يريد مخالفة أوامره بشكل خفي بدافع الانتقام؛ لأن الشدة يشعر بها الآخرون كنوع من إساءة المعاملة ولذا تولد تلقائيا نزعة انتقامية لدى من تقع عليهم، وبهذا الشدة تفسد أخلاق كل الأطراف على المدى الطويل.
الالتزام بفضيلة اللين يمكن أن يغير بشكل جذري أسلوب التعامل بين الناس؛ فكثير من الآباء والأمهات يشتكون من نفور أبنائهم عنهم ولا يعتبرون أن شدتهم في معاملة الأبناء مبررا لذلك النفور، مع أن الله في الآية قرر أن الشدة المضادة للين تجعل الناس ينفرون حتى من نبي يوحى إليه وينفضون من حوله، فهذه الفطرة التي فطر الله النفوس عليها وقررها في قرآنه، ولو كانت الشدة صالحة ومصلحة لجعلها صفة في نبيه وامتدحها في قرآنه بدل صفة اللين.
هناك أناس شخصياتهم تميل للين بطبعها وآخرون يميلون إلى الشدة بطبعهم، لكن من يريد تكريس شخصيته على الفضائل والمثاليات العليا التي دعا إليها الإسلام ويقتدي بسنة النبي عليه الصلاة والسلام فعليه مقاومة ومخالفة نزعته للشدة في معاملة الناس، وأيضا هناك قاعدة في القرآن والسنة النبوية بأن الله يعامل الناس بالنمط نفسه لمعاملتهم لبعضهم؛ 'الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض، يرحمكم من في السماء' رواه أبو داود والترمذي وأحمد. 'لا تتشددوا فيشدد الله عليكم، فإن من كان قبلكم شددوا فشدد الله عليهم'، فمن يرد أن يرحمه الله ولا يشدد عليه فيجب أن يعامل الأبناء والأهل والعاملين معه باللين والرحمة ولا يشدد عليهم.
وفي علم الإدارة يعتبر نمط المعاملة المتشدد مع الموظفين من الأنماط السلبية الخاطئة التي تؤدي لإضعاف كفاءة وإنتاجية الموظفين، وتزيد تهربهم من العمل والاستقالات والتسرب الوظيفي، بينما تعتبر الإدارة اللينة التي تسمى بالديمقراطية هي النمط المثالي الذي يستخرج أفضل الأداء لدى الموظفين ويرفع الإنتاجية ويكرس الولاء لدى الموظفين، وأظهرت دراسة لأهم 500 شركة أمريكية أن الشركات التي لديها أعلى نسبة من المديرات كانت أكثر كفاءة وربحية من التي لديها أدنى نسبة من النساء بمجلس الإدارة، والسبب هو نمط إدارة النساء الذي يتسم بالديمقراطية واللين ومراعاة الجوانب المعنوية والإنسانية للموظفين، مما يستخرج منهم الأفضل ويرفع كفاءتهم وإنتاجيتهم.
اللين له أثر تراكمي في تحسين أخلاق وسلوك الآخرين بوازع المحبة للإنسان اللين، أي أن الأبناء والأهل والعاملين مع الشخص اللين بالنهاية ستصبح أخلاقهم حسنة ومثالية معه بدافع حبهم له وإرادة مكافأته على حسن معاملته اللينة معهم، بينما الشدة تؤدي لأخلاق النفاق بدافع إرادة تجنب العقوبة، أي يتصنع الإنسان موافقة الأوامر المتشددة فقط بالقدر الذي يجنبه العقوبة ويصبح لديه نمط انتقامي خفي ممن يشدد عليه يجعله يريد مخالفة أوامره بشكل خفي بدافع الانتقام؛ لأن الشدة يشعر بها الآخرون كنوع من إساءة المعاملة ولذا تولد تلقائيا نزعة انتقامية لدى من تقع عليهم، وبهذا الشدة تفسد أخلاق كل الأطراف على المدى الطويل.