البلد

مؤسسات ثقافية في منتدى الأفلام السعودي: نسعى لاستكشاف المواهب وتدريبها

عبر جلسة "استدامة برامج التطوير والدعم في قطاع الأفلام"

شهدت النسخة الثانية من منتدى الأفلام السعودي جلسة حوارية تحت عنوان (استدامة برامج التطوير والدعم في قطاع الأفلام)، تحدث فيها كلٌّ من الرئيس التنفيذي لشركة مانجا للإنتاج د. عصام بخاري، والرئيس التنفيذي لأكاديمية MBC زينب أبو السمح، ومدير مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) عبدالله الراشد.واستعرض د. عصام بخاري مسيرة شركة مانجا للإنتاج منذ بداياتها، مشيراً إلى أن الشركة انطلقت بطموح ودعم كبير من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، مع تركيزها على توفير فرص تدريبية للمواهب السعودية، موضحاً أن طموحهم يتمثل في خلق محتوى سعودي قادر على المنافسة عالمياً، مشيراً إلى أن السوق السعودي يُصنَّف محدود الحجم، ولكن التوسع إلى العالمية كان أحد العوامل الرئيسية في نجاح تجارب دول مثل كوريا الجنوبية.وأكد على هذا النهج من خلال تسليط الضوء على فيلم (الرحلة)؛ الذي أنتجته مانجا، ويُعد أول فيلم عربي يدخل السوق الصيني، وهو متوفر حالياً على أكثر من 50 منصة حول العالم، ويستهدف جمهورًا واسعًا من عشاق الأنيميشن، الذين بلغ عددهم نحو 30 مليونًا في السعودية و60 مليونًا على مستوى العالم العربي في عام 2023.وختم بخاري بالقول 'لا يمكنني المنافسة إلا بفريق سعودي من الفرسان'، مشدداً على أهمية الاستثمار في الكوادر المحلية لتحقيق التفوق على المستوى الدولي.من جانبها، تحدثت زينب أبو السمح عن الدور؛ الذي تقوم به أكاديمية MBC في استقطاب أصحاب الخبرات من جميع أنحاء العالم لتدريب المواهب السعودية، وتوفير فرص للتدريب والتطوير، مؤكدة أن الإنتاج السينمائي ليس عملاً فرديًا، بل يتطلب فريقًا متكاملاً من المهنيين.وأعلنت أن الأكاديمية أطلقت سلسلة من المبادرات؛ أبرزها مبادرة اكتشاف المواهب، التي تُعد أكبر حملة من نوعها في الشرق الأوسط، حيث تجول فرق العمل في جميع أنحاء المملكة لاكتشاف الموهوبين وتدريبهم، مع التركيز على تصفية النخبة منهم وتقديمهم إلى سوق العمل، وأشارت إلى أن الأكاديمية نظّمت، أيضاً، بعثات تدريبية إلى دول عدة؛ من بينها فرنسا ومصر، لتطوير مهارات الشباب السعودي في بيئات إنتاجية عالمية.كما أشارت أبو السمح إلى مبادرة التدريب العملي مع أكاديمية كافا الكورية؛ التي تمتلك خبرة تمتد لأكثر من 40 عامًا، مما يساهم في نقل المعرفة والخبرات إلى الأجيال الجديدة، وأوضحت أن التحدي الرئيس في هذا المجال هو 'عدم نضوج الصناعة السعودية بشكل كافٍ لتحقيق تطلعات عالمية، لكنه تحدٍ يمكن تجاوزه مع مرور الوقت وبناء هوية سعودية متفرِّدة في صناعة الأفلام'.بدوره، تناول عبدالله الراشد أهمية تحقيق الاستدامة في قطاع الإنتاج السينمائي، مؤكدًا أن نجاح أي صناعة يعتمد على توافر كوادر مادية وبشرية قادرة على تطوير المحتوى بشكل مستمر، وركز الراشد على ضرورة الحفاظ على الإرث الثقافي أثناء تطوير صناعة الأفلام، مشددًا على أن إنتاج الأفلام يجب أن يعكس الهوية الثقافية للمملكة، وليس مجرد تلبية متطلبات السوق العالمية.وأشار الراشد إلى أن مركز (إثراء) يضم مجموعة من المنتجين المتميزين، ويستثمر في تنمية المواهب وتطويرها، مما يحقق الاستدامة ليس فقط على مستوى الأفراد، ولكن أيضًا على مستوى الإنتاج ككل، مبيّناً أن التحدي الأكبر هو خلق أعمال سينمائية ذات جودة عالية تعكس الهوية السعودية الأصيلة، وهو أمر يمكن تحقيقه من خلال تعزيز المحتوى وتطوير الأساليب الإنتاجية.يذكر أن (منتدى الأفلام السعودي) المقام في الرياض خلال الفترة من 9 إلى 12 أكتوبر يضم في نسخته الثانية معرضاً يجمع سلسلة القيمة في أكثر من 16 مجالاً مختلفاً، ومؤتمراً مختصاً يتضمن 30 جلسة حوارية، و15 ورشة عمل، في شتى مجالات صناعة الأفلام.