تخبط إداري
الأربعاء / 6 / ربيع الثاني / 1446 هـ - 18:20 - الأربعاء 9 أكتوبر 2024 18:20
يعلم الجميع والموظفون على وجه التحديد أهمية القرارات الإدارية، ويعرفون مكانتها ويدركون قيمتها وما تشكله من مكانة عالية وأهمية قصوى في بيئات العمل بأنواعها المختلفة، والتي تؤثر على أداء الموظف وإنتاجيته في العمل في تنفيذ الاختصاصات وما يترتب على المرء القيام به من أعمال مسؤول عنها، وتحقيق الأهداف ومجموعة الأرقام التي يتم السعي إلى تحقيقها والوصول إليها بنجاح.قد توجب الضغوط الإدارية المختلفة والتي قد تكون ناتجة عن عوامل متنوعة وظروف متعددة على المدير وتفرض عليه إصدار قرارات إدارية وإبلاغها للموظفين بتسرع واستعجال ودون تركيز أو بحث أو دراسة للموقف الإداري، مما يؤدي إلى إصدار قرارات خاطئة وغير مدروسة وليست بناء على فكر تنظيمي وإداري واع، وتكون النتيجة استقالة أكفأ الموظفين واحدا تلو الآخر لأنهم لم يعودوا يطيقون ذلك المدير المتخبط في الإدارة؛ فليس لديه الدراية الكافية ولا ينظر إلى الأمور على وجه السداد، ويفتقر إلى مهارات التخطيط ولا يدرك أهمية الوقت في اتخاذ القرارات؛ فغالبية الوقت الضائع والمهدر يأتي من عدم قدرة المدير على اتخاذ القرارات الإدارية السليمة؛ فلا يعرف ما تم إنجازه ولا يرى ما خطط له، وقد يكون ذلك عائدا إلى عدم امتلاك مهارة تحديد الأهداف بدقة وعدم القدرة على التركيز بشكل مباشر على المقصود من وراء الأعمال والمهام، وكذلك عدم المقدرة على معرفة النتائج المحتملة بصورة محددة ودقيقة، وعندما يتم تجاهل التخبط والتغاضي عنه وعدم الاهتمام به؛ فإن فاتورة إصلاح الأضرار ترتفع وتداعياتها تكبر وتزداد.إذا اقترن العمل بتسرع وتعجل بالتخبط والتصرف بعشوائية ودون تفكير استفحلت المشكلة، وإذا استمرأ المتخبط الفوضى الإدارية واستطابها واستحسنها ووجدها مقبولة ومستساغة فإنه يتشجع ويتجاسر ويتجرأ على اختيار مجموعة ممن هم على طريقته؛ فيزداد الأمر تعقيدا وسوءا، ويستمر التخبط ويدوم ويبقى على حاله عندما لا يقر المتخبط بوجوده ولا يشعر بحصوله ولا يعترف بحدوثه، وعدم الاعتراف بحصول المشكلة يعني عدم البدء في السير وعدم الانطلاق لإيجاد الحلول؛ فأول الخطوات المعنية بأسلوب حل المشكلات هي الاعتراف بالمشكلة؛ فلا يعقل إنكار وجود مشكلة والبحث لها عن حل؛ فإيجاد الحلول للمشكلة والتصدي لها ومواجهتها بإمعان نظر والتغلب عليها يبدأ من لحظة الإقرار والتسليم بحقيقة وجود مشكلة أو وضع غير مستقر أو صعوبة يجب تذليلها، وبعد حالة التشخيص يبدأ التفكير بشكل مفتوح لوضع حلول يمكن تطبيقها عبر جلسات واجتماعات، وكل فكرة تورد مهما كانت بسيطة فإنها قد تساعد في عمليات التصحيح وتخضع لعمليات تقييم لتحديد الإيجابيات والسلبيات.يعتبر التطوير الإداري عنصرا أساسيا لنجاح أي عمل ويخلق بيئة عمل أكثر كفاءة وفعالية وتناغم من خلال تطوير مهارات ومعارف وقدرات المديرين، وذلك يستلزم وبشكل عاجل معالجة تلك التصرفات والسلوكيات الإدارية الخاطئة وتقييم الأداء وتحديد الكفاءة وعمل أفضلية وأولوية في اتخاذ إجراءات في مجال العمل، بحيث يعلم الجميع ما له وما عليه ويدرك ما هو مطلوب منه، ويعرف ما يجب أن يقوم به أو يعمله والمساحة المسموح له فيها بإدخال تغييرات وإحداث ترتيبات جديدة في مجال العمل.