الرأي

الوعي بالأكل الصحي لا يتوقف لحد "المقاصف المدرسية"

عبدالمعين عيد الأغا
أحسنت وزارة التعليم بالقرار الإيجابي الذي اتخذته في منع بيع أكثر من 30 صنفا غذائيا في المقاصف المدرسية، أبرزها المشروبات الغازية، مشروبات الطاقة، المشروبات الرياضية، الشاي البارد، العصائر المحتوية على ألوان صناعية، المرتديلا، الآيس كريم، البسكويت المغطى بالشوكولاتة، الفول السوداني، الحليب المطعم بالنكهات والشوكولاتة، الكروسون والشيبس، وبيع الحلويات والشوكولاتة غير المحلاة ورقائق البطاطس، وبجانب ذلك تشمل قائمة الممنوعات أيضا بيع اللحوم والدواجن، والأسماك المكسوة بفتات الخبز، والسندويتشات المحشوة بالكاسترد، والشوكولاتة أو التوفي أو الفانيلا والآيس كريم، والعلك، والشوكولاتة بجميع أنواعها، والمايونيز والمخللات وغيرها من الأصناف التي تهدد صحة الطلاب والطالبات.في الواقع إن هذا القرار الإيجابي يسهم في تعزيز الوعي بأهمية التغذية السليمة، وتوفير خيارات غذائية صحية ومتوازنة في المقاصف المدرسية، كما يتضمن احترام اللوائح الصحية في إعداد وتقديم الوجبات المدرسية التي تنصب في مصلحة صحة أبنائنا الطلبة لعدة أسباب، يتصدرها أن هذه الأطعمة التي منعت في المقاصف المدرسية مؤثرة على صحة الأبناء وبلا قيمة غذائية يستفيدون منها، بل تعتبر مضرة وتمهد لمشاكل عديدة في حال الإكثار منها والاعتماد عليها وتعود تناولها، فأكثر هذه الأطعمة تعتبر مجرد مسليات وخالية من العناصر المفيدة للجسم مثل الفيتامينات والمعادن والألياف وغير ذلك.وينصح عادة بأن يصطحب طلبة المدارس وجبتهم من المنزل، إذ يمكن إعدادها بعناصر غذائية مفيدة وصحية شاملة ومتنوعة، ولكن ما يحدث في كثير من الأحيان أن يعتمد طلبة المدارس على وجبات المقاصف، وهنا يجدون أنفسهم أمام اختيارات متنوعة ولكنها غير صحية وبلا قيمة غذائية، فيندفعون وراء أطعمة مكيسة أو حلويات مليئة بالسعرات والدهون أو مشروبات سكرية وجميعها بالطبع مضرة بالصحة.وبغض النظر عن الفسحة المدرسية وموعدها ووجبات المقاصف، فهناك أهمية صحية بعدم توجه الطلبة إلى المدارس وبطونهم خاوية، إذ يتوجب عليهم تناول وجبة الفطور الصباحي في المنزل، على أن تحتوي على عناصر مفيدة وعصير طازج أو حليب، وخصوصا إذا أدركنا أن هذه الوجبة تعد الأولى بعد ساعات يقضيها الفرد في نومه، إذ تمدهم بالطاقة وتشعرهم بالنشاط والحيوية، وتساعدهم على التركيز، عكس عندما يذهب الطالب إلى مدرسته دون فطور وينتظر الفسحة بفارغ الصبر، وهنا قد يتشتت ذهنه ولا يركز في دروسه لكونه يشعر بالجوع.لا شك أن طلبة المدارس يمرون بأهم مراحل النمو في حياتهم، لذا من المهم توفير الغذاء الصحي المتوازن والمتنوع الذي يحتوي على جميع المغذيات الضرورية؛ لتلبية احتياجات الجسم ولإمداد أجسادهم بما يحتاجون من طاقة لاستذكار دروسهم، وممارسة نشاطاتهم اليومية على أتم وجه وبعيدا عن الشعور بالكسل والخمول وغيرها من الأعراض.كما لا يفوتني هنا أن أؤكد على مرضى السكري بنوعيه الأول والثاني التقيد بالخطة الغذائية الخاصة بهم من خلال الحرص على الفطور الصباحي قبل التوجه للمدرسة، وتناول الأطعمة الصحية التي وجهت لهم من المشرفين على علاجهم، وعدم كسر قاعدة العلاج عبر تناول أطعمة غير صحية التي قد تتسبب في اختلال نسبة سكر الدم، فهذه الفئة الغالية علينا يجب أن تحرص على طعامها وشرابها وأدويتها حتى يكون سكرهم في النطاق المطلوب.ويجب بعد هذا القرار الايجابي من التعليم أن يدرك الأبناء أن أهميته لا تقتصر في محيط المقاصف المدرسية بل تتجاوزه إلى خارج المدرسة أيضا، من خلال تبني العادات الغذائية الصحية وتجنب الأطعمة الضارة وغير المفيدة، فالقرار لا يعني المنع في المدرسة والسماح خارجه.الخلاصة.. لا تتوقف مسؤولية عدم تناول الأطعمة غير الصحية على الأبناء الدارسين فقط، بل هناك دور مهم وحيوي للوالدين في غرس ثقافة وقيم الغذاء الصحي للأبناء تفاديا لكثير من المشاكل المرتبطة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر زيادة الوزن الذي يدخل مع مرور الوقت وتدريجيا لمرحلة السمنة، والتي بدورها تمهد لمقاومة الأنسولين، وفي حال عدم تصحيح نمط الحياة الصحي تزداد فرص التعرض لداء السكري النمط الثاني المرتبط بالبدانة، فخير نصيحة للأبناء الأعزاء هي الأكل الصحي، ممارسة الرياضة يوميا لمدة نصف ساعة، الحد من استخدام الأجهزة الالكترونية، وأخيرا النوم الصحي والمبكر الذي يضمن عمل الهرمونات بالشكل الصحيح ومنها هرمون النمو وغيرها.