الرأي

اليوم الوطني: يوم مشهود لمستقبل موعود

حجاز مصلح
تحتفل المملكة العربية السعودية في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام بيومها الوطني، وهي مناسبة مفعمة بالفخر والتاريخ العريق، ويعيدنا هذا اليوم لنستذكر ما قدمه الملك المؤسس طيب الله ثراه من رحلة كفاح وشجاعة مع أبناء الوطن المخلصين الذين قدموا أعظم التضحيات من أجل تحقيق الوحدة والاستقرار، التي نفتخر بها تحت راية واحدة لوطن واحد.يختلف اليوم الوطني السعودي عن يوم التأسيس، حيث يصادف تاريخ توحيد المملكة على يدي الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، والذي حدث في 23 سبتمبر/ أيلول 1932.وفي ذلك الوقت أصدر الملك عبدالعزيز مؤسس الدولة السعودية الثالثة من قصره بالرياض أمرا ملكيا من 7 بنود يقضي بتغيير اسم مملكة نجد والحجاز إلى المملكة العربية السعودية.لقد مهد تحرك الملك عبدالعزيز الطريق أمام الدولة السعودية الحديثة لتأخذ مكانها على الخريطة الدولية، وتصبح الدولة ذات الثقل العالمي والإقليمي، التي هي عليها اليوم في ظل حكم ملكها السابع الملك سلمان بن عبدالعزيز.ومع حلول اليوم الوطني السعودي نستذكر تاريخا يمتد على مدى 9 عقود، شهد خلالها التاريخ مراحل من التحول والتطور للمملكة في عهد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله.وقد أدت هذه المراحل المختلفة من النمو إلى مرحلة 'التحديث' وبناء دولة المستقبل في ظل حكم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان.ورغم التحديات التي تواجهها المملكة العربية السعودية في العصر الحديث، فقد استطاعت بقيادتها الحكيمة أن تسير بالوطن وبخطى ثابتة إلى مصاف الدول المتقدمة، وأن تثبت نفسها كدولة مؤثرة في الشؤون الدولية، تحرص على الحفاظ على التوازن في سياساتها، وتعزيز العدالة، ووضع الحداثة في قلب مسيرتها التنموية.علاوة على ذلك أطلقت القيادة السعودية العديد من المشاريع التي من شأنها توسيع آفاق التنمية في المملكة، حيث رسم الملك سلمان منذ توليه مقاليد الحكم، ملامح عهده بقرارات وأوامر لافتة ترسم خارطة العبور إلى المستقبل مع الحفاظ على المكاسب السابقة التي حققها أسلافه مسخرا كل السبل لراحة المواطنين والمقيمين ليعيشوا بعزة وأمان.إن أهم ما اعتمدت عليه القيادة الحكيمة في المملكة العربية السعودية هو حماس الشباب وطاقاتهم الرائعة، فالمجتمع السعودي مجتمع شاب، وشبابه حالم وطموح ومنفتح ولديه الكثير من الاندفاع والقدرات، وما تحقق حتى الآن كان بفضل هؤلاء الشباب إلى حد كبير، كما أثبتت الشابة السعودية أنها النصف الثاني من المجتمع الذي لا يمكن تعويضه لإكمال عملية تحويل الحلم الكبير إلى حقيقة، فقد نزلت إلى مجالات عمل مختلفة، وتخصصت في أنواع مختلفة من التخصصات التي تخدم وطنها، واليوم يمكنك أن تراها في مناصب حساسة ومهمة: في الإدارة، وفي الإعلام، والتسويق، والتعليم، والطب، وغيرها من المجالات، وفي اليوم الوطني السعودي يحضر الشباب الفعاليات والعروض ويشاركون فيها بقوة، كما فعلوا في السنوات الماضية، وبمشاركته يرسل إشارة قوية إلى أن الحلم سيتحقق بين أيديهم بتوجيه ودعم غير محدودين من القيادة السياسية الفذة في السعودية.يعد اليوم الوطني السعودي يوما مشهودا وفرصة للتأمل في التاريخ والتطور والاحتفال بتراث الوطن وإنجازاته الحديثة. وتجمع هذه المناسبة بين الأصالة والمعاصرة، وتجسد تطلعات المملكة العربية السعودية نحو مستقبل أفضل وأكثر تقدما.عام يأتي وعام ينقضي وحب الوطن راسخ في قلوبنا أكثر مما مضى.hijazmusleh@