اليوم الوطني السعودي: تجسيد للتحولات التاريخية والنقلات التنموية
الاثنين / 20 / ربيع الأول / 1446 هـ - 00:42 - الاثنين 23 سبتمبر 2024 00:42
يعد اليوم الوطني السعودي 94 مناسبة تتجاوز حدود الذكرى التاريخية، فهو يوم يجسد معاني الوحدة والتكاتف ويستحضر مسيرة من التحولات العميقة التي عاشتها المملكة على مدى عقود.في هذا اليوم نستعيد ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – عام 1932م، وهي لحظة شكلت نقطة البداية لواحدة من أهم قصص النجاح في العالم الحديث.من التأسيس إلى الريادةكان توحيد المملكة حدثا مفصليا ليس فقط في تاريخ السعودية، بل في تاريخ المنطقة بأكملها.في وقت كانت فيه شبه الجزيرة العربية تعاني من التفرق والاضطراب، جاء الملك عبدالعزيز برؤية بعيدة المدى، سعى من خلالها إلى بناء دولة موحدة ومستقرة.توحيد الأقاليم المتناثرة تحت راية واحدة لم يكن مجرد خطوة سياسية، بل كان بداية لحقبة جديدة من التنمية والبناء.منذ تلك اللحظة التاريخية أخذت المملكة في التوسع والنمو، لتصبح لاعبا محوريا في العالم العربي والإسلامي.حظيت بمكانة فريدة كونها مهد الإسلام وموطن الحرمين الشريفين، وهو ما جعلها مركزا للثقل الديني والسياسي على حد سواء.التحول الاقتصادي.. من الزراعة إلى النفطفي الثلاثينيات كان الاقتصاد السعودي بسيطا يعتمد في الغالب على الزراعة وتجارة القوافل، ولكن مع اكتشاف النفط، تغير مسار المملكة بشكل جذري.النفط لم يكن مجرد ثروة جديدة، بل كان بوابة لانطلاق السعودية نحو المستقبل.بعد اكتشافه، تحول الاقتصاد السعودي من اقتصاد زراعي محدود إلى واحد من أكبر الاقتصادات في العالم، مما مكن المملكة من بناء بنية تحتية قوية وتحديث قطاعات متعددة مثل التعليم والصحة والنقل.رؤية 2030.. نحو مستقبل جديدفي الوقت الذي كانت فيه المملكة تعتمد بشكل أساسي على النفط، أدركت القيادة السعودية ضرورة التنوع الاقتصادي والتحديث.هنا تأتي رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كخطوة تاريخية نحو بناء اقتصاد مستدام يعتمد على الابتكار والتكنولوجيا.تهدف هذه الرؤية إلى تحويل المملكة إلى مركز عالمي للاستثمار، التقنية، السياحة، والترفيه وغيرها من المجالات، مع تمكين الإنسان السعودي ليكون فارسها الأول، والمحافظة على هويتها وتراثها والاعتزاز بهم عبر القرون.المملكة على الساحة العالميةدوليا، استطاعت المملكة أن تكون قوة مؤثرة في صنع القرارات العالمية، سواء في السياسة أو الاقتصاد.انضمام المملكة إلى مجموعة العشرين يعكس مكانتها كقوة اقتصادية مؤثرة.كما أن دورها الفعال في استقرار أسواق النفط من خلال منظمة 'أوبك'، ومساهماتها في مبادرات السلام والاستقرار في المنطقة، تؤكد التزامها بمسؤوليتها تجاه العالم.على المستوى الإنساني تحتل المملكة مكانة مرموقة بدعمها للقضايا الإنسانية في مختلف أنحاء العالم، فهي تقدم المساعدات والدعم للعديد من الدول في مجالات التعليم والصحة والإغاثة، وتؤدي دورا بارزا في تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان.أخيرا، اليوم الوطني السعودي ليس مجرد ذكرى لتأسيس المملكة، بل هو مناسبة للاحتفاء برحلة من التحول والتقدم.رحلة بدأت بوحدة الأرض والشعب، واستمرت بتطور اقتصادي وثقافي هائل، وصولا إلى رؤية مستقبلية واعدة، تحت قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تواصل المملكة مسيرتها نحو المستقبل، وهي تحمل إرث الماضي وطموحات المستقبل.إنها ليست مجرد قصة نجاح، بل هي قصة إرادة أمة تكتب فصولها بثقة وعزم، وتبني مستقبلا مشرقا لأجيالها القادمة.Khalid_alqhees@