الرأي

القاموس الدوائي في المملكة العربية السعودية

عبدالله الزير
أصدر المجلس الصحي السعودي في اجتماعه السابع بعد المائة، برئاسة وزير الصحة الأستاذ فهد الجلاجل، قرارا باعتماد القاموس الدوائي كنظام لترميز الأدوية، وإلزام القطاعات الصحية باستخدامه لتبادل البيانات الصحية. ويعد هذا القرار خطوة مهمة نحو تعزيز التكامل بين مختلف الجهات الصحية.في هذه المقالة سأعرض بعض المعلومات لتوضيح دور القاموس وأهميته في المرحلة المقبلة:1- الوضع الراهن في تبادل المعلومات الدوائيةحاليا، تقوم الجهات المختلفة مثل شركة نوبكو وهيئة الغذاء والدواء والمجلس الصحي ووزارة الصحة، وغيرها من الجهات التنظيمية ومقدمي الخدمات في القطاع الصحي، بتسجيل بيانات الأدوية بطرق متباينة، مما يصعب فهم الصورة الكاملة لحركة الأدوية ودعم اتخاذ القرار الطبي وأتمتة الإجراءات على مستوى الممارسة السريرية.2- مكونات القاموس الدوائي وطريقة البناءالقاموس الدوائي عبارة عن قائمة بجميع الأدوية المتداولة (المسجلة وغير المسجلة) في القطاع الصحي بالمملكة، مسجلة بترميز موحد بعد معايرة التجارب العالمية المماثلة ووفقا لنظم الترميز الدولية. وينقسم القاموس إلى مكونين رئيسيين:- المكون العلمي: يتم فيه ترميز الأدوية بناء على اسم المادة الفعالة، الشكل الدوائي، والجرعة الدوائية.- المكون التجاري: يتم فيه ترميز المنتج التجاري المتداول في المملكة. ويرتبط المكونان تقنيا، فعلى سبيل المثال يمكن معرفة جميع المنتجات الدوائية التي تحتوي على مادة فعالة معينة أو بتركيز معين.3- أثر استخدام القاموس الدوائي على القطاع الصحي- على المستوى الاستراتيجي: يساهم القاموس الدوائي في بناء تصور شامل عن حركة الأدوية في المملكة، مما يعزز من قدرة المنظومة الصحية على توفير الأدوية، ويحسن كفاءة الإنفاق عبر تقليل الأدوية التالفة.- على مستوى الممارسة السريرية: يساعد القاموس في توحيد المعلومات الدوائية في ملف المريض، مما يسهل اتخاذ القرار الطبي، ويقلل من احتمالية تعارض الأدوية، ويعزز متابعة التزام المريض بالخطة العلاجية.- على المستوى التشغيلي: يسهم القاموس في تسهيل بعض الإجراءات وأتمتة الخدمات الإدارية، مثل إعداد وطرح المناقصات، المطالبات التأمينية، وتتبع توفر الأدوية.وأخيرا، على الرغم من ثقتي بجودة بناء القاموس وحداثة معلوماته وشموليتها، إلا أنه من الضروري التأكد من وضع منهجيات وسياسات تضمن حداثة معلومات القاموس وشموليتها في المستقبل بالمواءمة مع الجهات ذات العلاقة.ختاما، كفرد مستفيد من خدمات القاموس، وخبير ممارس في مجال المعلوماتية الصحية، لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر للزملاء في فريق العمل بالمركز الوطني للمعلومات الصحية على جهودهم العظيمة لإنجاح هذا المشروع، وكذلك الشكر موصول لأعضاء لجنة القاموس الدوائي على دورهم الفاعل.