أريد ابني "طويلا" مثل لاعبي السلة!!
الأربعاء / 15 / ربيع الأول / 1446 هـ - 01:08 - الأربعاء 18 سبتمبر 2024 01:08
يقول أحد الآباء في رسالته: ابني ليس قصيرا وقد بلغ الطول المناسب، ولكنني أريده أن يكون طويلا أكثر مثل لاعبي كرة السلة، فهل يمكن ذلك يا دكتور عبر علاج 'هرمون النمو' الذي يعطى للأطفال قصار القامة؟في الواقع وقبل الرد على استفسار الوالد العزيز رأيت من المهم أن أصحح الكثير من المفاهيم الخطأ عند البعض حول 'هرمون النمو' الذي يعطى للحالات التي تعاني فعليا من نقص الهرمون، فهناك فحوصات وتحاليل طبية تجرى لتلك الحالات قبل البدء في العلاج بجانب اشتراطات لا بد من توفرها، ومنها عدم وصول الطفل لمرحلة انغلاق الفجوات العظمية ومرحلة البلوغ، وبالتالي فإن التشخيص في السن المبكرة وتحديدا عند ملاحظة قصر القامة لديه مقارنة بالأبناء الآخرين وزملاء المدرسة في سنه، يمثل من العوامل المهمة في تلقيه وحصوله على العلاج الصحيح، لأن معاناته مع قصر القامة هنا سببها نقص هرمون النمو فيتم إعطاؤه الهرمون العلاجي حتى يتمكن من بلوغ الطول المتوقع.وعودا إلى سؤال الأب، فأوضح أن العلاج الهرموني هو علاج تكميلي بمعنى يعطى للحالات التي تشكو من قصر القامة وتعاني فعليا من نقصه في الجسم، ولا يعطى للحالات التي لديها إفراز هرمون النمو طبيعي، ومن المهم أن يدرك جميع الآباء والأمهات أن الأطفال الذين اكتسبوا الطول أكثر من الأبناء الآخرين هو نتاج طبيعي لعدة عوامل منها الوراثة والتغذية الصحية والنوم الصحي وممارسة الرياضة، فكل هذه الأمور تعزز إفراز هرمون النمو، فالعلاج له ضوابطه ولا يعطى للحالات التي لا تشكو من نقص هرمون النمو، وبذلك فإن الطول الذي اكتسبه ابنك العزيز سيبقى هو النهائي طالما ليس لديه أي مشكلة في نقص الهرمون، كما أنه وصل لسن البلوغ، وجميع فجوات عظمه أغلقت.كما أؤكد على أمر مهم للجميع أن ما يتداوله البعض في مواقع التواصل الاجتماعي عن وجود عقارات وتركيبات عشبية ومكملات تساعد في اكتساب الطول أكثر، سواء للحالات التي تشكو من قصر القامة أو التي تريد زيادة في طول أبنائها، فذلك غير صحيح جملة وتفصيلا، وهدفه تضليل الناس، ففي الأخير لا يصح إلا الصحيح، والحالات التي تشكو من نقص هرمون النمو ولديها قصر قامة، فإن علاجها قائم على طب البراهين، فاحذروا من تداول أو إعادة بث أي رسالة تحمل معلومات خطأ أو توهم بوجود علاجات لمشكلة قصر القامة تغني عن حقن هرمون النمو، ويجب على كل أسرة لديها طفل يشكو من قصر القامة التوجه به إلى الأطباء المتخصصين وعدم هدر الوقت والجهد وراء الرسائل المضللة في مواقع التواصل الاجتماعي أو كلام ونصائح الآخرين.ولا يفوتني هنا أن أستشهد بحالة طفلة كانت تشكو من قصر القامة أتت مع والديها إلى عيادتي وبعد إجراء التحاليل والفحوصات اللازمة تم وصف العلاج لها، ولكنها اختفت ولم تتابع نهائيا، وبعد عامين راجعت الطفلة وعند سؤال والديها عن الغياب طول تلك الفترة أفادا بأن جميع أفراد العائلة اتفقوا على مخاطر هرمون النمو وأضراره على الطفلة مستقبلا، طبعا هذا الكلام غير صحيح ومرفوض، وكان الأولى والأجدر من والديها أن لا يتخذا أي قرار بنصيحة الآخرين يضر طفلتهما، فما ذنب هذه الطفلة التي أصبحت ضحية الموقف وتعاني الآن من حالة نفسية سيئة، في وقت كانت هناك فرصة لاكتساب 20 سم مع طولها الحالي عبر المواظبة في العلاج ، فنصيحة لكل الآباء والأمهات بعدم الانصياع للآخرين ومراجعة الأطباء في حال وجود أي استفسارات متعلقة بالعلاج.أخيرا.. أهم محفزات إفراز هرمون النمو بشكل طبيعي داخل الجسم هي النوم الصحي، ممارسة الرياضة، التغذية الصحية، وتجنب التوتر، فالهرمون يفرز بشكل طبيعي داخل الجسم من الغدة النخامية، ويعزز نمو الجسم من الطفولة إلى البلوغ، كما أنه يساعد في الحفاظ على بنية الجسم الطبيعية لدى البالغين، ويزداد إفرازه في الليل مقارنة بالنهار، وتكون مستوياته أعلى عند الأطفال والمراهقين، ولكنها تنخفض مع التقدم بالعمر، أما علاجيا فيتم وصفه من قبل الأطباء في بعض الحالات المرضية وهي قصر القامة، بسبب نقص هرمون النمو، حالات تأخر التطور والنمو، متلازمة داون أو متلازمة تيرنر، وضعف النمو بسبب القصور الكلوي المزمن.