ماذا قدمت الخطط الاستراتيجية للمدن؟
السبت / 11 / ربيع الأول / 1446 هـ - 21:58 - السبت 14 سبتمبر 2024 21:58
قبل أن تسافر عليك أن تخطط أولا، وقبل أن تقوم بعمل شاق عليك أن تخطط أولا، وقبل أن تكتب مقالا عليك أن تخطط، وقبل أن تبني مدينة عليك أن تخطط. التخطيط يساعدك على تحقيق أهدافك بناء على الموارد الكامنة، والوسائل الممكنة، والأدوات المتاحة. عليك أن تبحث في أوعية البيانات وتحلل وتقرأ ثم ترسم خطة واضحة المعالم تصل بك إلى النتيجة المطلوبة.
التخطيط يساعدك على سلوك مسار إجرائي يستخدم الأدوات والوسائل المتاحة لبناء برنامج محدد بإطار زمني وصولا إلى أهدافك. لا يمكن أن تبدأ بتنفيذ مشروع عمراني دون أن تخطط؛ لأن العشوائية أو العمل بلا تخطيط يعني ضياعا للوقت، والتخبط، واستنزافا للموارد والجهود البشرية بلا هدف واضح.
الخطط الاستراتيجية للمدن واحدة من أهم الأدوات لرسم توجه مستقبلي للمدينة مرتبط بإطار زمني وبرامج وسياسات تنفيذية تحقق أهداف المدينة بما يتماشى مع السياق الإقليمي والوطني. تعمل الخطة الاستراتيجية على تحليل كل الفرص والموارد المتاحة، وتوائم بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية، والبيئية في إطار الاستدامة وبشكل يقلل من الآثار السلبية ويعظم القيمة الإيجابية التي تنعكس على المجتمع وترتقي بأساليب المعيشة. هذه الخطط تترجم احتياجات المجتمع وتضع موجهات وتشريعات عمرانية فاعلة للتحكم بالسوق في إطار 'المصلحة العامة'.
إن مرحلة بناء الخطة الاستراتيجية للمدن هي أشبه بمرحلة صراع بين قوى استثمارية تسعى لتحقيق أقصى درجات الربحية عن طريق تطوير الأرض واستثمارها، وقوى المصلحة العامة التي تنظر إلى أهداف مجتمعية وتحمي حقوق الفئات المستضعفة وتحافظ على استدامة الموارد للأجيال القادمة.
وعلى الرغم من أهمية الخطط الاستراتيجية للمدن؛ إلا أنها تأتي أحيانا في سياق وصفي لتصف لنا مشهد المدينة الحالي والنمو السكاني أو التحديات الراهنة في توفير الخدمات والبنية التحتية والإسكان دون وضع مبادئ توجيهية للتحكم في مستقبل المدينة بما يتوافق مع الأهداف الاستراتيجية العليا.
وتبدو الإشكالية واضحة للعيان عندما يتم رسم خطة استراتيجية لا يمكن تنفيذها على أرض الواقع أو تتغير باستمرار وهو ما يؤكد وجود فجوة في مدخلات الخطة الاستراتيجية نفسها وعدم استحضار كامل لكل الفئات الداخلة في عملية التخطيط بما فيها المجتمع وأصحاب المصلحة.
المفترض أن تتناول الخطط الاستراتيجية للمدن وضع تصورات لمستقبل المدينة؛ علينا أن نتساءل ما هو الهدف الاستراتيجي للمدينة؟ كيف نريدها أن تكون؟ وماهي التحديات التي سوف نوجهها في المستقبل؟ القاعدة تقول 'ضع الحصان أمام العربة ثم انطلق' فالحصان قادر على جر العربة إلى الأمام؛ وهكذا فمن البديهي أن تسبق الخطة الاستراتيجية للمدينة المنتج العمراني وإذا لم تكن كذلك فما الفائدة منها!
على المستوى المحلي أرى أن التركيز عادة ما ينحو باتجاه بناء 'المنتج العمراني' ثم استحضار أثره في السياق المحلي وهو ما يؤكد عجز الخطط العمرانية عن ملاحقة السوق فضلا عن القدرة في التحكم بالسوق. من الأهمية بمكان أن تستوعب الخطط الاستراتيجية للمدن الاحتياج السكاني المستقبلي والفروق في الدخل بين السكان، والتباين الاجتماعي، بحيث لا تكون الأرض والبناء المحرك الرئيس الذي يتحكم في توزيع السكان داخل المدن.
إن التحول المطلق نحو السوق يعني الاتجاه نحو تعظيم المردود الاقتصادي، ويصاحب ذلك ارتفاع في أسعار الأراضي والعقارات وتأثيرات سلبية على البيئة وعدم مواءمة المنتج العمراني لاحتياجات المجتمع؛ فماذا قدمت الخطط الاستراتيجية للمدن؟
التخطيط يساعدك على سلوك مسار إجرائي يستخدم الأدوات والوسائل المتاحة لبناء برنامج محدد بإطار زمني وصولا إلى أهدافك. لا يمكن أن تبدأ بتنفيذ مشروع عمراني دون أن تخطط؛ لأن العشوائية أو العمل بلا تخطيط يعني ضياعا للوقت، والتخبط، واستنزافا للموارد والجهود البشرية بلا هدف واضح.
الخطط الاستراتيجية للمدن واحدة من أهم الأدوات لرسم توجه مستقبلي للمدينة مرتبط بإطار زمني وبرامج وسياسات تنفيذية تحقق أهداف المدينة بما يتماشى مع السياق الإقليمي والوطني. تعمل الخطة الاستراتيجية على تحليل كل الفرص والموارد المتاحة، وتوائم بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية، والبيئية في إطار الاستدامة وبشكل يقلل من الآثار السلبية ويعظم القيمة الإيجابية التي تنعكس على المجتمع وترتقي بأساليب المعيشة. هذه الخطط تترجم احتياجات المجتمع وتضع موجهات وتشريعات عمرانية فاعلة للتحكم بالسوق في إطار 'المصلحة العامة'.
إن مرحلة بناء الخطة الاستراتيجية للمدن هي أشبه بمرحلة صراع بين قوى استثمارية تسعى لتحقيق أقصى درجات الربحية عن طريق تطوير الأرض واستثمارها، وقوى المصلحة العامة التي تنظر إلى أهداف مجتمعية وتحمي حقوق الفئات المستضعفة وتحافظ على استدامة الموارد للأجيال القادمة.
وعلى الرغم من أهمية الخطط الاستراتيجية للمدن؛ إلا أنها تأتي أحيانا في سياق وصفي لتصف لنا مشهد المدينة الحالي والنمو السكاني أو التحديات الراهنة في توفير الخدمات والبنية التحتية والإسكان دون وضع مبادئ توجيهية للتحكم في مستقبل المدينة بما يتوافق مع الأهداف الاستراتيجية العليا.
وتبدو الإشكالية واضحة للعيان عندما يتم رسم خطة استراتيجية لا يمكن تنفيذها على أرض الواقع أو تتغير باستمرار وهو ما يؤكد وجود فجوة في مدخلات الخطة الاستراتيجية نفسها وعدم استحضار كامل لكل الفئات الداخلة في عملية التخطيط بما فيها المجتمع وأصحاب المصلحة.
المفترض أن تتناول الخطط الاستراتيجية للمدن وضع تصورات لمستقبل المدينة؛ علينا أن نتساءل ما هو الهدف الاستراتيجي للمدينة؟ كيف نريدها أن تكون؟ وماهي التحديات التي سوف نوجهها في المستقبل؟ القاعدة تقول 'ضع الحصان أمام العربة ثم انطلق' فالحصان قادر على جر العربة إلى الأمام؛ وهكذا فمن البديهي أن تسبق الخطة الاستراتيجية للمدينة المنتج العمراني وإذا لم تكن كذلك فما الفائدة منها!
على المستوى المحلي أرى أن التركيز عادة ما ينحو باتجاه بناء 'المنتج العمراني' ثم استحضار أثره في السياق المحلي وهو ما يؤكد عجز الخطط العمرانية عن ملاحقة السوق فضلا عن القدرة في التحكم بالسوق. من الأهمية بمكان أن تستوعب الخطط الاستراتيجية للمدن الاحتياج السكاني المستقبلي والفروق في الدخل بين السكان، والتباين الاجتماعي، بحيث لا تكون الأرض والبناء المحرك الرئيس الذي يتحكم في توزيع السكان داخل المدن.
إن التحول المطلق نحو السوق يعني الاتجاه نحو تعظيم المردود الاقتصادي، ويصاحب ذلك ارتفاع في أسعار الأراضي والعقارات وتأثيرات سلبية على البيئة وعدم مواءمة المنتج العمراني لاحتياجات المجتمع؛ فماذا قدمت الخطط الاستراتيجية للمدن؟