منصات التواصل الاجتماعي والتحولات النوعية
الاحد / 5 / ربيع الأول / 1446 هـ - 00:42 - الاحد 8 سبتمبر 2024 00:42
لا شك أن منصات التواصل الاجتماعي قد فرضت سطوتها على كثير من مشاهد الحياة اليومية خلال العشرين عاما الماضية، وفي هذا المقال سنستعرض أبرز معالم تلك التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية حول العالم.
فمثلا لعبت منصة تويتر دورا بارزا في سباق الانتخابات الأمريكية عام 2020م عندما انحازت إلى جانب الديمقراطيين، حيث حظرت حساب الرئيس السابق دونالد ترامب ومنعته من التواصل مع متابعيه، لكن المشهد الآن مختلف تماما بعد أن اشترى رجل الأعمال إيلون ماسك منصة تويتر وحول اسمها إلى منصة إكس، والذي تبنى التيار اليميني في المشهد السياسي الأمريكي وانحاز إلى جانب الجمهوريين بقوة، وأصبح مع منصته من ألد أعداء التيار اليساري الذي يتبناه معظم الساسة الديمقراطيين!!
المشهد السياسي لمنصات التواصل الإجتماعي لا يقتصر على الولايات المتحدة وحدها، فقبل عدة أيام حظرت البرازيل منصة إكس (تويتر) على أراضيها لأسباب عديدة، لعل أبرزها توجهات المنصة اليمينية التي تتعارض مع توجهات الحزب الحاكم اليسارية، كما شهدت العاصمة الفرنسية باريس حدثا إعلاميا مهما بعد إعلانها إيقاف رجل الأعمال الروسي بافيل دروف مؤسس ومالك منصة تليغرام الشهيرة، ومنعه من السفر بسبب رفض الأخير الإذعان إلى توجيهات الدولة، هذه المشاهد المتنوعة تقودنا إلى سؤال مهم يتعلق بالتحولات النوعية التي شهدتها منصات التواصل الاجتماعي في العقدين الأخيرين.
عندما نشأت هذه المنصات كانت في بدايتها وسيلة للتعارف والصداقات والنقاشات بين الأفراد، وكان الحديث حينها عن التغيرات النوعية في مفهوم العلاقات الإنسانية، بمعنى أن الصداقات تحولت من طبيعتها الفطرية إلى واقع افتراضي الكتروني جديد، فمنصة فيس بوك مثلا تحولت خلال تاريخها عدة تحولات، الأولى من فكرة الصداقات والعلاقات الاجتماعية إلى فكرة منصة إخبارية تحل محل الإعلام التقليدي، ولكنها فشلت بسبب تفاقم الإشاعات والأكاذيب فيها، ولا أدل على ذلك أن نسبة الأخبار بها اليوم لا تتجاوز 5%، لكنها تحولت الآن إلى منصة تجارية واقتصادية بحتة عبر خوارزميات متطورة تستكشف سلوكيات الأفراد ثم تحاصرها بعروض تسويقية مغرية، وهذه حال أغلب تلك المنصات اليوم، هذه الحالة جعلت بعض علماء الاجتماع يطلقون عليها عبودية القرن الحادي والعشرين.
اجتماعيا غيرت منصات التواصل الاجتماعي مفهوم القدوة بعد أن أحدثت فئة اجتماعية جديدة أطلق عليهم الفيلسوف الكندي آلان دونو مسمى التافهين، فهؤلاء قد تمكنوا للأسف من تعبئة هذه المنصات بمحتوى سلبي يتعارض بشدة مع مفاهيم التربية الصالحة، وهنا تلوح المخاوف الاجتماعية حول طبيعة الأجيال القادمة من حيث النشأة والتربية!! وبالتالي فمنصات التواصل الاجتماعي لم تعد تحمل المفهوم الأساسي التي أنشئت من أجله كبيئة افتراضية للتعارف والصداقات والحوار، وهي اليوم منصات عالمية ذات تأثير قوي ونفوذ عظيم في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والاجتماع !!
خاتمة القول.. يحتد التنافس اليوم بين منصات التواصل الاجتماعي حول خوارزميات الذكاء الاصطناعي المتطورة، فكيف سيكون المشهد في المستقبل القريب؟!!
فمثلا لعبت منصة تويتر دورا بارزا في سباق الانتخابات الأمريكية عام 2020م عندما انحازت إلى جانب الديمقراطيين، حيث حظرت حساب الرئيس السابق دونالد ترامب ومنعته من التواصل مع متابعيه، لكن المشهد الآن مختلف تماما بعد أن اشترى رجل الأعمال إيلون ماسك منصة تويتر وحول اسمها إلى منصة إكس، والذي تبنى التيار اليميني في المشهد السياسي الأمريكي وانحاز إلى جانب الجمهوريين بقوة، وأصبح مع منصته من ألد أعداء التيار اليساري الذي يتبناه معظم الساسة الديمقراطيين!!
المشهد السياسي لمنصات التواصل الإجتماعي لا يقتصر على الولايات المتحدة وحدها، فقبل عدة أيام حظرت البرازيل منصة إكس (تويتر) على أراضيها لأسباب عديدة، لعل أبرزها توجهات المنصة اليمينية التي تتعارض مع توجهات الحزب الحاكم اليسارية، كما شهدت العاصمة الفرنسية باريس حدثا إعلاميا مهما بعد إعلانها إيقاف رجل الأعمال الروسي بافيل دروف مؤسس ومالك منصة تليغرام الشهيرة، ومنعه من السفر بسبب رفض الأخير الإذعان إلى توجيهات الدولة، هذه المشاهد المتنوعة تقودنا إلى سؤال مهم يتعلق بالتحولات النوعية التي شهدتها منصات التواصل الاجتماعي في العقدين الأخيرين.
عندما نشأت هذه المنصات كانت في بدايتها وسيلة للتعارف والصداقات والنقاشات بين الأفراد، وكان الحديث حينها عن التغيرات النوعية في مفهوم العلاقات الإنسانية، بمعنى أن الصداقات تحولت من طبيعتها الفطرية إلى واقع افتراضي الكتروني جديد، فمنصة فيس بوك مثلا تحولت خلال تاريخها عدة تحولات، الأولى من فكرة الصداقات والعلاقات الاجتماعية إلى فكرة منصة إخبارية تحل محل الإعلام التقليدي، ولكنها فشلت بسبب تفاقم الإشاعات والأكاذيب فيها، ولا أدل على ذلك أن نسبة الأخبار بها اليوم لا تتجاوز 5%، لكنها تحولت الآن إلى منصة تجارية واقتصادية بحتة عبر خوارزميات متطورة تستكشف سلوكيات الأفراد ثم تحاصرها بعروض تسويقية مغرية، وهذه حال أغلب تلك المنصات اليوم، هذه الحالة جعلت بعض علماء الاجتماع يطلقون عليها عبودية القرن الحادي والعشرين.
اجتماعيا غيرت منصات التواصل الاجتماعي مفهوم القدوة بعد أن أحدثت فئة اجتماعية جديدة أطلق عليهم الفيلسوف الكندي آلان دونو مسمى التافهين، فهؤلاء قد تمكنوا للأسف من تعبئة هذه المنصات بمحتوى سلبي يتعارض بشدة مع مفاهيم التربية الصالحة، وهنا تلوح المخاوف الاجتماعية حول طبيعة الأجيال القادمة من حيث النشأة والتربية!! وبالتالي فمنصات التواصل الاجتماعي لم تعد تحمل المفهوم الأساسي التي أنشئت من أجله كبيئة افتراضية للتعارف والصداقات والحوار، وهي اليوم منصات عالمية ذات تأثير قوي ونفوذ عظيم في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والاجتماع !!
خاتمة القول.. يحتد التنافس اليوم بين منصات التواصل الاجتماعي حول خوارزميات الذكاء الاصطناعي المتطورة، فكيف سيكون المشهد في المستقبل القريب؟!!