الرأي

ما هو الربو المهني؟

علي عبدالله المالكي
الربو المهني، المعروف أيضا باسم الربو المرتبط بالعمل، هو حالة رئوية تتميز بتضييق مجرى الهواء بسبب التعرض لمهيجات أو مسببات الحساسية في مكان العمل، ويمكن أن يؤدي هذا التضييق إلى أعراض مثل ضيق التنفس وضيق الصدر والصفير والسعال، ومن الضروري أن نفهم أن الربو المهني هو حالة قابلة للعكس، ويمكن أن تتحسن أعراضه أو تختفي بمجرد توقف تعرض الموظف للمواد المحفزة للربو في العمل.أحد الجوانب الحاسمة لتشخيص الربو المهني هو أخذ تاريخ شامل لبيئة عمل المريض والأسباب المحتملة، كما أن إبلاغ قسم السلامة والصحة المهنية يؤدي إلى التحقيق في المواد المحددة الموجودة في مكان العمل، والتي يمكن أن تسبب أعراض الجهاز التنفسي.يعد تحديد المحفز أمرا بالغ الأهمية في إدارة الحالة بشكل فعال ومنع المزيد من التفاقم من خلال فهم العلاقة بين المهيجات المرتبطة والموجودة بالعمل وأعراض الربو، ما يساعد الصحة المهنية على التوصية بالتدخلات المناسبة لحماية صحة الجهاز التنفسي للفرد.إن للربو المرتبط بالعمل تأثيرا كبيرا على جودة حياة الفرد وإنتاجيته، كما يلعب أصحاب العمل أيضا دورا حاسما في الوقاية من الربو المهني من خلال تنفيذ تدابير السلامة المناسبة وتوفير بيئة عمل صحية وإزالة المواد الضارة، أكانت صلبة أم كيميائية، وحماية الموظف من خلال زيادة الوعي بالربو المهني ومحفزاته المحتملة.قد تتفاقم الحالة بمرور الوقت إذا لم يتم معالجتها، ومن الأهمية أن يتعرف الموظفون، وخاصة المهندسين والفنيين على هذه العلامات في وقت مبكر، ويطلبوا المشورة الطبية لتلقي العلاج بشكل صحيح وفي الوقت المناسب، ولا أخفيكم فقد كنت أحد ضحايا هذه النوبات ولا أزال ولكن بنسبة نادرة الحدوث ولله الحمد.في بعض الحالات قد يعاني الأشخاص من أعراض الحساسية مثل العطس وسيلان الأنف والعينين الدامعتين أثناء العمل، وغالبا ما يتم تجاهل هذه العلامات الأولية أو الخلط بينها وبين نزلات البرد الشائعة أو غيرها من الأمراض البسيطة، ومع ذلك إذا استمرت هذه الأعراض أو ساءت، فقد تشير إلى حساسية مزمنة تحتاج إلى عناية خاصة وكثير من الاهتمام.يتضمن علاج الربو المرتبط بالعمل معالجة المحفزات التي تسبب الأعراض، ​​كلما كان ذلك ممكنا، فإن تجنب التعرض لهذه المحفزات هو الاستراتيجية الأساسية والهدف من هذا المقال، ومع ذلك عندما لا يكون التجنب الكامل ممكنا، يمكن استخدام الأدوية للمساعدة في العلاج كموسعات الشعب الهوائية لفتح مجرى الهواء أثناء نوبة الربو، في حين يمكن للأدوية المضادة للالتهابات أن تقلل من الالتهاب في مجاري الهواء، بالإضافة إلى ذلك فإن اتخاذ أوضاع معينة مثل الجلوس المعتدل أو الاستلقاء على الجانب الأيسر لتفادي الارتجاع لبضع دقائق يمكن أن يساعد أيضا في تخفيف الأعراض. وألف لا بأس عليكم.