هل تكرر كامالا هاريس أخطاء الرئيس أوباما في إخفاء الحقائق حول برامج إيران النووية؟
الاحد / 28 / صفر / 1446 هـ - 19:47 - الاحد 1 سبتمبر 2024 19:47
في خضم الحملة الأمريكية الانتخابية لمنصب رئيس الجمهورية، تم كشف النقاب عن معلومات في غاية الخطورة عن تعاملات إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مع نظام آيات الله الإيراني، وبالذات فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي.ومفاد ومضمون هذه المعلومات يتلخص في قيام إدارة الرئيس أوباما بمنع وكالة المخابرات الأمريكية من الإعلان عن أن إيران لديها إمكانيات أكبر حجما وأكثر تفوقا في ما يتعلق بقدراتها النووية مقارنة بما تم الإعلان عنه.حدث هذا أثناء قيام إدارة باراك أوباما بالتفاوض مع إيران للتأكد من أن إيران تريد فقط تطوير برنامجها النووي لأغراض سلمية وأنها لا تسعى لامتلاك أي سلاح نووي أو قنبلة ذرية.وكان لأمريكا شركاء في هذه المفاوضات وهم: بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، بالإضافة إلى الصين وروسيا.مصدر هذه المعلومات المهمة هو السيد جون شيندلر، والذي سبق أن عمل في وحدات مكافحة الاستخبارات في وكالة المخابرات المعروفة باسم وكالة الأمن القومي.الاتهام الرئيسي لإدارة أوباما من قبل السيد شيندلر هو أنها منعت إعلان معلومات مهمة للغاية عن برنامج إيران النووي قبل توقيعها لاتفاق نووي مع الجمهورية الإسلامية في 2015.كانت رغبة الرئيس أوباما هي توقيع اتفاق نووي سابق لأوانه مع طهران.ومعنى هذا أيضا أن إدارة أوباما أخفت معلومات مهمة عن هؤلاء المفاوضين الذين كانوا في محادثات مع إيران بخصوص برنامجها النووي.مرة أخرى كانت تلك المعلومات مقدمة من المخابرات الأمريكية عن قدرات إيران الهائلة فيما يختص ببرنامجها النووي.والقصة كما يرويها السيد جون شندلر تتلخص في أنه حضر مؤتمرا حول قضايا الأمن في إحدى البلدان الأوروبية، وأثناء المؤتمر حاول شخص إيراني الاتصال به، وفعلا تم اللقاء بينهما، وأثناء اللقاء قدم الشخص الإيراني نفسه على أنه شخص هارب ومنشق، وكان يعمل سابقا مع الحرس الثوري الإيراني.ذكر هذا الشخص الإيراني أن بحوزته معلومات سرية للغاية عن برنامج إيران النووي، كان هذا في 2014، وفي هذا اللقاء سلم المنشق عن الحرس الثوري الإيراني وثيقة مصنفة على أنها سرية للغاية وتحتوي على معلومات عن التقدم التكنولوجي لبرنامج إيران النووي.ووصف جون شاندلر الوثيقة بأنها كانت تحتوي على معلومات فنية عن أجهزة الطرد المركزية النووية.وذكرت تلك الوثيقة التالي: إن برنامج السلاح النووي الإيراني في مرحلة أبعد بكثير عن تقديرات قطاع المخابرات الأمريكي، وعن ما تدعيه إدارة أوباما أمام الجميع.معنى هذا أن إدارة أوباما كانت تتستر على معلومات مخابراتية مهمة عن مصادر متعددة ومهمة، من أجل توقيع اتفاق نووي مع إيران، والذي يعرف باسم 'خطة العمل الشاملة المشتركة.'ومن الأكيد، يستطيع جون شيندلر سرد الكثير من التفاصيل. يستطيع أن يقول ما مارسته الحكومة الأمريكية عليه من ضغوط أثناء عمله وبعد إحالته للتقاعد حتى يبقى صامتا حول ما يعرفه من أسرار حول برنامج إيران النووي.ما زالت هوية هذا الشخص الإيراني غير معروفة، لكن عندما تحدث شاندلر مع العميل الإيراني تعهد له بأنه سوف يقدم هذا الملف السري لقطاع المخابرات في أمريكا وبالذات إلى الأشخاص العاملين على الشؤون الإيرانية.لكن هذا الشخص الإيراني قال له إنه اتصل من قبل بقطاع المخابرات في أمريكا وإنه قام بإرسال هذا الملف السري لوكالة المخابرات المركزية، لكنه ذكر له أيضا أن المخابرات الأمريكية أبدت عدم اهتمامها بهذا الملف، وهذا أمر غريب.هناك تساؤل عن ما إذا كانت وكالة المخابرات المركزية قد قامت بالاتصال بالبيت الأبيض أم لا.إنها مخاطرة استراتيجية كبيرة أن لا تعرض السي آي إيه هذا الملف السري على البيت الأبيض، لأن في عدم عرضه نتائج وخيمة على الأمن القومي الأمريكي، إلا إذا كان عدم إعطائه أي أهمية أمرا قادما من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية نفسه.لكن صرح السيد شيندلر ببعض التفاصيل عن لقائه مع هذا العميل الإيراني فذكر: قام السيد 'ميم' بلقاء مسؤول المخابرات الأمريكية المتواجد في العاصمة الأوروبية التي التقينا فيها.واتضح أنه كان يعرفه من قبل، لكن رئيس محطة الـ سي آي إيه كان يبدو أنه غير مبال، وبكل عنف ذكر له أنه لن يستطيع تلقي أو استلام هذا الملف.لقد كان هناك معرفة بينهما، لكن بأسلوب به نوع من الكتمان قال مسؤول المخابرات المركزية إن لديه تعليمات من شخصيات وصفهم بأنهم من المسؤولين الكبار بعدم استلام هذا الملف السري المنسوب إلى الحرس الثوري الإيراني، والذي يحتوي على أسرار إيرانية نووية، وهذا يؤدي إلى تساؤلات مشروعة عن ما إذا كان هذا 'الشخص رفيع المقام' هو الرئيس باراك أوباما نفسه أم لا؟وعلى الرغم من هذا وحسب ما ذكره شاندلر نفسه 'تم وضع هذا الملف في حجرة خلفية في أحد المخازن في منطقة شمال ولاية فيرجينيا، والتي عادة ما يتم تخزين الملفات السرية بها، لكنه لم يستبعد أيضا أن يكون تم حرقه.إن هذا الملف الخاص بالحرس الثوري الإيراني كان الرواية التي كرهتها إدارة أوباما لأنها حاولت ألا تصدقها.والسبب أنها كانت تخشى من أن تصديق المعلومات التي يحتويها هذا الملف سوف يكون عاملا يهدد فرص توقيع اتفاق نووي مع الحكومة الإيرانية.ولذا فلقد حاولت إدارة أوباما تصديق أن هذا الملف لا يوجد من الأصل، وهذا ما دفعني إلى أن أصبح من أول المبلغين عن المخالفات'.يجب ذكر أن إدارة الرئيس أوباما قد تعاونت مع حكومات بريطانيا وفرنسا وألمانيا على تقديم عرض للجمهورية الإسلامية الإيرانية بأن يتم رفع العقوبات المفروضة عليها اقتصاديا في مقابل أن يتم التوصل مع طهران على نسبة معينة من تخصيب معدن اليورانيوم في داخل المفاعلات النووية التي تديرها إيران.بالطبع كان هذا اتفاق سيئ وأدى إلى أن تزيد إيران من أنشطتها النووية.ودفع هذا التطور الاستراتيجي السيئ إلى أن تدعم إيران حملات إرهابية أكثر هي ضالعة فيها.من المعرف أن إيران رافضة لأي مباحثات مع إدارة بايدن حول برنامجها النووي.ومن المؤسف بأن السيدة كامالا هاريس سوف تعيد أخطاء الرئيس باراك أوباما في تعاملاته التي تميزت بالهفوات والسقطات في تعاطيه مع الحكومة الإيرانية، لو تم انتخابها رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية، سوف تقدم كامالا هاريس المزيد من التنازلات لإيران.وبهذه الطريقة سيكون بإمكان إيران امتلاك السلاح النووي. وهذا سوف يمنح إيران فرصا للعمل على زعزعة الاستقرار والأمن في مناطق مختلفة من العالم ورعاية العديد من العمليات الإرهابية.على السيدة كامالا هاريس أن تتذكر ما قام رئيس ينتمي إلى الحزب الديموقراطي بعمله في مطلع عام 1980.هذا ينسب إلى الرئيس جيمي كارتر الذي صرح وقتها بأن اي اعتداء على منطقة الخليج هو اعتداء على الأهداف الاستراتيجية والقومية للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.لكن عندما تساعد السيدة كامالا هاريس إيران على أن تصبح دولة عدوانية مثلما فعل سابقا الرئيس باراك أوباما، ففي هذه الحالة إنها ترسم سياسات ضد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية الاستراتيجية ومصالح حلفائها في منطقة في غاية الأهمية في العالم.mr_alshammeri@