الرأي

حياة الماعز

دخيل سليمان المحمدي
الفن لغة عالمية يمكن أن تتجاوز الحواجز اللغوية والثقافية، وتساهم في بناء عالم أكثر تفاهما وسلاما، وأصبح درسا ثقافيا عالميا له قوته في تعزيز قيم التآخي والتآلف بين الشعوب والثقافات المختلفة.حيث يمكن للأعمال الفنية أن تكون جسرا يصل بين الناس من مختلف الخلفيات لتعزيز فهمنا وتقدير بعضنا بعضا من خلال اللوحات، الموسيقى، الأفلام، وحتى الفن الرقمي، يمكن للفنانين أن يعبروا من خلاله برسائل قوية عن السلام، الحب، والوحدة.وذلك بالتركيز على الأعمال الفنية التي تظهر مدى التشابه بيننا كبشر، بغض النظر عن اختلافاتنا.ويمكن للفن أن يحكي قصصا عن التعاون والتضامن بين الثقافات المختلفة، ويشجع على الحوار والتفاهم المتبادل.ولكن للأسف الشديد ما شاهدناه من الفيلم الهندي حياة الماعز والذي أخذ أبطاله من اسمه الشيء الكثير أثار استياء واسع النطاق بسبب تصويره للمسلمين وللعرب عامة ولدول الخليج خاصة بشكل سلبي وغير عادل، لما يهدف إليه من إثارة التوترات الاجتماعية والثقافية بين المجتمع الهندي والمجتمع العربي والخليجي، خاصة في ظل العلاقات الاقتصادية والثقافية الوثيقة بين هذه الدول.تضمن فيلم حياة الماعز مغالطات كبيرة وأحداثا غير دقيقة، وذلك بتصويره الحياة الريفية بالطبيعة القاسية والفوضى وعدم احترام النظام، وتشبيه حياة البشر في هذه البيئات بحياة الماعز، في حين أن هذا الإسقاط يفتقر إلى العمق والاحترام للثقافات التي تشكل حياة الناس في المجتمعات الريفية البسيطة باستخدام هذه الرمزية المبتذلة التي أخفق بها الممثلون إخفاقا كبيرا.نسي البطل العربي الذي مثل هذه الأكذوبة مع الهنود أن المجتمعات الريفية تحتوي على قيم وعادات وتقاليد متجذرة غنية بالتعاون الاجتماعي والاحترام المتبادل، لا ننكر أنها قد تواجه تحديات فريدة مثل الفقر أو نقص الخدمات ولكننا نستنكر تصويرها على أنها بيئات غير منظمة وقاسية بتجاهل الجوانب الإيجابية لتلك المجتمعات بنهج فاشل.تصوير المجتمع الريفي الذي بدأت منه نواة المجتمع الخليجي والعربي بهذا الشكل السلبي في الإعلام والفنون يؤدي إلى ترسيخ صورة نمطية في أذهان الناس على مستوى العالم.إن ما قام به الممثل الذي طال به الزمن مغمورا لا يعرفه إلا أهله وشلته في فيلم حياة الماعز بحثا عن الظهور ولمعان النجومية قبل أن يحدودب ظهره ويضعف بصره، يعتبر سقطة فنية ويمثل خيبة أمل كبيرة، لإساءته وإسقاطاته بشكل واضح وصريح على مجتمع كبير من خلال تصويره غير العادل، فمن المؤسف أن يستخدم مثل هذه القوالب النمطية الضارة التي تعزز الصور السلبية وتغذي التحيزات بدلا من تقديم رؤية أكثر تنوعا وتفهما.فيلم حياة الماعز لاقى ردود فعل قاسية وانتقادات لاذعة من العرب وغيرهم، وذلك لما يحتويه من رسائل سلبية يحاول إيصالها بطريقة سطحية ومبتذلة.إن الوفاء سياج أخلاق الفتىمن حازه حاز المحامد أجمعاكم من لبيب كان يرجى نفعهلكن أبى عدم الوفا أن ينفعاdakhelalmohmadi@