الرأي

تربية الطالب على حقوق الإنسان

عبدالله قاسم العنزي
إن تربية الطفل على حقوق الإنسان هي وسيلة فعالة لتعليم الطالب من سن مبكرة للغاية لتنمية احترامه لنفسه وللآخرين، ومفهوم تربية الطالب على حقوق الإنسان، أي كل ما يشمل مكونات العملية التعليمية بما فيها المناهج والمواد التعليمية وطرق التدريس والتدريب، حتى يتأكد لدى الطلبة منذ نعومة أظفارهم قيم احترام حقوق الآخرين، وأن جميع البشر يولدون متساوين في الكرامة والحقوق، ولا يجوز حرمان شخص من حقوقه تحت أي ظرف كان.

والتربية على حقوق الإنسان هي كل أشكال التعلم التي تنمي المعارف والمهارات والقيم المرتبطة بحقوق الإنسان، وهي عملية طويلة المدى ومستمرة مدى الحياة، تهدف إلى تعزيز قيم التسامح والتضامن والتعاون واحترام الآخر.

كما أننا نؤكد على أن تعليم وتربية الطالب على حقوق الإنسان ليس مجرد دروس تقدم في الفصول والقاعات الدراسية، بل هي دروس الحياة والممارسة العملية ولها أهمية في حياتنا اليومية، وبهذا المعنى نريد أن تكون العملية التعليمية والتربوية في مدارسنا، لأن هذا التمكين من المفاهيم لدى الطالب ينمي لديه حس المواطنة والقيم الإنسانية، ويعالج الكثير من المشكلات التي يعاني منها بعض الطلبة من بعض، بل حتى ما يعاني منه المعلم كمعرفة واحترام حقوقه على كل طالب.

ومن المناسب جدا مع بداية العام الدراسي أن نذكر بمثل هذه المفاهيم التي تساعد الطلبة على تعلم القيم على مستوى الوعي والوجدان والمشاعر، لا سيما من أقرب بيئة لصيقة للطالب وهي المدرسة، فالمؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها تعد المجال الأمثل لترسيخ قيم حقوق الإنسان عبر التعليم والتنشئة والتوعية والتأهيل.

لذا فإن المنظمات الدولية العالمية كاليونسكو وغيرها اهتمت بنشر أدلة وقواعد إرشادية للمهتمين بمجال التربية والتعليم حول كيفية تعليم حقوق الإنسان وإدراجها في المناهج الدراسية.

وقد اهتمت حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - حفظهما الله - بحقوق الإنسان وفقا للمعايير الدولية التي تلتزم المملكة بالاتفاقيات المنظمة لها، وذلك تمشيا مع مقتضى قرار مجلس الوزراء رقم (622)، وفيما لا يغيب عن ذهن كل ولي أمر لطالب ومعلم وقائد مدرسة أن نعمل جميعا على تعزيز العلاقة المرتبطة بين هيئة حقوق الإنسان ووزارة التعليم، حيث تم إبرام اتفاقية على تعزيز القيم الإنسانية في المناهج والعملية التعليمية، وتعليم الطالب على حقوق الإنسان ليس لمعرفة حقوقه كطفل، بل مساعدة المجتمع على معرفة وفهم حقوق الإنسان والشعور بأهميتها كقيم تبني مشاعر الثقة والاحترام في المجتمع.