أولمبياد باريس 2024: إعلاميا وإعلانيا
الاثنين / 15 / صفر / 1446 هـ - 00:25 - الاثنين 19 أغسطس 2024 00:25
انقضت دورة الألعاب الأولمبية في دورتها الـ33 في باريس 2024م وانقضت الآمال وتحققت الأحلام للبعض ممن فاز بالميداليات وحتى غير الميداليات؛ لمن قدم عرضا مشرفا رغم عدم تحقيق الحصول على الميداليات، وقد حصد كل من زرع وبذل وقدم ولم يحصد بعض من زرع وبذل وقدم، وبالتأكيد طبعا لم يحصد من لم يزرع ولم يبذل ولم يقدم وإلا كانت تلك هي المأساة الأكبر في الرياضة عموما.
بدأت أولمبياد باريس 2024م بطموحات عريضة وآمال طويلة وإنجازات بعيدة ومخاوف كثيرة أيضا.. ولكنها انتهت بسلام رغم البدء المزعج للبعض سواء الفرق الرياضية في التأهيل والمشاركة والتواجد أو الجمهور، سواء حضوريا أو عبر وسائل وسائط النقل والبث المختلفة، وقد كان عرض الافتتاح الأكثر إزعاجا للعالم بأكمله، وكذلك المشاكل الإنسانية والأمنية والمعيشية والاجتماعية والنفسية التي صاحبت البدايات للدورة. أسبوعان من القلق والتألق ولحظات من الصعود الإيجابي والهبوط السلبي وما بينهما نسبيا، ودون الدخول في تفاصيل كثيرة وربما مريرة أو غير ذلك، وبصرف النظر عن الأبعاد الرياضية المهمة والمحصلة النهائية للحدث الذي استمر أسبوعين كاملين من الآمال والآلام للمشاركين حضوريا والمشاهدين عبر وسائل الإعلام المختلفة، تقليدية كانت أو غير تقليدية (رقمية).
قبل الخوض في الأبعاد الإعلامية والإعلانية لهذا الحدث الرياضي العالمي المتكرر كل 4 سنوات بانتظام على مدار أكثر من قرن من الزمان حتى الآن، تجدر الإشارة إلى أنه يرجع التاريخ القديم للألعاب الأولمبية إلى عام 776 قبل الميلاد، واستمر الاحتفال بالألعاب حتى مع خضوع اليونان للحكم الروماني في القرن الثاني قبل الميلاد، في دورة زمنية كل 4 سنوات.. إلا أنها أقيمت لأول مرة في العصر الحديث في العاصمة اليونانية أثينا عام 1896م، يمثل هذا التاريخ نقطة البداية المعاصرة أو شرارة البدء الأولي للألعاب الأولمبية عالميا حديثا، وتتولى منظمة الفيفا إقامة الدورات الأولمبية، وهي بالمناسبة تضم أعضاء أكثر من دول أعضاء الأمم المتحدة نفسها، تمثل الفيفا أكثر من 210 اتحادات رياضية حول العالم، في حين تضم الأمم المتحدة فقط 193 دولة.
يرجع التاريخ القديم للألعاب الأولمبية إلى عام 776 قبل الميلاد، وتحولت مع بداية القرن العشرين لحدث رياضي عالمي يستقطب اهتمام العالم طيلة 124 عاما الماضية، ولم يتوقف تنظيم الألعاب الأولمبية إلا أعوام الحرب العالمية الأولى والثانية في عام 1916 و1940 و1944م فقط، وقد كانت أول دورة للألعاب الأولمبية الصيفية في باريس عام 1900م، وأحدث دورة أو الدورة الحالية والتي تحمل الرقم 33 في باريس 2024م، وهذه المرة الثالثة التي تنظم فيها الأولمبياد في باريس بعد الدورة الثانية في عام 1924م، أي أنها بمثابة احتفالية خاصة بفرنسا بمرور قرن من الزمان، 100 عاما في أولمبياد باريس السابقة أو الثانية.
استقبلت باريس الدورة الأخيرة بأسلوب غير تقليدي ربما في كل مناحي الدورة، سواء في افتتاحية مبهرة خارج الملاعب الرياضية لأول مرة وعلى ضفاف نهر السين في وسط باريس، ولكن الحفل فاجأ وفجع الجميع في عدم تقليديته وعدم التزامه باحترام العادات والتقاليد والثقافات والأعراف السائدة، بشكل أقل ما يمكن أن يوصف به بأنه كان فظا للغاية ومثيرا للاشمئزاز، وذلك تحت شعار الحرية المطلقة التي تتبناها فرنسا، حتى ولو بعد محاولات التلطيف بالاعتذارات الواهية ثم بوضع أجراس الكنائس تدق عند الحصول على ميداليات الفوز وتحطيم الأرقام القياسية.. ولن ينصب الحديث هنا على الأحداث الجارية والمفارقات الغريبة والمواقف الشاذة سواء من الجهات المنظمة أو من بعض اللاعبين أو بعض الجماهير، حضوريا وعلى وسائل وسائط التواصل الاجتماعي، من حملات تندر وتنمر وخلافه، ولا أيضا البيئة المحيطة بالحدث على أهميتها، والتي تعج بكل ما هو مفيد وغير مفيد والمشاكل والأزمات البيئة والغذائية والنظافة والسلامة وغيرها من دروس وعبر الدورات القادمة.
وبالرغم مما تقدم فقد حققت أولمبياد باريس 2024م تحديدا أعلى معدلات المشاهدة الإعلامية تقليديا ورقميا، تراكميا وإجماليا تجاوزت ضعف الدورة الأولمبية السابقة في طوكيو اليابان 2020م ما بعد أزمة كورونا.. إعلاميا فقد تجاوز عدد المشاهدين والمتابعين ما يزيد على 430 مليون شخص إجماليا وتراكميا، على مدار فترة أسبوعين من 29 يوليو وحتى 11 أغسطس 2024م عبر وسائل الإعلام المتعددة سواء تقليدية وغير تقليدية، يتقدمها بالتأكيد التلفزيون عبر شبكة قنوات NBC العالمية وروابطها المختلفة الأخرى، ثم المنصات الرقمية الرياضية المتخصصة في جميع أنحاء العالم، وفقا لحقوق ملكية العرض لبعض الألعاب، علي سبيل المثال لا الحصر بي إن الرياضية beIn Sports في لعبة كرة القدم في العالم العربي، وإعلاميا أيضا تأتي الرياضة Sports عموما كثاني أعلى محتوى Content جاذب للمشاهدة عالميا بنسبة تصل إلى حدود 22% في 2023م، تسبقها الدراما Drama بمختلف أنواعها (تراجيدي وكوميدي) بنسبة تصل إلى حدود 40%، وتليها الأخبار News بنسبة 18%، وتتوزع الـ20% المتبقة على بقية الأنواع الأخرى من المحتويات المتاحة.
علما بأن هذه النسب هي مجرد متوسطات أو معدلات قد تتفق أو تختلف من بلد لآخر ومن توقيت لآخر وفقا لمجريات الأحداث العالمية والإقليمية والمحلية لكل بلد وفي كل توقيت.
تظل كرة القدم تحديدا هي اللعبة الرياضية الأكثر شعبية عالميا فيما عدا الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يختلف الوضع، وتبرز الألعاب الأولمبية كأبرز الأحداث الرياضية تجمع عدة رياضات وألعاب مختلفة الأكثر مشاهدة، وبالطبع الأكثر دخلا من الإعلان سواء من الرعايات الإعلانية والحملات الإعلانية المنتجة خصيصا لهذه الأحداث، عادة ما يتبع الدخل الإعلاني الإعلام الأكثر مشاهدة أو اطلاعا أو متابعة، وقد قدر الدخل الإعلاني لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس 2024م بحدود ملياري دولار أمريكي تقريبا، وهو أعلى دخل إعلاني منافس حتى الآن، يلي الألعاب الأولمبية رياضيا عادة في المنافسة عالميا إعلاميا وإعلانيا كل من كأس العالم لكرة القدم World Cup، ثم كأس كرة القدم الأوروبية Euro Cup بأرقام إعلامية وإعلانية أقل نسبيا، علما بأن هذه الفعاليات الرياضية غير أنها تنعش شاشات المشاهدة على التلفزيونات والمنصات الرقمية في مواسم الصيف الذي يظل عالميا من أقل المواسم السنوية في المشاهدة الإعلامية والدخل الإعلاني؛ فهي تحقق ميزة إضافية لاقتصاديات وأسواق الدول المشاركة وغير المشاركة في تلك الفعاليات، خاصة إذا ما تم التنسيق فيما بينها وبين الجهات المنظمة لهذه الفعاليات الكبرى العالمية والفعاليات الأخرى الإقليمية والمحلية في تقاسم المشاهدة الإعلامية والمداخيل الإعلانية على حد سواء.
للحديث دائما بقية في تعاظم أثر الفعاليات الرياضية إعلاميا وإعلانيا على كل المستويات والأصعدة العالمية والإقليمية والمحلية، والرياضة قادرة أن تحقق ما لم تستطع أن تحققه السياسة والاقتصاد وغيرهما من الأنشطة الإنسانية، كقوة ناعمة خاصة فيما يتعلق بتحقيق السلم الاجتماعي العالمي بين شعوب العالم أجمع.
بدأت أولمبياد باريس 2024م بطموحات عريضة وآمال طويلة وإنجازات بعيدة ومخاوف كثيرة أيضا.. ولكنها انتهت بسلام رغم البدء المزعج للبعض سواء الفرق الرياضية في التأهيل والمشاركة والتواجد أو الجمهور، سواء حضوريا أو عبر وسائل وسائط النقل والبث المختلفة، وقد كان عرض الافتتاح الأكثر إزعاجا للعالم بأكمله، وكذلك المشاكل الإنسانية والأمنية والمعيشية والاجتماعية والنفسية التي صاحبت البدايات للدورة. أسبوعان من القلق والتألق ولحظات من الصعود الإيجابي والهبوط السلبي وما بينهما نسبيا، ودون الدخول في تفاصيل كثيرة وربما مريرة أو غير ذلك، وبصرف النظر عن الأبعاد الرياضية المهمة والمحصلة النهائية للحدث الذي استمر أسبوعين كاملين من الآمال والآلام للمشاركين حضوريا والمشاهدين عبر وسائل الإعلام المختلفة، تقليدية كانت أو غير تقليدية (رقمية).
قبل الخوض في الأبعاد الإعلامية والإعلانية لهذا الحدث الرياضي العالمي المتكرر كل 4 سنوات بانتظام على مدار أكثر من قرن من الزمان حتى الآن، تجدر الإشارة إلى أنه يرجع التاريخ القديم للألعاب الأولمبية إلى عام 776 قبل الميلاد، واستمر الاحتفال بالألعاب حتى مع خضوع اليونان للحكم الروماني في القرن الثاني قبل الميلاد، في دورة زمنية كل 4 سنوات.. إلا أنها أقيمت لأول مرة في العصر الحديث في العاصمة اليونانية أثينا عام 1896م، يمثل هذا التاريخ نقطة البداية المعاصرة أو شرارة البدء الأولي للألعاب الأولمبية عالميا حديثا، وتتولى منظمة الفيفا إقامة الدورات الأولمبية، وهي بالمناسبة تضم أعضاء أكثر من دول أعضاء الأمم المتحدة نفسها، تمثل الفيفا أكثر من 210 اتحادات رياضية حول العالم، في حين تضم الأمم المتحدة فقط 193 دولة.
يرجع التاريخ القديم للألعاب الأولمبية إلى عام 776 قبل الميلاد، وتحولت مع بداية القرن العشرين لحدث رياضي عالمي يستقطب اهتمام العالم طيلة 124 عاما الماضية، ولم يتوقف تنظيم الألعاب الأولمبية إلا أعوام الحرب العالمية الأولى والثانية في عام 1916 و1940 و1944م فقط، وقد كانت أول دورة للألعاب الأولمبية الصيفية في باريس عام 1900م، وأحدث دورة أو الدورة الحالية والتي تحمل الرقم 33 في باريس 2024م، وهذه المرة الثالثة التي تنظم فيها الأولمبياد في باريس بعد الدورة الثانية في عام 1924م، أي أنها بمثابة احتفالية خاصة بفرنسا بمرور قرن من الزمان، 100 عاما في أولمبياد باريس السابقة أو الثانية.
استقبلت باريس الدورة الأخيرة بأسلوب غير تقليدي ربما في كل مناحي الدورة، سواء في افتتاحية مبهرة خارج الملاعب الرياضية لأول مرة وعلى ضفاف نهر السين في وسط باريس، ولكن الحفل فاجأ وفجع الجميع في عدم تقليديته وعدم التزامه باحترام العادات والتقاليد والثقافات والأعراف السائدة، بشكل أقل ما يمكن أن يوصف به بأنه كان فظا للغاية ومثيرا للاشمئزاز، وذلك تحت شعار الحرية المطلقة التي تتبناها فرنسا، حتى ولو بعد محاولات التلطيف بالاعتذارات الواهية ثم بوضع أجراس الكنائس تدق عند الحصول على ميداليات الفوز وتحطيم الأرقام القياسية.. ولن ينصب الحديث هنا على الأحداث الجارية والمفارقات الغريبة والمواقف الشاذة سواء من الجهات المنظمة أو من بعض اللاعبين أو بعض الجماهير، حضوريا وعلى وسائل وسائط التواصل الاجتماعي، من حملات تندر وتنمر وخلافه، ولا أيضا البيئة المحيطة بالحدث على أهميتها، والتي تعج بكل ما هو مفيد وغير مفيد والمشاكل والأزمات البيئة والغذائية والنظافة والسلامة وغيرها من دروس وعبر الدورات القادمة.
وبالرغم مما تقدم فقد حققت أولمبياد باريس 2024م تحديدا أعلى معدلات المشاهدة الإعلامية تقليديا ورقميا، تراكميا وإجماليا تجاوزت ضعف الدورة الأولمبية السابقة في طوكيو اليابان 2020م ما بعد أزمة كورونا.. إعلاميا فقد تجاوز عدد المشاهدين والمتابعين ما يزيد على 430 مليون شخص إجماليا وتراكميا، على مدار فترة أسبوعين من 29 يوليو وحتى 11 أغسطس 2024م عبر وسائل الإعلام المتعددة سواء تقليدية وغير تقليدية، يتقدمها بالتأكيد التلفزيون عبر شبكة قنوات NBC العالمية وروابطها المختلفة الأخرى، ثم المنصات الرقمية الرياضية المتخصصة في جميع أنحاء العالم، وفقا لحقوق ملكية العرض لبعض الألعاب، علي سبيل المثال لا الحصر بي إن الرياضية beIn Sports في لعبة كرة القدم في العالم العربي، وإعلاميا أيضا تأتي الرياضة Sports عموما كثاني أعلى محتوى Content جاذب للمشاهدة عالميا بنسبة تصل إلى حدود 22% في 2023م، تسبقها الدراما Drama بمختلف أنواعها (تراجيدي وكوميدي) بنسبة تصل إلى حدود 40%، وتليها الأخبار News بنسبة 18%، وتتوزع الـ20% المتبقة على بقية الأنواع الأخرى من المحتويات المتاحة.
علما بأن هذه النسب هي مجرد متوسطات أو معدلات قد تتفق أو تختلف من بلد لآخر ومن توقيت لآخر وفقا لمجريات الأحداث العالمية والإقليمية والمحلية لكل بلد وفي كل توقيت.
تظل كرة القدم تحديدا هي اللعبة الرياضية الأكثر شعبية عالميا فيما عدا الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يختلف الوضع، وتبرز الألعاب الأولمبية كأبرز الأحداث الرياضية تجمع عدة رياضات وألعاب مختلفة الأكثر مشاهدة، وبالطبع الأكثر دخلا من الإعلان سواء من الرعايات الإعلانية والحملات الإعلانية المنتجة خصيصا لهذه الأحداث، عادة ما يتبع الدخل الإعلاني الإعلام الأكثر مشاهدة أو اطلاعا أو متابعة، وقد قدر الدخل الإعلاني لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس 2024م بحدود ملياري دولار أمريكي تقريبا، وهو أعلى دخل إعلاني منافس حتى الآن، يلي الألعاب الأولمبية رياضيا عادة في المنافسة عالميا إعلاميا وإعلانيا كل من كأس العالم لكرة القدم World Cup، ثم كأس كرة القدم الأوروبية Euro Cup بأرقام إعلامية وإعلانية أقل نسبيا، علما بأن هذه الفعاليات الرياضية غير أنها تنعش شاشات المشاهدة على التلفزيونات والمنصات الرقمية في مواسم الصيف الذي يظل عالميا من أقل المواسم السنوية في المشاهدة الإعلامية والدخل الإعلاني؛ فهي تحقق ميزة إضافية لاقتصاديات وأسواق الدول المشاركة وغير المشاركة في تلك الفعاليات، خاصة إذا ما تم التنسيق فيما بينها وبين الجهات المنظمة لهذه الفعاليات الكبرى العالمية والفعاليات الأخرى الإقليمية والمحلية في تقاسم المشاهدة الإعلامية والمداخيل الإعلانية على حد سواء.
للحديث دائما بقية في تعاظم أثر الفعاليات الرياضية إعلاميا وإعلانيا على كل المستويات والأصعدة العالمية والإقليمية والمحلية، والرياضة قادرة أن تحقق ما لم تستطع أن تحققه السياسة والاقتصاد وغيرهما من الأنشطة الإنسانية، كقوة ناعمة خاصة فيما يتعلق بتحقيق السلم الاجتماعي العالمي بين شعوب العالم أجمع.