الرأي

صناعة الزواج المعرفي

ياسر عمر سندي
سبق وأن كتبت مقالا في هذه المساحة المباركة بصفحة الرأي عن موضوع 'صناعة الطفل المعرفي' بتاريخ 8 أغسطس 2024، وركزت فيه على عشرة معززات نستطيع تفعيلها لبناء قيم الطفل ورفع نسبة مدركاته وفهمه واستعداداته، لأنه يولد فطريا بقابلية التنامي التطور والتطوير والتلقي الخصب من تعاليم المؤسسة الوالدية الأب والأم؛ وبما أننا نعيش واقعا معرفيا لخلاصة الخبرات التراكمية المكتسبة تربويا وتعليميا ومجتمعيا، أجدها فرصة لأتحدث عن صناعة الكيانات العائلية في هذه الفترة التي تحركها فلسفة الانفتاح ونماذج التقارب أكثر من السابق.الأسرة هي النواة الأولى للبناء المعرفي، والتي تكونت في الأصل من قطبين رئيسين هما الزوجان اللذان يختلفان بنائيا في الفكر والمادة عقليا وجسديا، ويجمعهما ذلك العقد الإلزامي الغليظ المنطوق شفهيا، والمؤسس على المودة والرحمة لتفعيل الاستعداد القبلي للتفاهم ونشوء التجاذب القلبي للتناغم.عندما يرغب الرجل في الارتباط وتستعد الأنثى لذلك من المفترض أن يتنامى لديهما الوعي الاستباقي الخاص بمفهوم المعرفة المكتسبة بأن هنالك تأثيرا محددا وآخر ممتدا للزواج يتجلى لنا بتساؤل ذاتي لماذا نتزوج؟ مع استبعاد النظرة الجنسية فقط والفرض المجتمعي لمجرد العادات والتقاليد، وهذا ما أسميه محدودية التأثير، بسبب أن هنالك من ليسوا مستعدين أصلا لفكرة الارتباط.برأيي الخاص أن هنالك عشرة معززات لها تأثيرها الثنائي الممتد حتى يتسم الزواج بالصناعة المعرفية الرابحة لبناء أسرة يديرها الزوج والزوجة، يستعدان لمهمة صناعية عظمى يستطيعان بموجبها البذل والعطاء وتعلم كيفية البحث والاستقصاء قبل فكرة الارتباط العشوائي بما يلي:
  • النية مطية، يقال في المثل بمعنى ما هي النوايا التي يضمرها كل طرف سيلحق أثرها عليه.
  • الاستعداد والتهيؤ والنضج لصنع شراكة رأس مالها الاحترام والتقدير المتبادل.
  • استقراء الجوهر وعدم الانخداع بالمظهر.
  • التأكيد على الجوانب النفسية لكلا الطرفين من خلال ترك مساحة مطولة للحديث والكلام للفهم المتبادل للشخصيات.
  • افتراض مواقف يعيشانها سويا بالسؤال المتبادل المستمر بينهما؛ ماذا لو حدث ذلك الموقف؟ ما هي أنسب الحلول؟ كيف سنتصرف؟ يعطي مؤشرات مبدئية عن صلاحية الزواج من عدمه.
  • التجرد من المؤثرات الخارجية قبل عملية الارتباط من الوالدين - الأهل - الأصحاب - وسائل التواصل الاجتماعي السوداوية، حتى يكون قرار الزواج مبنيا على وعي واقتناع.
  • متابعة قصص ذوي التجارب الزواجية الإيجابية واستبعاد السلبية من المحيط المجتمعي لتأسيس الشراكة الصحية المقدسة.
  • استشارة المختصين بالشأن الأسري وعمل اختبارات التوافق الزواجي مثل 'مقياس هيرمان' يساعد كثيرا على فهم الميول والهيمنة الدماغية والتفضيلات المزاجية للشريكين.
  • التساؤل بما هي الخطط التربوية التي سنضعها إذا رزقنا بالأطفال؟
  • اليقين بأن الزواج شراكة يطمح أعضاؤها للمكاسب وتقليل الخسائر، تتخللها ساعات فرح وترح وما بينهما رضا وقبول.
الزواج صناعة معرفية بين طرفين تحتاج إلى قراءة فاحصة لبنود عقد الشراكة تحقيقا لجودة حياة يرتضيها الواعون ويباركها رب العالمين.Yos123Omar@