متكأ!
الأربعاء / 10 / صفر / 1446 هـ - 14:11 - الأربعاء 14 أغسطس 2024 14:11
لن يسكنك الهدوء ولن تنال الراحة وأنت تبحث عنها في وجوه الناس ورضاهم وقبولهم لك.لن تنال سكونك وهدوءك وبساطتك وأنت تأتي على نفسك متحملا كل أحد، حاملا لكل موقف!التبرير والتوضيح وبعض الاعتذار الذي في غير مكانه.. يفقدك مكانتك مع نفسك ويشجع الغير على أن ينالوا منك دون وجه حق.قد تأخذ منك الخلافات أعز ما تملكه وهي صحتك وعافيتك وراحتك.الهائمون في تتبع كل صغيرة وكبيرة ومن يركزون على التفاصيل ويحللون النوايا.. أولئك الذين خبأوا لأنفسهم نهاية غير سعيدة.اتجاهك لطريق الأمان يختصر عليك رحلة قد تطول وفي نهايتها أنت الخاسر.. اكسب ذاتك وارتق بنفسك واتخذ توجهك باتزان.يأتون وهم يحملون في أنفسهم ما تضيق به طاقتهم.. يأتون وهم ينكسرون ويتألمون ويبقون صامدين.. يظهرون ويتظاهرون بما لا يظهر عليهم أنهم متعبون، أولئك الذين يزرعون ويجاهرون بمحبة الآخرين مهما كانت المواقف؛ لأنهم كبار يترفعون عن كل ما يسقطهم.لا تتردد في معرفة ما لك وما عليك.. لا تغب حقوقك وواجباتك.. لا تكن حادا ولا قطعيا أمام كل أمر وموقف.تعلم أن تأخذ بالعفو وأن تتسامح وأن تتجاوز وتتجاهل!بادر وإن وجدت الصد والهجران تجاه من له قرابة بك.صلهم وإن قطعوك.. صلهم وإن أثاروا ما يزعجك.. صلهم وإن بلغ الجفاء مداه، ذلك أثر ستجده يلاحقك ولو بعد حين.تصنع منا قسوة الحياة صبرا وقيمة وتقبلا! لكن البعض يهاجم اللحظات والظروف فتجده يزدري معرفة لها سنوات امتدت، ويتضجر من علاقة متأصلة لا يمكن لها أن تتفكك.البعض لمجرد الاختلاف يريد أن يفتك بكل من حوله.كل فوضى تعيشها وكل متاهة تنال منك.. يذيبها الدعاء وينهيها اللجوء إلى الله.لن تستطيع إعارة حزنك وألمك لأحدهم ولكنك قادر على أن تشارك غيرك السعادة والعطاء وتمنح البعض من وقتك.العطاء لا يصنف إلا بالغطاء الذي يحميك عن كل من يحاول أن ينال منك.وعلى أوراق الذهول يعيد الزمن حديثه قولا وفعلا ومكانا!كانوا هنا.. ومروا على أطراف حدودهم لتبقى عتبات الدخول مضيئة بالتأمل.تقليب المواجع، وانتزاع المواقف، وسرد الذكريات.. أصبحت كالمدن العارية بأشباح تخيف المشهد!طوينا السجل بأرشيف لا يقبل الاستغناء ولا الاستشفاء.. واحتفظنا بأرشيف كل ما مر.كل شيء يغيب قد تعود بقاياه على شكل ذكرى غير مكتملة.جمال الذكريات أنها تقيم في نفسك شعورا يزيدك قناعة بوجود التقلب في ظروف الحياة!فلا تأمن لحال أمنته ولا لمكان ارتفعت به ولا لمال اكتنزته!كله سيمضي وتمضي مع أفراحه وأتراحه ولكن ستبقى بصمتك بين الآخرين.يحول بينك وبين البعض سوء الفهم والتباس المعلومة وزيادة الأحداث.. لتبقى الصورة غير مكتملة والموقف لا يتضح!اترك مساحة للصبر واكتمال الحدث حتى لا تطغى ضلالات يصنعها وهم المعرفة!يتلطف البعض في حديثه أدبا واحتراما، فلا تسمع منه إلا ما يسر وييسر.لكنه يتلون حينما يصل دائرة العائلة فيتحول إلى شرس الطباع بذيء الأخلاق، ويرتفع صوته ليصبح نشازا وليس لمن معه حيلة إلا التحاشي والتجاهل بحجة أن هذا طبعه!ومهما أقر الدارسون لشخصية الإنسان أن له ثلاث شخصيات مع نفسه وعائلته والمجتمع الخارجي، إلا أن هذا يجعلنا أمام قول عائشة - رضي الله عنها - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما تقول عنه: كان خلقه القرآن.Alsuhaymi37@