السينما عالميا وعربيا: أين الآن؟! بل أين غدا؟!
السبت / 6 / صفر / 1446 هـ - 20:08 - السبت 10 أغسطس 2024 20:08
تشير أحدث التقارير الإحصائية إلى أنه من المتوقع أن تصل إيرادات السينما العالمية إلى 40 بليون دولار أمريكي في نهاية 2024م، كما تتوقع هذه التقارير أيضا أن تتجاوز إيرادات السينما العالمية 50 بليون دولار في 2026م، الأمر الذي يزيد من توقعات العافية للسينما عموما كوسيلة تقليدية مستدامة توسعت عمليا ونشطت رقميا عبر المنصات والبث المتدفق Streaming، وقد ساعدت أزمة كورونا على التحول المفاجئ من مجرد 39% للمشاهدة عبر المنصات الرقمية من المنازل في 2019م خلال الأزمة لتصل إلى حوالي 55% في 2021م. ولكن المعدل الطبيعي الحالي لا يزال يتأرجح في صالح المشاهدة في قاعات السينما حاليا في حدود 55%، في حين تقدر المشاهدة المنزلية عبر الوسائط المختلفة من تلفزيون ومنصات في المتوسط في حدود 45% لا أكثر، وتظل المشاهدة السينمائية في قاعات السينما بمثابة الأفضل لأسباب عديدة، من أهمها كبر شاشات العرض وحداثة العروض الفيلمية أولا، وكذلك المشاركة الجماعية وغيرها، وعلى الرغم طبعا من ارتفاع أسعار التذاكر نسبيا وعناء الذهاب للسينما أحيانا وضيق الوقت المتاح لحضور الأفلام لأغلب الفئات العاملة ومتوسط العمر والدخل، إلا في عطلات نهاية الأسبوع أو الأعياد والمناسبات. تقدر التكلفة الشهرية بمعدل مرة كل أسبوع للأفراد لارتياد قاعات السينما في حدود 100 دولار أمريكي، في حين تقدر قيمة الاشتراك الشهري لمنصات الأفلام في حدود 10 دولارات، أي في حدود 10% تقريبا.
ولا يزال شباك التذاكر للأفلام يمثل المقياس الأبرز والأهم والأول لرواج أغلب الأفلام السينمائية، خصوصا ذات الإنتاج الضخم وسلاسل العرض في عدة أجزاء، وتتصدر بالطبع السينما الأمريكية المشهد بما يصل إلى 65 - 70% رغم مزاحمة الصين بنسبة 15 - 20% والهند 5 - 10% وبريطانيا 3 - 5% ثم بقية الدول الأخرى في العالم 5 - 10%، ومنها بالطبع الدول العربية 1 - 2%، أي فيما يفترض أن يقدر حجمه بحدود 400 - 800 مليون دولار أمريكي في 2024م، وتشكل السينما في مصر وحدها ما نسبته 70 - 80% من إجمالي الإنتاج السينمائي العربي، في حين لا تزيد بقية الدول العربية الأخرى على 20 - 30% على أقصى تقدير في السنوات الأخيرة.
علما بأن الأفلام السينمائية الأضخم إنتاجا والأكثر رواجا ماديا ليست بالضرورة التي تحصل على الجوائز في المهرجانات العالمية لقيمتها الفنية الرفيعة، وعلى سبيل المثال لا الحصر فقط، في حدود 5 - 10% من الإنتاج الأمريكي تحديدا هي التي تشارك أو تحصل على جوائز الأوسكار وغيرها من جوائز المهرجانات في كل عام، وقد بات من الواضح أيضا رواج أفلام الحركة 'الأكشن' عالميا وإقليميا ومحليا، شئنا أم أبينا سعدنا أم شقينا، الحركة 'الأكشن' تصلح لكل الأعمار كبارا أو صغارا وللجميع ذكورا وإناثا، وتصلح لكل أزمان الماضي والحاضر والمستقبل، كما تصلح للعرض في كل الأوقات نهارا أو مساء وليلا. وتشير التقديرات إلى أن أفلام الحركة 'أكشن' تمثل من 20 - 30% من الأفلام التي تنتج سنويا. وغالبا ما ترتفع هذه النسبة إلى أكثر من 33% إذا أضيف للفيلم مزيد من الكوميدي أو الخيال العلمي أو أبعاد أخرى مشوقة. علما بأن السينما الأمريكية وحدها تشكل 60 - 70% من الإنتاج السينمائي العالمي لنوعية أفلام الحركة 'الأكشن' من إجمالي الأفلام المنتجة سنويا، وعادة ما تحقق أعلى الإيرادات من بين سائر أنواع الأفلام الأخرى، وأغلب هذه النوعية من الأفلام عادة ما تنتج وفقا لعقود الامتياز Franchise، خاصة الناجح منها الذي ينتج على أجزاء متتالية أو متوالية استثمارا لعوائد أكبر وإيرادات أكثر.
تشير تقارير Statista الإحصائية مؤخرا إلى أنه في 24 يوليو 2024م تجاوزت إيرادات 12 فيلما من أفلام الحركة 'الأكشن' من خلال عقود الامتياز (Franchise) 72- 7 4 بليون دولار أمريكي على مدار السنوات العشر الأخيرة والعقود الماضية، ووفقا لتلك القائمة المعلنة في 2024م، قد ضمت أكثر الأفلام تحقيقا للإيرادات رغم تداخل بعضها بعضا إنتاجيا التالي:
- سلسلة أفلام مارفل Marvel الأمريكية قد بلغت 30 بليون دولار أمريكي.
- سلسلة حرب النجوم Star Wars حصلت على 10 بلايين دولار أمريكي.
- سلسلة أفلام هاري بوتر Harry Potter وصلت إلى 9.6 بلايين دولار أمريكي.
- سلسلة أفلام الرجل العنكبوت Spider Man حصلت على 9 بلايين دولار أمريكي.
- مجموعة أفلام جيمس بوند James Bond وأفلام المنتقمون The Avengers، والعالم الممتد لمدينة دي سي The DC Extended Universe، والسرعة والغضب The Fast & The Furious، حققت من 7 - 8 بلايين دولار أمريكي.
- مجموعة أفلام الرجل الوطواط Batman، والرجال إكس X-Men، والحديقة الجوراسية Jurassic Park، وسيد الخواتم The Lord Of The Rings حققت من 6 - 7 بلايين دولار أمريكي.
في ضوء ما تقدم من أرقام طائلة وربما مذهلة أيضا سواء لسلسلة أو مجموعات أفلام الحركة 'الأكشن' وما لمسناه مؤخرا في سلسلة أفلام الأولاد الأشقياء Bad Boys، والتي تجاوزت إيراداته مؤخرا، وللجزء 4 فقط حاجز 1 بليون دولار أمريكي، وخاصة أن مخرجي الجزأين الأخيرين بلجيكيان من أصول عربية مغربية: عادل العربي وبلال فلاح، قدما بكل اقتدار للعالم أجمع ومنه العالم العربي أيضا جزأين مميزين للفيلم، وعلى إثر الضجة المصاحبة للجزء 3 من فيلم أولاد رزق وملابسات أرقام إنتاجه والتي قدرت بحدود 8 - 10 ملايين دولار أمريكي، وكذلك ارتفاع إيراداته نسبيا التي يرجح أنها بلغت 10 - 12 مليون دولار أمريكي، نصفها على الأقل أي حوالي 6 ملايين دولار أمريكي من شباك التذاكر فقط حتى الآن والقادم أزود.
يبقى التساؤل قائما إذا كانت تغطي الإيرادات المتحصلة والعقود الموقعة تكاليف الإنتاج وزيادة قد تتراوح بين 20 - 30% أو ربما تزيد؟!، وبالرغم من ذلك كله يظل الفارق كبيرا بل شاسعا سواء في حجم الإنتاج الضخم للأفلام العربية وحجم الإيرادات المتزايدة وعوائد الاستثمارات المتوقعة، وعلى الرغم من أن فيلم أولاد رزق 3 يعد من أضخم إنتاجات السينما العربية في الوقت الحاضر، سواء من المنظور العربي العام أو حتى العالمي المحدود.. خاصة إذا تمت ترجمته وتوزيعه في مناطق غير عربية أخرى كما ذكر إعلاميا وعلى لسان صناعه ومنتجيه، وقد رجح ذلك بالتأكيد الإعلان عن التصدي لإنتاج جزء 4 لأولاد رزق.
لا يزال أمام السينما العربية عموما وحتى المصرية تحديدا المزيد والمزيد من الفرص لتحقيق المزيد من الإقدام على الاستثمارات في الإنتاج السينمائي الضخم وفقا لأسس اقتصادية محددة، وأن يحول البعض من الإنتاج السينمائي المعتاد أو ربما نصفه تماما في الآونة الأخيرة إلى المحطات التلفزيونية والمنصات الرقمية بعقود مربحة ومساوية لمبيعات شباك التذاكر للأفلام، ويتوقع منها مجتمعة تقديم عوائد استثمارية مجدية ومدروسة في قطاع السينما عموما، ومن المنظور الإنتاج السينمائي العربي والمصري معا في القريب العاجل والمتوسط على أقصى تقدير.
قد يكون المشوار طويلا ولكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.. الحمد لله قد بدأنا في السعودية تحديدا وبعض الدول العربية مثل مصر والإمارات العربية المتحدة خلال السنوات القليلة الماضية بتسارع الخطى والقفزات تلو الإنجازات لصنع المعجزات، والحمد لله الشواهد الأولية كلها حتى الآن مبشرة بكل الخيرات.
...................................
السينما
السينما العالمية
إيرادات الأفلام
السينما العربية
السينما المصرية
السينما السعودية
أفلام الأكشن
الإنتاج السينمائي
ولا يزال شباك التذاكر للأفلام يمثل المقياس الأبرز والأهم والأول لرواج أغلب الأفلام السينمائية، خصوصا ذات الإنتاج الضخم وسلاسل العرض في عدة أجزاء، وتتصدر بالطبع السينما الأمريكية المشهد بما يصل إلى 65 - 70% رغم مزاحمة الصين بنسبة 15 - 20% والهند 5 - 10% وبريطانيا 3 - 5% ثم بقية الدول الأخرى في العالم 5 - 10%، ومنها بالطبع الدول العربية 1 - 2%، أي فيما يفترض أن يقدر حجمه بحدود 400 - 800 مليون دولار أمريكي في 2024م، وتشكل السينما في مصر وحدها ما نسبته 70 - 80% من إجمالي الإنتاج السينمائي العربي، في حين لا تزيد بقية الدول العربية الأخرى على 20 - 30% على أقصى تقدير في السنوات الأخيرة.
علما بأن الأفلام السينمائية الأضخم إنتاجا والأكثر رواجا ماديا ليست بالضرورة التي تحصل على الجوائز في المهرجانات العالمية لقيمتها الفنية الرفيعة، وعلى سبيل المثال لا الحصر فقط، في حدود 5 - 10% من الإنتاج الأمريكي تحديدا هي التي تشارك أو تحصل على جوائز الأوسكار وغيرها من جوائز المهرجانات في كل عام، وقد بات من الواضح أيضا رواج أفلام الحركة 'الأكشن' عالميا وإقليميا ومحليا، شئنا أم أبينا سعدنا أم شقينا، الحركة 'الأكشن' تصلح لكل الأعمار كبارا أو صغارا وللجميع ذكورا وإناثا، وتصلح لكل أزمان الماضي والحاضر والمستقبل، كما تصلح للعرض في كل الأوقات نهارا أو مساء وليلا. وتشير التقديرات إلى أن أفلام الحركة 'أكشن' تمثل من 20 - 30% من الأفلام التي تنتج سنويا. وغالبا ما ترتفع هذه النسبة إلى أكثر من 33% إذا أضيف للفيلم مزيد من الكوميدي أو الخيال العلمي أو أبعاد أخرى مشوقة. علما بأن السينما الأمريكية وحدها تشكل 60 - 70% من الإنتاج السينمائي العالمي لنوعية أفلام الحركة 'الأكشن' من إجمالي الأفلام المنتجة سنويا، وعادة ما تحقق أعلى الإيرادات من بين سائر أنواع الأفلام الأخرى، وأغلب هذه النوعية من الأفلام عادة ما تنتج وفقا لعقود الامتياز Franchise، خاصة الناجح منها الذي ينتج على أجزاء متتالية أو متوالية استثمارا لعوائد أكبر وإيرادات أكثر.
تشير تقارير Statista الإحصائية مؤخرا إلى أنه في 24 يوليو 2024م تجاوزت إيرادات 12 فيلما من أفلام الحركة 'الأكشن' من خلال عقود الامتياز (Franchise) 72- 7 4 بليون دولار أمريكي على مدار السنوات العشر الأخيرة والعقود الماضية، ووفقا لتلك القائمة المعلنة في 2024م، قد ضمت أكثر الأفلام تحقيقا للإيرادات رغم تداخل بعضها بعضا إنتاجيا التالي:
- سلسلة أفلام مارفل Marvel الأمريكية قد بلغت 30 بليون دولار أمريكي.
- سلسلة حرب النجوم Star Wars حصلت على 10 بلايين دولار أمريكي.
- سلسلة أفلام هاري بوتر Harry Potter وصلت إلى 9.6 بلايين دولار أمريكي.
- سلسلة أفلام الرجل العنكبوت Spider Man حصلت على 9 بلايين دولار أمريكي.
- مجموعة أفلام جيمس بوند James Bond وأفلام المنتقمون The Avengers، والعالم الممتد لمدينة دي سي The DC Extended Universe، والسرعة والغضب The Fast & The Furious، حققت من 7 - 8 بلايين دولار أمريكي.
- مجموعة أفلام الرجل الوطواط Batman، والرجال إكس X-Men، والحديقة الجوراسية Jurassic Park، وسيد الخواتم The Lord Of The Rings حققت من 6 - 7 بلايين دولار أمريكي.
في ضوء ما تقدم من أرقام طائلة وربما مذهلة أيضا سواء لسلسلة أو مجموعات أفلام الحركة 'الأكشن' وما لمسناه مؤخرا في سلسلة أفلام الأولاد الأشقياء Bad Boys، والتي تجاوزت إيراداته مؤخرا، وللجزء 4 فقط حاجز 1 بليون دولار أمريكي، وخاصة أن مخرجي الجزأين الأخيرين بلجيكيان من أصول عربية مغربية: عادل العربي وبلال فلاح، قدما بكل اقتدار للعالم أجمع ومنه العالم العربي أيضا جزأين مميزين للفيلم، وعلى إثر الضجة المصاحبة للجزء 3 من فيلم أولاد رزق وملابسات أرقام إنتاجه والتي قدرت بحدود 8 - 10 ملايين دولار أمريكي، وكذلك ارتفاع إيراداته نسبيا التي يرجح أنها بلغت 10 - 12 مليون دولار أمريكي، نصفها على الأقل أي حوالي 6 ملايين دولار أمريكي من شباك التذاكر فقط حتى الآن والقادم أزود.
يبقى التساؤل قائما إذا كانت تغطي الإيرادات المتحصلة والعقود الموقعة تكاليف الإنتاج وزيادة قد تتراوح بين 20 - 30% أو ربما تزيد؟!، وبالرغم من ذلك كله يظل الفارق كبيرا بل شاسعا سواء في حجم الإنتاج الضخم للأفلام العربية وحجم الإيرادات المتزايدة وعوائد الاستثمارات المتوقعة، وعلى الرغم من أن فيلم أولاد رزق 3 يعد من أضخم إنتاجات السينما العربية في الوقت الحاضر، سواء من المنظور العربي العام أو حتى العالمي المحدود.. خاصة إذا تمت ترجمته وتوزيعه في مناطق غير عربية أخرى كما ذكر إعلاميا وعلى لسان صناعه ومنتجيه، وقد رجح ذلك بالتأكيد الإعلان عن التصدي لإنتاج جزء 4 لأولاد رزق.
لا يزال أمام السينما العربية عموما وحتى المصرية تحديدا المزيد والمزيد من الفرص لتحقيق المزيد من الإقدام على الاستثمارات في الإنتاج السينمائي الضخم وفقا لأسس اقتصادية محددة، وأن يحول البعض من الإنتاج السينمائي المعتاد أو ربما نصفه تماما في الآونة الأخيرة إلى المحطات التلفزيونية والمنصات الرقمية بعقود مربحة ومساوية لمبيعات شباك التذاكر للأفلام، ويتوقع منها مجتمعة تقديم عوائد استثمارية مجدية ومدروسة في قطاع السينما عموما، ومن المنظور الإنتاج السينمائي العربي والمصري معا في القريب العاجل والمتوسط على أقصى تقدير.
قد يكون المشوار طويلا ولكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.. الحمد لله قد بدأنا في السعودية تحديدا وبعض الدول العربية مثل مصر والإمارات العربية المتحدة خلال السنوات القليلة الماضية بتسارع الخطى والقفزات تلو الإنجازات لصنع المعجزات، والحمد لله الشواهد الأولية كلها حتى الآن مبشرة بكل الخيرات.
...................................
السينما
السينما العالمية
إيرادات الأفلام
السينما العربية
السينما المصرية
السينما السعودية
أفلام الأكشن
الإنتاج السينمائي