السياحة وتطبيقات التوصيل الذكية بين الاستغلال والاستغفال!!
السبت / 6 / صفر / 1446 هـ - 19:57 - السبت 10 أغسطس 2024 19:57
يمكن وصف التخطيط السياحي باعتباره مسارا منهجيا لاستغلال الموارد الكامنة بالشكل الأمثل ضمن إطار برنامج زمني يحقق أهداف التنمية الوطنية. إن التخطيط لسياحة واعدة لا يقتصر على تطوير البنية المادية؛ بل استيعاب الفرص والإمكانات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. وفي إطار النمو المتسارع الذي تشهده مدن العالم في قطاع النقل والاتصالات والتقنيات الذكية؛ باتت شركات النقل والتوصيل واحدة من أبرز الخدمات الحديثة التي تساعد على تحسين تجربة سياحية متميزة متى ما أحسن استغلالها.
عند السفر خارج المملكة العربية السعودية يتجنب البعض استخدام وسائل النقل التقليدية كسيارات الأجرة؛ ليستخدموا عوضا عنها تطبيقات التوصيل الذكية. أثبتت تطبيقات التوصيل كفاءتها بالتسعيرة الموحدة؛ كما أن الأجرة يتم دفعها الكترونيا فلا مجال للمفاوضة أو الاتفاق أو حتى الحديث مع السائق. الأهم من ذلك كله أن هذه التطبيقات الذكية لا تفرق ما بين السائح والراكب المحلي، فتسعيرة التوصيل موحدة؛ فضلا عن أنها توفر خدمة تتبع الرحلة والأمان وسرعة الوصول. ما أن يصل المسافر إلى وجهته النهائية حتى يحاول البحث عن تطبيقات التوصيل الذكية كي يتمكن من استخدامها في تنقلاته داخل المدينة.
وفي المقابل يحاول العديد من سائقي هذه التطبيقات رفع السعر أو اختلاق المشاجرات مع الراكب عندما يتيقن أنه سائح. ويشتاط بعض السائقين من الغضب إذا علم أن الراكب هو في الحقيقة سائح من جنسية خليجية أو سعودية؛ فالمفترض أن يتحمل هذا الراكب عبئا إضافيا ليدفع مقابلا أعلى من التسعيرة المحددة.
أتساءل كيف يمكن استخدام تطبيقات ذكية مع سائقين لا يتمتعون بأبسط مقومات الذكاء؟ فهذا سائق كل همه معرفة جنسية الراكب سواء من خلال فحص الهيئة أو طريقة اللبس والحديث؛ وآخر يحاول استدراجك بكل خبث للحوار معه بلغته المحلية حتى يعرف جنسيتك! تحاول أن تحتفظ برباطة جأشك لتشعره أنك مشغول أو مستغرق في قراءة كتاب أو رواية محلية حتى لو كنت لا تفهم شيئا منها. وقبل حجز الرحلة تبلغ جميع أفراد أسرتك بالصمت وعدم الحديث حتى لا يتعرف السائق على جنسيتك. تحاول حفظ العبارات الدارجة في لغتهم المحلية عن ظهر قلب، خصوصا الجمل المتعلقة بالنقل مثل عبارات 'قريب من هذا المكان أو السوق' أو 'اتجه يمينا أو يسارا' لتختم حديثك دائما بعبارات الشكر والثناء الدارجة محليا ثم تنصرف قبل أن يكشف أمرك.
أما إذا كنت مسافرا إلى بعض الدول العربية فعليك التدرب على إجادة اللهجة المحلية قبل استخدام تطبيقات التوصيل الذكية. وإذا تم اكتشاف أمرك ولم تستطع إجادة الدور بإتقان، فلا تجزع؛ بل صرح للسائق أن والدتك من جنسية هذه الدولة ولكن والدك سعودي وأنك أتيت إلى هنا لزيارة جدتك المريضة. كل هذه التفاصيل الدقيقة عليك أن تصرح بها حتى لا يشعر هذا السائق المبجل أنك سائح سعودي فيزيد عليك تعرفة الأجرة أو يطلب إكرامية مضاعفة أو مبلغا فلكيا، وحتى تسلم من شره فلا يشبك معك لفظيا أو جسديا.
ختاما، فإن نجاح تطبيقات التوصيل الذكية يمكن أن يعزز من منظومة السياحة ويوفر بدائل نقل متعددة للسائح؛ ولكن نجاحها مرهون بتأهيل الكوادر البشرية وتعاون المجتمع المحلي، وقبل ذلك كله تطوير قوانين وتشريعات صارمة تحمي حقوق السائح.
.................
التخطيط السياحي
السياحة
حقوق السائح
إدارة المدن
تطبيقات التوصيل
عند السفر خارج المملكة العربية السعودية يتجنب البعض استخدام وسائل النقل التقليدية كسيارات الأجرة؛ ليستخدموا عوضا عنها تطبيقات التوصيل الذكية. أثبتت تطبيقات التوصيل كفاءتها بالتسعيرة الموحدة؛ كما أن الأجرة يتم دفعها الكترونيا فلا مجال للمفاوضة أو الاتفاق أو حتى الحديث مع السائق. الأهم من ذلك كله أن هذه التطبيقات الذكية لا تفرق ما بين السائح والراكب المحلي، فتسعيرة التوصيل موحدة؛ فضلا عن أنها توفر خدمة تتبع الرحلة والأمان وسرعة الوصول. ما أن يصل المسافر إلى وجهته النهائية حتى يحاول البحث عن تطبيقات التوصيل الذكية كي يتمكن من استخدامها في تنقلاته داخل المدينة.
وفي المقابل يحاول العديد من سائقي هذه التطبيقات رفع السعر أو اختلاق المشاجرات مع الراكب عندما يتيقن أنه سائح. ويشتاط بعض السائقين من الغضب إذا علم أن الراكب هو في الحقيقة سائح من جنسية خليجية أو سعودية؛ فالمفترض أن يتحمل هذا الراكب عبئا إضافيا ليدفع مقابلا أعلى من التسعيرة المحددة.
أتساءل كيف يمكن استخدام تطبيقات ذكية مع سائقين لا يتمتعون بأبسط مقومات الذكاء؟ فهذا سائق كل همه معرفة جنسية الراكب سواء من خلال فحص الهيئة أو طريقة اللبس والحديث؛ وآخر يحاول استدراجك بكل خبث للحوار معه بلغته المحلية حتى يعرف جنسيتك! تحاول أن تحتفظ برباطة جأشك لتشعره أنك مشغول أو مستغرق في قراءة كتاب أو رواية محلية حتى لو كنت لا تفهم شيئا منها. وقبل حجز الرحلة تبلغ جميع أفراد أسرتك بالصمت وعدم الحديث حتى لا يتعرف السائق على جنسيتك. تحاول حفظ العبارات الدارجة في لغتهم المحلية عن ظهر قلب، خصوصا الجمل المتعلقة بالنقل مثل عبارات 'قريب من هذا المكان أو السوق' أو 'اتجه يمينا أو يسارا' لتختم حديثك دائما بعبارات الشكر والثناء الدارجة محليا ثم تنصرف قبل أن يكشف أمرك.
أما إذا كنت مسافرا إلى بعض الدول العربية فعليك التدرب على إجادة اللهجة المحلية قبل استخدام تطبيقات التوصيل الذكية. وإذا تم اكتشاف أمرك ولم تستطع إجادة الدور بإتقان، فلا تجزع؛ بل صرح للسائق أن والدتك من جنسية هذه الدولة ولكن والدك سعودي وأنك أتيت إلى هنا لزيارة جدتك المريضة. كل هذه التفاصيل الدقيقة عليك أن تصرح بها حتى لا يشعر هذا السائق المبجل أنك سائح سعودي فيزيد عليك تعرفة الأجرة أو يطلب إكرامية مضاعفة أو مبلغا فلكيا، وحتى تسلم من شره فلا يشبك معك لفظيا أو جسديا.
ختاما، فإن نجاح تطبيقات التوصيل الذكية يمكن أن يعزز من منظومة السياحة ويوفر بدائل نقل متعددة للسائح؛ ولكن نجاحها مرهون بتأهيل الكوادر البشرية وتعاون المجتمع المحلي، وقبل ذلك كله تطوير قوانين وتشريعات صارمة تحمي حقوق السائح.
.................
التخطيط السياحي
السياحة
حقوق السائح
إدارة المدن
تطبيقات التوصيل