إمام وخطيب المسجد النبوي يؤكد على أهمية الجماعة والحذر من الفرقة والاختلاف التي تذهب الهيبة والقوة
خلال خطبة الجمعة بجامع الملك فيصل بالعاصمة الباكستانية اسلام آباد التي نظمتها الشؤون الإسلامية وبحضور تجاوز أكثر من 200 ألف مصل
الجمعة / 5 / صفر / 1446 هـ - 17:58 - الجمعة 9 أغسطس 2024 17:58
أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير أن الله سبحانه وتعالى أمر عبادة في كتابه الكريم بمجامع الطاعات ومعاقد الخيرات فأمرهم بالجماعة والائتلاف ونهاهم عن الفرقة والاختلاف وأمرهم أن يكونوا إخواناً متواصلين في ذات الله متعاونين على البر والتقوى قال جل وعزّ : وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ) ، أي تذهب دولتكم وهيبتكم وقوتكم.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة التي ألقاها فضيلته في جامع الملك فيصل بالعاصمة الباكستانية إسلام آباد، اليوم الجمعة الموافق الخامس من شهر صفر لعام 1446هـ بحضور أكثر من 200 ألف مصل تقريباً، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها فضيلته لباكستان ضمن برنامج زيارات أئمة الحرمين الذي تنفذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بمتابعة من معالي الوزير الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ .
واستهل الخطبة بالحمد والثناء والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم مبيناً أن الله تعالى أمر عباده المؤمنين في كتابه العظيم بمجامع الطاعات ومعاقد الخيرات فأمرهم بالجماعة والائتلاف ونهاهم عن الفرقة والاختلاف وأمرهم أن يكونوا إخواناً متواصلين في ذات الله متعاونين على البر والتقوى قال جل وعزّ : وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ) ، أي وتذهب دولتكم وهيبتكم وقوتكم.
وأضاف بقوله أيها المسلمون وإذا أججت الصراعات والنزاعات وظهرت الملاسنات والخصومات وعلت الصيحات والعداوات وكثرت الفرج واختلفت الكلمة وانصدع الصف وتنازع المسلمون وكلّ يتغيظ على أخيه المسلم من شِدَّته وقع الشلل والفشل وانتشر الشر والفقر وتخلفت الأمة واتخذ أعداء الإسلام الذين قامت سياساتهم على الاستخفاف بحقوق المسلمين، واستباحة أموالهم واجتياح بلادهم وتدمير اقتصادهم، والاستيلاء على ثوراتهم، وإشاعة الفوضى في ديارهم.
وأكد أن هذه الخلافات وسيلة لتحقيق مآربهم الخبيثة وقد قيل : لَوْلَا الوئام هلك الأنام وانظروا إلى بعض البلدان والأوطان كيف أضحت أحوالهم حين اختلفت كلمتهم وتعارضت أهواؤهم، وتشعبت آراؤهم وتباينت مذاهبهم وانتقضت عقدتهم، واضطرب حبلهم، وتصدعت عصاهم، واستحكم الشقاق بينهم، وأصبحوا لا تجمعهم جامعة ولا تمنعهم من الشر حكمة مانعة، فأضحى وطنهم خرابًا، وأمنهم سرابًا، وعيشهم عذابًا، وشعبهم أحزابا، لا يتحاورون إلا بالسلاح، ولا يتفاخرون إلا بإزهاق الأرواح، واعتبروا؛ فالسعيد مَنْ وُعِظَ بغيره، والشقيُّ مَنْ وُعِظَ بنفسه، وأخبتُ الناسِ مَنْ سعى إلى تخريب بلده، وتقويض أمنه، وزعزعة سلمه، ومحاربة أهله ولن يجمع أمرَ الأمة وكلمتها جاهل أشعل نار الخلاف وأهاجها، ولا مُنفّر عن الدين بالغلظة والشدَّة، ولا مُتَفَتِّش يتعدى على الناس ويتعمَّد سبابهم، ولا عدو نفذ بين القلوب المتنافرة، والصفوف المتباعدة، ولا رجل يفتات على العلم، ويتَقَدَّمُ الفتوى بلا درايةٍ ولا رَويّة، ولا زائِعٌ تلبس بالبغي والفجور فاحذروا دعاة الضلال والإنحلال ودعاة الفساد والإلحاد ودعاة الفرقة والشقاق وعليكم بالحكمة والروية والاعتدال والوسطية.
كما أوصى المصلين خلال الخطبة بالمرحمة موضحاً أنها فضيلة عظيمة وقربة جليلة، قال ربنا جل في علاه : ﴿ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ أُوْلَئكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ .
وواصل يقول : فكن يا عبد الله رحيماً لنفسك ولغيرك ولا تَسْتَبِد بخيرك، وارحم الجاهل بعلمك، والمحتاج بجاهك، والفقير بمالك والكبير باحترامك والصغير برأفتك، والعصاة بدعوتك، والبهائم بعطفك، فأقرب الناس من رحمة الله أرحمهم بخلقه، فَمَنْ كَثُرَت منه الشفقة على خَلْقه، والرحمة على عباده - رحمه الله برحمته، وأَدْخَلَه دار كرامته، ووقاه عذاب قبره فكن للخلق نفاعًا وللمحتاج مطواعا، ومُدَّ في الخير باعا وباعا.
وشدد على كف الأذى، وأنه أفضل خصال الإسلام،فلا تؤذين مسلماً ولا تتهمه بالباطل ولا ترمه بالزور والبهتان ولا تحقره ولا تصغره ولا تعيره ولا تشتمه ولا تطعنه ولا تلعنه ولا تكفره ولا تبدعه ولا تفسقه ولا تنشر هفوته ولا تشع فضيحته ولا تسرقه ولا تسلبه ولا تنهبه ولا تخادعه ولا تطعن في عرضه
كما شدد فضيلته على أهمية حفظ حقوق الآدميين التي من أعظمها الدماء لشدة أمرها وجلالة شأنها وكثير خطرها وقد غلظ الله وعيد قاتل المؤمن عمداً فقال جل وعزّ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا.
مما يذكر أن فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي يواصل زيارته الرسمية التي أعدت برنامج وزارة الشؤون الإسلامية بالمملكة إلى جمهورية باكستان الشقيقة وسط اهتمام كبير من القيادات السياسية والإسلامية وحضور كبير لفعالياتها من الشارع الباكستاني، وتغطية إعلامية واسعة النطاق في مختلف وسائل الإعلام الباكستانية .
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة التي ألقاها فضيلته في جامع الملك فيصل بالعاصمة الباكستانية إسلام آباد، اليوم الجمعة الموافق الخامس من شهر صفر لعام 1446هـ بحضور أكثر من 200 ألف مصل تقريباً، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها فضيلته لباكستان ضمن برنامج زيارات أئمة الحرمين الذي تنفذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بمتابعة من معالي الوزير الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ .
واستهل الخطبة بالحمد والثناء والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم مبيناً أن الله تعالى أمر عباده المؤمنين في كتابه العظيم بمجامع الطاعات ومعاقد الخيرات فأمرهم بالجماعة والائتلاف ونهاهم عن الفرقة والاختلاف وأمرهم أن يكونوا إخواناً متواصلين في ذات الله متعاونين على البر والتقوى قال جل وعزّ : وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ) ، أي وتذهب دولتكم وهيبتكم وقوتكم.
وأضاف بقوله أيها المسلمون وإذا أججت الصراعات والنزاعات وظهرت الملاسنات والخصومات وعلت الصيحات والعداوات وكثرت الفرج واختلفت الكلمة وانصدع الصف وتنازع المسلمون وكلّ يتغيظ على أخيه المسلم من شِدَّته وقع الشلل والفشل وانتشر الشر والفقر وتخلفت الأمة واتخذ أعداء الإسلام الذين قامت سياساتهم على الاستخفاف بحقوق المسلمين، واستباحة أموالهم واجتياح بلادهم وتدمير اقتصادهم، والاستيلاء على ثوراتهم، وإشاعة الفوضى في ديارهم.
وأكد أن هذه الخلافات وسيلة لتحقيق مآربهم الخبيثة وقد قيل : لَوْلَا الوئام هلك الأنام وانظروا إلى بعض البلدان والأوطان كيف أضحت أحوالهم حين اختلفت كلمتهم وتعارضت أهواؤهم، وتشعبت آراؤهم وتباينت مذاهبهم وانتقضت عقدتهم، واضطرب حبلهم، وتصدعت عصاهم، واستحكم الشقاق بينهم، وأصبحوا لا تجمعهم جامعة ولا تمنعهم من الشر حكمة مانعة، فأضحى وطنهم خرابًا، وأمنهم سرابًا، وعيشهم عذابًا، وشعبهم أحزابا، لا يتحاورون إلا بالسلاح، ولا يتفاخرون إلا بإزهاق الأرواح، واعتبروا؛ فالسعيد مَنْ وُعِظَ بغيره، والشقيُّ مَنْ وُعِظَ بنفسه، وأخبتُ الناسِ مَنْ سعى إلى تخريب بلده، وتقويض أمنه، وزعزعة سلمه، ومحاربة أهله ولن يجمع أمرَ الأمة وكلمتها جاهل أشعل نار الخلاف وأهاجها، ولا مُنفّر عن الدين بالغلظة والشدَّة، ولا مُتَفَتِّش يتعدى على الناس ويتعمَّد سبابهم، ولا عدو نفذ بين القلوب المتنافرة، والصفوف المتباعدة، ولا رجل يفتات على العلم، ويتَقَدَّمُ الفتوى بلا درايةٍ ولا رَويّة، ولا زائِعٌ تلبس بالبغي والفجور فاحذروا دعاة الضلال والإنحلال ودعاة الفساد والإلحاد ودعاة الفرقة والشقاق وعليكم بالحكمة والروية والاعتدال والوسطية.
كما أوصى المصلين خلال الخطبة بالمرحمة موضحاً أنها فضيلة عظيمة وقربة جليلة، قال ربنا جل في علاه : ﴿ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ أُوْلَئكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ .
وواصل يقول : فكن يا عبد الله رحيماً لنفسك ولغيرك ولا تَسْتَبِد بخيرك، وارحم الجاهل بعلمك، والمحتاج بجاهك، والفقير بمالك والكبير باحترامك والصغير برأفتك، والعصاة بدعوتك، والبهائم بعطفك، فأقرب الناس من رحمة الله أرحمهم بخلقه، فَمَنْ كَثُرَت منه الشفقة على خَلْقه، والرحمة على عباده - رحمه الله برحمته، وأَدْخَلَه دار كرامته، ووقاه عذاب قبره فكن للخلق نفاعًا وللمحتاج مطواعا، ومُدَّ في الخير باعا وباعا.
وشدد على كف الأذى، وأنه أفضل خصال الإسلام،فلا تؤذين مسلماً ولا تتهمه بالباطل ولا ترمه بالزور والبهتان ولا تحقره ولا تصغره ولا تعيره ولا تشتمه ولا تطعنه ولا تلعنه ولا تكفره ولا تبدعه ولا تفسقه ولا تنشر هفوته ولا تشع فضيحته ولا تسرقه ولا تسلبه ولا تنهبه ولا تخادعه ولا تطعن في عرضه
كما شدد فضيلته على أهمية حفظ حقوق الآدميين التي من أعظمها الدماء لشدة أمرها وجلالة شأنها وكثير خطرها وقد غلظ الله وعيد قاتل المؤمن عمداً فقال جل وعزّ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا.
مما يذكر أن فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي يواصل زيارته الرسمية التي أعدت برنامج وزارة الشؤون الإسلامية بالمملكة إلى جمهورية باكستان الشقيقة وسط اهتمام كبير من القيادات السياسية والإسلامية وحضور كبير لفعالياتها من الشارع الباكستاني، وتغطية إعلامية واسعة النطاق في مختلف وسائل الإعلام الباكستانية .