الرأي

رحلة ثقافية ماتعة على شاطئ الأطلال وأمسيات الجمال

دخيل سليمان المحمدي
كان معرض المدينة للكتاب كالبحر يغمرنا بعوالمه الواسعة ونفائسه الأدبية، تتدفق أمواجه بقصص لا تنتهي وأفكار تنير العقول والقلوب، تطل شواطئه على 16 دولة، بين الأدب والثقافة والفنون، وبين التاريخ وعلم الشريعة يتجولون، أمواجه الفعاليات ودور نشره السفن القادمات، فكل منها تحمل عنوانا، وفي جعبتها مئات الكتب معروضة بكل مكان.بحر امتزجت فيه الحروف بالأحلام والخيال بالواقع مع عبق التاريخ وأصالة الأدب، مواكبا رؤية مملكتنا الغالية، تتهادى أمواجه مع قطرات الهتان ليتحرك النسيم العليل مستمتعا بأمسيات الجمال وندوات الأطلال.في يومنا الأول أوقفنا إبحار سفينتنا لسماع ندوة حوارية وثقافية منصتين، تتحدث عن المساجد السبعة المدينية بكل شجون، وبعدها تجولنا بين الأركان حتى حان الزمان لتبدأ جلسة النقاش في كيفية استخدام الخيال كأداة للتفاهم والتأثير مع تكنولوجيا التطور والتغيير، بينما هناك ورشة عمل تشرح كيفية العلاج بالفن، مبحرين خلالها بين أمواج الإبداع والشفاء في بحر العلم والعطاء، لنختتم أول أيام رحلتنا بأمسية القصائد الشعرية التي تم نظمها في المدينة النبوية.لنعود بيومنا الثاني حضورا، والبال سعيد وحبور في الندوة الحوارية عن مستقبل الدراسات الأدبية والنقدية في ظل التطبيقات الذكية، ومن ثم النقاش عن الرواية النسائية.وها نحن في يومنا الثالث البهيج يفوح منه عبق الثقافة أريج، ولنكمل رحلتنا في معرض الكتاب مع الأحبة والأصحاب ولحضور ندوة الحوار لمناقشة الفنون الصخرية والآثار، ومن بعدها الندوة التي جعلت همة الشباب السعودي نموذجا للترجمة، لمساهمتهم الفعالة في بناء مستقبل المملكة.بينما ورشة عمل هذا اليوم للتعريف بثقافة ومجتمع إخواننا الصم، وأخرى تشرح كيف تستفيد من التقنيات، لتصبح بارعا في الكتابات.وكانت رحلة اليوم الرابع عبر جسور الفكر والجمال عن مفهوم الفلسفة والفنون وأيضا عن الكتابة التاريخية ومعرفة أصولها وتطوراتها المنهجية، ومن ورش العمل كتابة السيناريو عنوان ورشة ممتعة، ولفن مراجعة الكتب شرح نسمعه. وعن المشكلات الفلسفية أيضا حلقة نقاشية.وفي الخامس من أيام معرضنا كانت الندوات عن تجارب الناشر والتحديات تجمعنا، وعن نخل المدينة والتمور وعن مكانتها عبر العصور.وكان لورش العمل حضور وعنوان بكيفية قراءة روايات الخيال العلمي وثقافتها الشعبية وأثرها على الحياة الواقعية، وأيضا لفن كتابة المحتوى الإبداعي في ظل برامج التواصل الاجتماعي.ولليوم السادس جميل الذكريات عندما كانت الندوات عن الحكايات الشعبية وما تحمله من قيم الشعوب الأثرية، وعن المدينة المنورة في عصرها الحاضر وما نحمله لها من حب ومشاعر، وعن الذكاء الاصطناعي وتحديات الفلسفة، ولفن رواية قصص الأطفال ورشة عمل مختلفة.وفي اليوم السابع والأخير كان الختام المسك والعبير؛ فلتوظيف الذكاء الاصطناعي في تعزيز القيم لدى أطفالنا باستخدام الألعاب التفاعلية ندوة حوارية، ولأنماط الشخصية من المنظور الثقافي ومهارة التساؤل الفلسفي ورشة نقاشية.وفي نهاية الخامس من أغسطس أسدل الستار، في يوم أنعشت أجواءه الأمطار.فعلى شواطئ هذا البحر الثقافي أكثر من 300 دار نشر موزعة، على 200 جناح به أكثر من 16 دولة متجمعة.وعلى ضفافه كان لعام الأبل ركن جميل، يتحدث عن تراثنا الأصيل.هناك الكثير من المسرحيات ومن دور النشر والمكتبات احتضنها شاطئ بحر معرض المدينة للكتاب، رواده المثقفون والأدباء والكتاب.أسطر سردتها، أحاول أن أصف ما عشته خلال الأيام السبعة من عمل دؤوب ونجاح مكتوب.أحبتي علينا أن نسلط الضوء على الإيجابيات ونهمس بيننا بالنصح والنقد الهادف لإصلاح السلبيات حتى لا يجف البحر من حرارة الشمس ونعود كما كنا نتمناه بالأمس.شكرا هيئة الأدب والنشر والترجمة وجميع المثقفين والكتاب والزملاء الإعلاميين المشاركين.فننتظر المزيد لكل ما هو جديد وللمدينة وأهلها مفيد.وإلى الموسم الرابع أخي القارئ المتابع.dakhelalmohmadi@