الرأي

الابتعاث الداخلي يا وزير التعليم

خالد عمر حشوان
نعلم جميعا أن كثيرا من الطلاب لم يتم قبولهم في الجامعات المحلية لهذا العام بسبب اختبارات القدرات والتحصيلي التي هي ليست موضوعنا الرئيس لهذا المقال خاصة، حيث إن هناك فئة ليست بالقليلة منهم لديها نسبة عالية في الثانوية العامة تجاوزت الـ90% ولم يوفقوا في القبول أو تم قبولهم في كليات لا تتماشى مع ميولهم الدراسية أو رغباتهم المستقبلية، مما يجعل لدى هذه الفئة الطلابية إحساسا بعدم الرغبة في دراسة التخصصات المفروضة عليهم أو دراستها على مضض، وبالتالي عدم وجود شغف ورغبة للدراسة والتفوق والإبداع والعمل مستقبلا عند التوجه لسوق العمل.لذا يا وزير التعليم أرجو التكرم والسماح لي بتقديم اقتراحي البسيط وهو التركيز أكثر على البعثات الداخلية الحالية، وتوجيه الدفة لزيادة المنح الدراسية الداخلية للجامعات الخاصة بالمملكة للطلاب والطالبات الذين تكون نسب الثانوية العامة لديهم تجاوزت الـ90%، ولديهم بعض المشاكل في اختبارات القدرات والتحصيلي ولم يوفقوا في القبول للكليات المرغوبة لديهم، والتي ترتكز في سقف أولوياتهم وطموحهم المستقبلي، بحيث يتم اختيارهم للتخصصات المرغوبة لهم والتي تتوافق مع متطلبات سوق العمل، وتساعد على تحقيق رؤية المملكة 2030م كالذكاء الاصطناعي وهندسة الحاسوب وعلومه والبرمجة، والهندسة بكل تخصصاتها والتسويق الالكتروني، ونظم المعلومات، والأمن السيبراني، وغيرها من التخصصات المطلوبة، على أن يتم اختيارهم وتوجيههم للجامعات الخاصة بشروط الابتعاث المعروفة، وتوضيح كل المعدلات والشروط والضوابط المطلوبة منهم لاستمرار البعثة الدراسية ووضع مكافآت تقديرية وتشجيعية للمتفوقين منهم تساعدهم على الاستمرار في التفوق والتميز ونجاح الاستثمار الحكومي في هذه الأجيال، وتحقق الدولة وهذه الأجيال معا فوائد عظيمة من أهمها:
  • الاستثمار الأمثل والناجح في الأجيال التي سنعتمد عليها مستقبلا بعد الله، ورفع مستوى التعليم الجامعي للمملكة.
  • ضخ استثمارات مالية في المؤسسات التعليمية الخاصة بالمملكة وتنشيط الاقتصاد التعليمي الداخلي ورواجه.
  • مساعدة الجامعات الخاصة على تغطية تكاليفها وتحقيق عوائد مرضية واستمرار نجاحها وتميزها التعليمي.
  • خفض نسبة عدم قبول خريجي الثانوية العامة وتخفيف الضغط على الجامعات الحكومية وتخصصاتها.
  • خفض نسبة البطالة لدى الشباب السعودي وإعدادهم لمتطلبات سوق العمل والتخصصات المطلوبة له.
  • تخفيض تكاليف الابتعاث الخارجي الباهظة التي تشمل (الرسوم الدراسية والسكن والمصروف والعلاج وتذاكر السفر) خصوصا بعد ارتفاع التكاليف في السنوات الأخيرة، بعكس الابتعاث الداخلي الذي يشمل الرسوم الجامعية فقط.
  • توجيه الشباب للتخصصات المرغوبة لديهم وخاصة التي تحتاجها الدولة لتحقيق رؤية المملكة 2030م.
  • التنسيق مع القطاع الخاص لإنشاء صندوق للبعثات الداخلية ودعمه بما يخدم سوق العمل المستقبلي ماديا ومعنويا.
  • حماية الشباب السعودي بإذن الله من المؤثرات الخارجية والمجتمعات الغربية وتأثيرها ومخاطرها على الأجيال.
  • دعم مادي ومعنوي للأسر المتوسطة التي لا تستطيع دفع تكاليف الجامعات الخاصة لتعليم أبنائهم وبناتهم.
  • حفظ الشباب من الفراغ وحمايتهم من الجرائم والمخدرات والأساليب غير السوية بسبب عدم إكمال دراستهم.
أخيرا وليس آخرا، كلي ثقة يا معالي الوزير بأن لو تم تطبيق هذا الاقتراح سيخلق بإذن الله جو مميز من إثارة التنافس البناء بين الطلاب والطالبات السعوديين المميزين، لمواصلة دراستهم العليا وتطوير مهاراتهم أكاديميا وإداريا وعلميا، وسيقضي على نسبة كبيرة من البطالة ويلبي كثيرا من احتياجات سوق العمل ويحسن من مخرجات التعليم العالي، ويدفع الجامعات الخاصة لتطوير البرامج والأساليب التعليمية وتطوير الأقسام الأكاديمية ورفع كفاءتها، وخلق نوع من التعاون والشراكة بين الدولة والجامعات الخاصة في مجال التعليم العالي الذي يساهم في ظهور الإبداعات والاختراعات والاكتشافات في الأجيال القادمة، التي من شأنها تحقيق الكفاية للسوق المحلي وتلبية احتياجاته المختلفة والمتعددة، ناهيك عن التوفير الكبير في الميزانيات المخصصة للابتعاث الخارجي، وهذا لا يعني بأننا لا نحتاج للابتعاث الخارجي، ولكن المقصود بذلك هو التقنين وحسن الاختيار في متطلبات هذا النوع من الابتعاث حسب الحاجة الماسة له، والتي نحتاجها لتحقيق رؤية 2030م.