الرأي

افتتاح دورة الأولمبياد في باريس 2024.. احتفال العار لثقافة الواك المخزية

فيصل الشمري
تعتبر كلمة واك مصطلحا جديدا في اللغة الإنجليزية، ويعود أصلها إلى تعبيرات في اللغة الدارجة العامية المستخدمة من قبل الأمريكيين من أصل أفريقي، وهي تعني عدم استعمال أي كلمات تؤذي مشاعر الأقليات العرقية أو الدينية أو غيرهم من الأقليات.لكن مع بداية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين أصبح هذا التعبير يستخدم بصورة أكثر لمقاومة أي لغة أو تعبيرات تعتبر مهينة للمثلية الجنسية والمتحولين جنسيا، لأن هذا يعتبر إهانة لهم.وهذا له علاقة بحفل الافتتاح الخاص بدورة الألعاب الرياضية (الأولمبياد) التي تقام في العاصمة الفرنسية باريس.لقد شجب العالم ما حدث الجمعة الموافق 26 يوليو من 2024 عندما تم تقديم عروض تظهر فيها شخصية ملكة التنانين التي ترمز إلى ثقافة المثلية الجنسية.كانت تلك الصور خالية من أي احترام للأخلاق البشرية.كانت تلك الظهورات تتهكم على شخصيات دينية وتاريخية.كانت تلك المشاهد المقززة تعرض في خلال الفقرات التي كانت تقدم فيها عروض فنية أو استعراضات خلال دخول موكب الفرق الرياضية.واحد من هذه المشاهد السخيفة هو شخصية ملكة فرنسا ماري انطوانيت وهي مقطوعة الرأس، وتبدو صورة ملكة التنانين وطريقة تجميلها مطبوعة على جسدها.كما حملت ملكات التنانين شعلة افتتاح الدورة الأولمبية. واستمرت هذه المشاهدات الاستفزازية في فقرات عدة خلال حفل الافتتاح إلا أنها وصلت ذروتها عندما تم تقليد لوحة فنان عصر النهضة ليوناردو دافنشي المعروفة باسم العشاء الأخير، عن طريق تجسيدها من قبل أشخاص لهم هوية المثلية الجنسية.هذه اللوحة تصور المسيح عيسى عليه السلام ويجتمع معه حول المائدة تلاميذه الحواريون قبيل كسرهم الخبز للاحتفال بعيد الفصح.سرعان ما شجب الملايين من المسلمين والمسيحيين في كل أنحاء العالم هذه الصورة المهينة لنبي الله عيسى عليه السلام.أطلق البعض على هذه الصورة المسيئة: الشذوذ القادم من أولمبياد باريس.وقدم أحد المحللين تفسيرا لظاهرة وجود رموز المثلية الجنسية في أولمبياد باريس كالآتي: كان هناك رجل ذو لحية يرقص بطريقة خليعة ويتصرف بطريقة خرقاء وكان جسمه مدهونا بلون أزرق، ثم تم وضعه على طبق، وكان يتم تقديمه مثلما يقدم الطعام، وكانت هناك حفنة من ملكات التنين الملثمات يسعين لالتهامه بشراهة، لم يكن هذا المشهد إلا مظهرا من سلوكيات الفجور.يتساءل الملايين من المسلمين والمسيحيين في جميع أنحاء العالم عن ما سوف يحدث من تهكم وسخرية من رموزهم المقدسة من قبل هؤلاء المنظمين لهذه العروض الفنية.وهذا يطرح عدة تساؤلات أولها لماذا تكون العقيدة الدينية موضوعا للتحقير في الأحداث الرياضية؟ ولماذا يتم تصوير الدين دائما بطريقة سلبية؟ يوجد خمسة مليارات من البشر يعتنقون الديانة الإسلامية والديانة المسيحية، لماذا لا يكون هناك تقدير لمشاعرهم الدينية؟ لماذا تفرض ثقافة المثلية الجنسية نفسها على حادث رياضي مهم وتعرض فرضيتها الحمقاء على غالبية البشر.هناك أيضا قضية مدى الحاجة إلى إقامة عروض فنية أثناء المسابقات الرياضية. إنه أمر غريب من فرنسا أن تقدم ثقافتها للعالم على أنها ثقافة مقيدة بالدفاع ولترقية المثلية الجنسية.الأمر بكل بساطة هو عدم وجود علاقة ما بين العشاء الأخير للمسيح عيسى ومسابقات رياضية مثل رمي الجلة أو رياضة عارضة المتوازيات وحصان القفز والعقلات الثابتة والحلقات. وصف بعض المعلقين السياسيين ليلة افتتاح دورة الألعاب الرياضية في باريس على أنها علامة على تدهور الحضارة الغربية.عندما تتهكم حضارة على القيم التي تشكلها فإن هذا دليل على فشلها أخلاقيا. يمتلك البشر إحساسا قويا بالكياسة والذوق العام، يستطيع الناس مشاهدة دورة الألعاب الأولمبية دون عروض فنية، أو مشاهدتها مع إقامة عروض فنية أثناء افتتاحها دون أن تحتوي على مواد تمجد ثقافة المثلية الجنسية.الثقافات هي التعبير عن معنى الحضارات، وهي وثيقة الصلة بمفهوم وروح القومية.وهذا يؤدي إلى سؤال عن لماذا تكون المثلية الجنسية هي أداة التعبير عن القومية الفرنسية والثقافة الفرنسية؟ وما تم هو أن المشاهدين قاموا بالمقارنة بما قامت به الصين من تنظيم دورة الألعاب الأولمبية في 2008 بأسلوب اتسم بالرقي والذكاء، خلافا لما قامت فرنسا بعمله في 2024.وحسب موقع إخباري من اليونان، هذه هي الشهادة على انهيار الحضارة والثقافة المسيحية في غرب أوروبا.من الواضح أن ثقافة الواك هي صناعة ضخمة، هي أيدلوجية خطيرة ومتطرفة وتستطيع تجنيد بعض الأشخاص عديمي المواهب، بعدها يصبحون صفوة ثقافية وإعلامية تحاول التضخيم من قوتها وتعمل على إفساد عقول الملايين من البشر.إنهم قادرون على مهاجمة من ينتقدهم ويفضح دعواتهم المخربة.يشاهد الناس برامج الترفيه والبرامج الرياضية لقضاء وقت طيب، وليس بغرض مشاهدة برامج تعرض سلوكيات غريبة تتناقض مع قيمهم.مرة أخرى تستخدم ثقافة الواك دعاوى أنها مضطهدة من قبل من يعارضها وتصفهم بالتطرف.العكس هو الصحيح: إن أي شخص يهاجم ثقافة الواك هو إنسان يتمتع بسلوك طبيعي وله الحق في حماية ثقافته وقيمه وعقيدته. تتميز مشاهد ثقافة المثلية الجنسية بالتفاهة والسطحية، وهي إهانة لمفهوم الثقافة الجادة التي أفرزتها الحضارة الغربية وتم التعبير عنها بوسائل عديدة في الفنون الجميلة والرسم والنحت والعمارة والأدب والنحت وغيرها من الفنون.للأسف سوف يتكرر ما حدث في افتتاح أولمبياد باريس في احتفالات رياضية في المستقبل، حتى يصبح شيئا طبيعيا.يحاول من خططوا لأولمبياد باريس أن يجعلوا من الاحتفال بالمثلية الجنسية أمرا يتم تكريمه وتطبيقه في كل الثقافات والحضارات.لكن الحضارات تقوم وتنهض بكفاح وتضحيات الأفراد العاديين وبذل مجهوداتهم الدائمة وتكريس إمكانياتهم المتواضعة.تم هذا عبر أجيال عدة وسنوات طويلة.ومن هذا المنطق ستقوم الحضارة العربية والإسلامية بهزيمة غرور وغباء الصفوة قليلة العدد القابعة على هرم الثقافة الغربية.mr_alshammeri@