هل ثمة حاجة لمركز وطني لمكافحة الإشاعات!
الاثنين / 23 / محرم / 1446 هـ - 23:23 - الاثنين 29 يوليو 2024 23:23
نشر الزميل رئيس التحرير موفق النويصر في منصة «إكس» حول استغلال بعض المواقع لبعض العناوين المثيرة من أجل كسب مزيد من المشاهدات فيما يخص الشأن السعودي في محاولة للتنبؤ بما يمكن أن يحدث في المستقبل القريب في المملكة، ولأن هذه المواقع ليست سعودية، كما أنها تستهدف الإعلان والنقرة على الموقع فقط، حيث هذا هو مصدر الدخل الوحيد الذي يجعلها تجمع بعض الإعلانات الآلية البسيطة المرتبطة بعدد مرات الظهور، مستغلة أيضا اندفاع الناس نحو هذه الأخبار غير الموثقة، وربما في مفهوم واحد من مفاهيم ذلك المنشور لرئيس التحرير هو كيف يمكن مقاومة هذه الإشاعات؟ بالإضافة لمنطوق المنشور لرئيس التحرير وهو ضرورة دعم الصحافة الرسمية لتستمر مصدر الخبر الموثوق، وأنها المعتمد الأساسي في وجهة نظر الدوائر الرسمية، وأنها الوسيلة الموثقة ذات المسؤولية الواضحة عندما تنقل وتحلل الخبر.أشير إلى أن ما يجعل هذه المواقع عديمة الأهمية (مواقع الإشاعة والإثارة الصفراء الالكترونية) هو مقاومة الإشاعة وفق عمل مؤسسي منظم، وليس اجتهادات وزارية أو حتى على نطاق مؤسسات القطاع الخاص أيضا التي يطالها بعض هذه الإشاعات، يبدو الحاجة ملحة لإنشاء مركز وطني لمكافحة الإشاعة هدفها نفي الإشاعات من جهة وحصر الإعلان عن منجزات هذه الوزارات والقطاعات الحكومية وحتى بعض المؤسسات في القطاع الخاص على قنوات النشر الرسمية، ولعل أهمها هي الصحف اليومية التي تمثل الواجهة الرئيسة للإعلام الرسمي.هذا المركز - الذي أقترحه الآن - وربما يكون موجودا بطريقة ما، لكنه لم يأخذ ما يستحق من تسليط الضوء عليه والمسؤوليات، يمكن أن يحمل أهدافا كبيرة جدا منها على سبيل المثل تأهيل ممثلي التواصل المؤسسي في القطاعات الوزارية حول التعامل الأمثل مع هذه الإشاعات، والتسريع أيضا الذي يقطع دابرها، كما يكون من أهدافه أيضا رفع مستوى وعي الناس في تلقي المعلومة – بما فيه ذلك خطط الوزارات المستقبلية – من مصدرها الرئيسي أو الرسمي الوطني بدلا من الإذعان للغة الإثارة التي تنتهجها مواقع لا تخضع لشروط ومتابعة وزارة الإعلام بحكم أنها خارج النطاق الإقليمي للمملكة، ويمكن أن يكون من أهداف هذا المركز أيضا تحليل مصدر هذه الإشاعات وأساليبها، وقطع الطريق عليها بالطرق النظامية الدولية، كما يمكن أن يكون من آليات العمل لهذا المركز هو متابعتها ومطالبة الجهات بالإفصاح أو التوضيح أو النفي – مهما يكن من أمر – تجاه هذه الإشاعات وألا تقف تلك الجهات وقفة سلبية لا طائل من ورائها.كما يمكن أن تستهدف مثل هذه المراكز أن يكون لديها الخطوة الاستباقية لقطع الطريق على مصادر الإشاعة من خلال تمكنها من تحليل الخطاب وقطع الطريق عليه من مصادره الأصلية والتنبؤ بمستقبل هذه الحيل الرخيصة التي تستهدف الوطن والمواطن، ولا شك أن هذه المراكز لها دورا كبيرا أيضا في الأزمات إذ يعول عليها كثيرا أن تتعاون مع أجهزة أخرى حكومية من شأنها أن تسيطر على الإشاعة وتضبط إيقاع الخبر في البلد وأن تحد من مرتزقة الخارج على حساب تلهف المواطن على أخبار ليست حقيقة.يمكن أيضا أن تكون من أهداف المركز إنشاء منصة بحثية علمية أكاديمية بفضل (الداتا) والإمكانات التي يحملها لتزويد الباحثين في الجامعات السعودية لتطوير آليات مكافحة الإشاعة علميا وتقديم التوصيات العلمية الخاصة بهذه الدراسات لمراكز اتخاذ القرار والتوجيه حيالها بما ينفع المواطن، والذي لا شك فيه أن مثل هذه المراكز لن تحجب الإشاعة ولن تلغيها ولن تختفي؛ لكن سيكون لها القدرة في المستقبل على التقليل بشكل كبير جدا من آثارها ورفع الوعي خاصة إذا ما دعمت هذه المراكز بشكل كبير جدا يجعل منها مؤسسة قوية تسهم بشكل كبير في رفع مستوى العمل الإعلامي الحكومي والداخلي.أخيرا، إن نشر الأخبار أولا في المنصات الدولية قبل المنصات المحلية – بما في ذلك الصحف المحلية- يعزز من مكانة المواقع الدولية، ولو حدث العكس وتم عمل ترتيب زمني للنشر، كتعزيز المصدر الرسمي المحلي مع بقاء المنصات الدولية حاضرة ليس دعما لها بل لأن حضور الناس هناك ربما يكون أكثف!Halemalbaarrak@