الرأي

ملامح على جدار الذكريات

عبدالله السحيمي
قد نختار الكلمات بعناية؛ ‏لكننا لا نحتار في اختيار الشخصيات!‏البعض في كل حالاته قصة نجاح وكفاح، ورسالة طموح وتجدد.‏اعتنوا بأولئك الذين ينتزعون منكم قلق الشعور وتردد الاختيار.. عليكم بهم فإنهم إشراقة أمل لا تغيب.‏سأختار الذين لم يحسنوا الظن بي، لأقول لهم: ‏ليس كل الظن إثما!‏يليق أن تصمت أمام البعض مهما كانت الظروف.. ‏الصمت ليس هروبا ولا موافقة ولاعدم القدرة في الرد! ‏الصمت قد يكون إكبارا وإجلالا لمن هو أمامك.‏تأتين في زحام الصمت.. ‏ والصورة قد غابت،‏ تأتين والملامح القديمة لا تلفت الانتباه، ‏وأحلام ذلك الماضي ينساب على جدار الذكريات!‏تأتين وكحل عينيك ينصهر على دموعك كدواء يقيك ألم الوجع،  ‏تأتين حاضرة غائبة وكل حالاتك تنتزع منها ما كان وما سيكون! ‏حينها نقف على بوابة الممكن لنقول: كنا هنا ولم نكن هناك.. وقد خفتت حتى الذاكرة من استعادة ما يسرها!‏أحيانا قد لا تكون الأمور على ما يرام! ‏لكن الذي لا يرام هو خطواتك الواثقة التي تتجاوز فيها كل ما يمر من صعوبة وتحد.‏لا تنتظر.. ‏لا تنتظر من أحد أن يواسيك ‏أو يشاركك ‏أو يساعدك ‏أو يقف معك.‏لا تعش.. ‏لا تعش لحظة الانكسار ‏أو تقترب من رائحة الخذلان ‏أو تطالب بلحظة الوقوف من أشخاص بعينهم، كن في حالة من التقبل، ‏كن في حالة من استقبال التلاشي وعدم الاهتمام، ‏الأرض رحبة ‏ومتسعة للجميع، ‏ومن راح  كل الطرق تتسع.‏أصعب ما يكون.. ‏أن يصرف عنك محاولة التنازل ‏وحتى العفو لا يشملك!‏بعض الجروح لاعلاج لها سوى المغادرة.‏يهزمني الشعور المختلف،‏ يوقفني الإحساس الصادق، ‏ينتزع مني الغياب أشياء كثيرة أهمها زرع الصراع المتباين بين لحظة الوجود وأسلوب التعامل.‏أستشرف لغة خفية سطت على  توجهي وأقامت على مشارف مدينتك لكي أنتزع منها ما آسرني!‏مترددا في البوح، منطويا على أسئلة تصنعها الظروف..  ‏بدأت أسلم أن القلوب تمل، تنتهك، يتم الاعتداء عليها وتكتب نهايتها حينما يتوقف البوح المتبادل.‏خفت صوته واختفى حضوره.. ‏تلك سُنة الحياة من ضعف إلى قوة إلى ضعف ثم وداع!‏من يهزمه الفقد. ويتعبه الوداع عليه أن يستنطق ما يتركه ويبقيه؛ لأنه الأثر الذي يذكره الغير ويستذكره عنك.‏القدرة على أن تجيد التصريف لكل سؤال والإجابة بمهارة للتخلص من إحراج أو الهروب من تقديم معلومة هي ليست مهارة لكنه سلوك لا يليق بك واستمرارك عليه يتحول إلى نتيجة اكتشاف تنهار فيها مكانتك.‏أعدت ترتيب الأشخاص، ‏بعضهم تقدم، ‏وقلة تأخروا.. ‏والكثير منهم لم أجدهم!‏لم يعد ما بيننا سوى حدث مضت أحداثه كساعة انقضت ويوم انتهى وشهر ذهب وعام أُسدلت أحداثه!‏على إثرها.. ‏كان أثرها!‏حقيقة المشهد الذي تكونه ويتكون لك ولو بعد حين.‏لن تمنعك مخاوفك من حدوث ما لا تريد.. ‏كل نازلة لا تخلو من الخير فيها منعا وقبولا.. ‏لا تعول على الغير كثيرا.. ‏مهما كانت درجته ومقامه!‏تجد من يجاملك ‏ومن يحسن التعامل معك ومن يرغب في خدمتك ‏لكن جميع ذلك ومضة تختفي تدريجيا!‏اعتمد وتعمد أن تبتعد عن اللوم ولا تستند على أحد ‏والأجمل ألا تنتظر أحدا!‏الألم يصنع منك شخصية مقاومة بعد أن تدفع ثمنها، ‏التعامل يعلمك أن تنجبر على أن تتعامل مع نوعيات ليست في القائمة.‏قد تحتاج ألا تسمع كل ما يقال ولا تعتني بما يحدث لكنك تدرك أن الأمور تسير.. ‏الخيبات والصدمات وفواجع التصرفات تتيح لك بأن تتقبل كل شيء أردته أو رفضته.‏حين تخسر تجد لافتات اللوم وقبلها قد يصعب أن تجد من يقدم لك حتى الثرثرة المجانية.‏ميزانك في نظر الغير قد لا يحقق لك عدالة أنت أولى بها!‏أن تثير شجن أحدهم بموقف جميل وبكلمة أجمل وبأسلوب أرقى هو القدرة على التأثير في الآخرين!‏الأسلوب حياة أخرى.. ليس هناك مجهود تبذله في ترك أثر تجاه من عرفك ومن لايعرفك سوى النية الطيبة.ليس هناك أصعب من أن تكون في اختيار قطعي ينهي مشوار علاقة أو اتفاق عمل أو نهاية مهمة أو مغادرة دون رجعة.طيب المعشر وحسن التعامل ونقاء السريرة  سمات تنتزع الاستحقاق في كل الأحوال.Alsuhaymi37@