العالم

من يقف وراء مجزرة الجولان؟

3 روايات متضاربة وتبادل اتهامات بين حزب الله وإسرائيل.. وحرب جديدة تلوح في الأفق

تشييع جنازة شباب وأطفال مجدل شمس بالجولان (د ب أ)
فيما اشتعلت الاتهامات بين حزب الله اللبناني والاحتلال الإسرائيلي حول مرتكب مجزرة الجولان السورية التي راح ضحيتها 12 شخصا، تتجه الأنظار نحو الحدود الإسرائيلية اللبنانية وسط توقعات بساعات ساخنة ربما تتحول إلى «حرب تموز» جديدة بعد عملية مجدل شمس في الجولان.لم يكد يهدأ غبار الصاروخ الذي سقط على ملعب لكرة القدم في تلك القرية، حتى سارعت تل أبيب لتوجيه أصابع الاتهام إلى حزب الله اللبناني، محملة إياه المسؤولية ومتوعدة بتكبيده ثمنا باهظا، على الرغم من نفي الحزب نفيا قاطعا مسؤوليته عن الهجوم الذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وتأكيد الجانب السوري على أن الفاعل هو المحتل الإسرائيلي الذي يشعل نار الفتنة في المنطقة.رواية سوريافيما شيع الآلاف من أبناء الجولان السوري ووفود من الداخل الفلسطيني أمس شهداء بلدة مجدل شمس الذين ارتقوا في الملعب البلدي أمس الأول، ظهرت 3 روايات للحادث الإجرامي الذي راح ضحيته 12 شهيدا.وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن أهالي الجولان الذين تجمعوا في ساحة سلطان باشا الأطرش لتشييع 12 شهيدا من شهداء المجزرة الإسرائيلية، نددوا بالعمل الوحشي بحق أبنائهم، والذي استهدف المدنيين العزل والأطفال الذين هم عماد المستقبل.ووفق الوكالة «شيعت قرية عين قنية الشهيد الشاب ناظم فاخر صعب الذي كان موجودا في الملعب لحظة انفجار الصاروخ الاعتراضي الإسرائيلي».وأعلن وجهاء وشخصيات أهلية أن أبناء الجولان لن يقعوا في فخ مخطط الرواية الإسرائيلية الرامية لتبرير الاستمرار بالإجرام والمجازر وتوسيعها والتلطي خلف المدنيين لتحقيق ذلك، مؤكدين أن العدو الإسرائيلي ومنذ زمن بعيد يعمل على إشعال الفتن وتفتيت المنطقة واستهداف مكوناتها.رواية لبنانتطابقت الرواية السورية مع اللبنانية، وأكد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان أن ما حدث في مجدل شمس ما هو إلا محاولة خسيسة فاشلة لسلخ الجولان العربي السوري عن طبيعته الجغرافية وامتداداته العائلية، وهو الذي كان وما يزال يرفض التواطؤ على هويته السورية العربية.ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن أرسلان قوله، في بيان تعليقا على الأحداث التي شهدتها مجدل شمس في الجولان المحتل وسقوط عدد كبير من المدنيين الأبرياء، «الجولان لن يقع في فخ مشروع إسرائيل للتظاهر بحماية الأقليات التي لا تبتغي منه إلا تفتيت المنطقة إلى دويلات تحمي حدوده المزورة».وأضاف «نعد أن محاولات إسرائيل المتكررة للتخفي خلف المدنيين للخروج من مأزقها المدان لدى كل شعوب العالم الحر لن تمر وسيرفضها الجولان بشبابه وشيبه حتى التحرير الكامل، كما سنرفضه نحن دائما وأبدا وهذا تاريخنا الذي تعودناه ولسوف نعتنقه نهجا شريفا طالما حيينا».وأكد أرسلان أن كل الأحرار في العالم والوطن العربي، وخصوصا المعروفين الموحدين الوطنيين العروبيين هم قلبا وقالبا مع أهلنا في الجولان البطل، وهو عمق مقاومتنا الشريفة، وجزء لا يتجزأ من الأراضي المحتلة التي لن تعود إلى كنفها الطبيعي إلا بالصمود والمقاومة.رواية الاحتلالفي المقابل حمل الاحتلال الإسرائيلي حزب الله اللبناني مسؤولية الحادث، وقال إن الصاروخ الذي قتل 12 شابا وطفلا، في مرتفعات الجولان، كان مجهزا برأس حربي، يزن أكثر من 50 كجم.وذكر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن الجيش يزيد استعداده للمرحلة التالية من القتال في الشمال، في أعقاب هجوم صاروخي مميت شنه حزب الله على بلدة مجدل شمس.وأضاف في بيان بالفيديو من الموقع «نعرف تحديدا من أين تم إطلاق الصاروخ. إنه صاروخ من حزب الله. ومن يطلق مثل هذا الصاروخ على منطقة حضرية، يريد قتل مدنيين ويريد قتل أطفال»، وتابع «لقد فحصنا بقايا الصاروخ هنا على جدار ملعب كرة القدم، نعرف أنه صاروخ فلق مزود برأس حربي يزن 53 كجم».وتابع «نحن نعطي القوة للمجتمع الدرزي، شريكنا الكامل الشجاع، مع باقي مواطني إسرائيل»، وأضاف «نحن نعرف كيف نهاجم حتى من مسافة بعيدة جدا من دولة إسرائيل، ستكون هناك المزيد من التحديات، إننا نزيد من استعدادنا»خطوط حمراءقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اختصار زيارته لواشنطن وأجرى مشاورات أمنية لتقييم الوضع، ليتوعد بأن حزب الله سيدفع ثمنا باهظا لم يدفع مثله حتى الآن، كما توالت التهديدات وعد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله تجاوز الخطوط الحمراء وسيلقى ردا مناسبا».وقال كاتس «نقترب من حرب شاملة ضد حزب الله... سنرد دون سقف... علينا الاستعداد لتكبد خسائر كبيرة في الجبهة الداخلية»، واصطفت المعارضة وراء الحكومة وقال زعيمها يائير لابيد إن الوضع في الشمال لا يمكن أن يستمر على هذا النحو، وعلى الحكومة الإسرائيلية أن تضع حدا لهذه الفوضى، وعلى العالم أن يقف إلى جانب إسرائيل في الدفاع عن نفسها.ووصف جيش الاحتلال الإسرائيلي ما حدث بأنه حادث خطير للغاية، ونحن نستعد للرد بشكل كبير على مقتل الأطفال... يبدو أن الصاروخ الذي سقط كان ثقيلا.هل تدق طبول الحرب؟
  • الاحتلال الإسرائيلي توعد بحرب شاملة مع حزب الله.
  • عبرت الإدارة الأمريكية عن قلقها العميق من أن يكون الحادث شرارة اندلاع الحرب.
  • أدانت الحكومة اللبنانية كل أعمال العنف والاعتداءات ضد المدنيين.
  • أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن لبنان ومقاومته ملتزمون بعدم استهداف المدنيين.
  • نفى حزب الله المسؤولية عما حدث في مجدل شمس.
  • وصفت إيران الرواية الإسرائيلية بأنها مسرحية افتعلها النظام الصهيوني.
  • يرى مراقبون أن حادث مجدل الشمس سيشكل نقطة تحول دراماتيكية في الصراع.
علامات استفهامذهبت تقديرات إلى أن الصاروخ ربما يكون إسرائيليا وأنه كان أحد الصواريخ التي أطلقتها القبة الحديدية لاعتراض صواريخ أطلقها حزب الله على أهداف عسكرية، مستندين إلى أن حزب الله لا يخفي عملياته التي بدأها في الثامن من أكتوبر، إسنادا لحركة حماس في الحرب التي أعلنتها عليها إسرائيل.وقال رئيس المبادرة الدرزية غالب سيف إن الصواريخ التي تسقط على القرى الدرزية والجليل هي صواريخ اعتراضية إسرائيلية، ودائما تتسبب في أضرار فادحة في الأماكن والأرواح.ووسط التأكيدات الإسرائيلية على أن الصاروخ أطلق من جنوب لبنان، أثيرت تساؤلات بشأن عدم قدرة الدفاع الجوي الإسرائيلي على رصده واعتراضه، لتطرح علامات استفهام جديدة بشأن كفاءة منظومات الدفاع الجوي التي أخفقت أخيرا في رصد واعتراض عدد من الصواريخ والمسيرات التي يطلقها ما يسمى بمحور المقاومة على إسرائيل، سواء كانت من قبل حزب الله في لبنان أو جماعة الحوثيين في اليمن.