الرأي

عاد والعود ترمب

علي المطوع
يعود المشهد الانتخابي الأمريكي هذه المرة بالوجه الجديد/ القديم دونالد ترمب؛ ليكون على بعد خطوات زمنية تفصله عن الجلوس في البيت الأبيض لأربع سنوات جديدة، زاد من حظوظه محاولة اغتياله الأخيرة والتي نجحت في تقديمه كفارس مغوار لعموم الشعب الأمريكي، والتي أهلته ليكون بطل أمريكا المقبل.كعادة الأحداث التاريخية المفصلية في العالم، فإن تناولها يبدأ من خلال وصف ما حدث، ثم تبدا جهة أخرى في التشكيك بما حدث، ثم تنضج الرواية لتصل وبعد زمن طويل إلى الرواية الأقرب للحقيقة، اليوم رواية ترمب هي السائدة في الأوساط الأمريكية والتي تقول إن الديموقراطيين وبقيادة بايدن لا يريدونه رئيسا للأمريكيين، مع ظهور رواية موازية تقول إن ما جرى كان حادثا ملفقا،وفي كلتا الحالتين تمضي حظوظ ترمب إلى البيت الأبيض؛ ليكون ساكنه الجديد بعد السباق الانتخابي المقبل.آخر محاولة اغتيال لرئيس أمريكي كانت لرونالد ريجن، وقد نجا منها بأعجوبة عجيبة، وبعدها حصل على ثقة الناخب الأمريكي ليبقى في البيت الأبيض لأربع سنوات أخر، فهل كانت تلك الرصاصات التي اخترقت جسده عروبون بقائه في البيت الأبيض كل تلك المدة؟!.يقولون في علم الجريمة «إذا أردت أن تعرف من المسؤول عن جريمة ما فابحث عن المستفيد؟»، وفعليا فإن إزاحة ترمب عن السباق الانتخابي تصب في صالح الديموقراطيين وعلى رأسهم رئيسهم المترهل ذكرا وذاكرة جوزيف بايدن، لكن المنطق ينفي شبهة تورط الديموقراطيين في هذه الجريمة التي زادت ولا شك من أسهم ترمب وفرصته في الفوز بولاية رئاسية جديدة.إذن هل هناك مستفيد من قتل ترمب؟ لا شيء يلوح في الأفق حتى هذه اللحظة لتحديد هوية من يقف خلف هذه المحاولة الفاشلة والتي راحت ضحيتها الديموقراطية المزعومة وآلياتها الغربية التي كانت ومازالت تنحاز للأكثر قدرة على تحقيق ما يراد من المرحلة تحقيقه وإنجازه.ماذا عن الدولة العميقة المتغلغلة أثرا وتأثيرا في النسيج الأمريكي الشعبي والسياسي، هل لها علاقة بما حدث؟، ربما لا وربما نعم، وبين لا ونعم يكمن الغموض في هذه الواقعة وما قبلها وما بعدها.أحد البسطاء يقول إن ما حصل لترمب ما هو إلا (قرصة أذن) قبل أن يعود إلى البيت الأبيض من جديد، وبسيط آخر يقول إنها تمثيلية محبوكة السرد والإخراج، فالمكان والزمان لا يصلحان إلا لإعادة تأهيل ترمب من خلال حدث دراماتيكي خطير مثل هذا، ليصبح بموجبه المدافع الأول عن الديموقراطية العرجاء في بلد لا يعمل بها ويؤمن، إلا من خلال (الأغبلية) على رأي الفنان محمود عبدالعزيز في فيلمه الشهير (أبو كرتونه)، والإعلام المتحرر هو من يشكل هذه الفئة لتكون مع هذا أو ضد ذاك.alaseery2@