الرأي

المناظرات الرئاسية الأمريكية والطريق نحو البيت الأبيض

غزل اليزيدي
تعد انتخابات الرئاسة الأمريكية الحالية هي الانتخابات رقم ستين في تاريخ البلاد، ومن المقرر إعلان نتائجها النهائية بتاريخ الخامس من نوفمبر لهذا العام.في مارس الماض تم الإعلان عن ترشح كل من الرئيس الحالي جو بايدن عن الحزب الديموقراطي، بينما ترشح منافسه في الانتخابات السابقة، الرئيس السابق دونالد ترمب عن الحزب الجمهوري، في حين ترشح روبرت إف كينيدي جونيور كمستقل.هذا التنافس السياسي بين المرشحين، ترمب وبايدن، سيكون الثاني لهما بعد السباق الرئاسي في انتخابات عام 2020، أيضا، سيكون ترمب الرئيس الخامس في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية الذي يسعى لرئاسة ثانية غير متتالية، وفي حال فوزه في الانتخابات الحالية فسيكون ثاني رئيس بعد جروفر كليفلاند يفوز بفترتين غير متتاليتين، حيث فاز كليفلاند بالرئاسة في انتخابات عامي 1888 و1892.حتى الآن يعد كل منهما اسما مرشحا بقوة عن حزبيها خلال فترة الانتخابات التمهيدية الحالية، حيث لم يتم اعتماد الأسماء النهائية للمرشحين الرئاسين رسميا بعد، والتي من المرجح اعتمادها عن الحزب الجمهوري خلال مؤتمر الحزب في يوليو والذي سيعقد في ولاية ويسكنسن، بالإضافة لإعلان اسم نائب الرئيس المرشح، وذلك بالرغم من إعلان اسم دونالد ترمب كمرشح عن الحزب في نوفمبر 2022، وبالنسبة للمرشح الرئاسي عن الحزب الديموقراطي فسيتم اعتماده قبل مؤتمر الحزب في أغسطس في ولاية ألينوي، مما يؤكد صحة فرضية تغير أحد مرشحي الحزبين أو كليهما حتى بعد خوض المناظرة الرئاسية الأولى في الانتخابات الرئاسية التمهيدية ولحين انعقاد مؤتمر الترشيح.طبقا للتقاليد المتبعة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فعلى المرشحين لمنصب الرئاسة خوض ثلاث مناظرات، بالإضافة لمناظرة رابعة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس، حيث إن للمناظرات الرئاسية دورا لا يستهان به في التأثير على آراء الناخبين الذين لم يحسموا رأيهم على أحد المرشحين بشكل نهائي.تم انعقاد المناظرة الأولى بتاريخ 27 يونيو، واستضافتها محطة سي إن إن، كما تم تحديد موعد المناظرة الثانية بين المرشحين لمنصب الرئاسة بتاريخ العاشر من سبتمبر، وستستضيفها محطة أي بي سي.تم إجراء المناظرة الأولى بعد أن فرضت محطة سي إن إن على كلا المرشحين الفوز المبدئي في عدد معين من الولايات مما يؤهلهما ليكونا من أقوى المرشحين، بالإضافة للحصول على ما لا يقل عن 15% من أصوات الناخبين في أربعة استطلاعات رأي رسمية مختلفة، بينما اشترطت محطة أي بي سي على المشرحين الفوز المبدئي في عدد كاف من الولايات والذي يؤهلهما للحصول على مالا يقل عن 270 صوتا في المجمع الانتخابي.هذه الاشتراطات أنهت فرصة المرشح المستقل روبرت كيندي من خوض غمار المناظرات الرئاسية مع باقي المرشحين نظرا لافتقاره لهذه الشروط كمرشح قوي.تتميز المناظرة الأولى بأنها الأولى التي تتم بدون حضور جماهيري، لضمان الاستغلال الأقصى لمدة المناظرة وهو 90 دقيقة دون مقاطعة من الجمهور، حيث لن يكون هناك أي فاصل باستثناء فاصلين إعلانيين، كما لن يكون هناك أي وقت مستقطع أو لقاء للمرشحين مع مساعديهما حتى وقت الاستراحة كي لا يتم التأثير على آرائهما، أيضا لن يكون هناك أي كلمة افتتاحية للمرشحين، ولكن سيكون لكل منهما دقيقتان بعد الانتهاء، بالإضافة لهذا، سيتم إغلاق مايكرفون المرشح عند بدء خصمه في الحديث حتى لا تتم مقاطعته، على أن يكون لكل منهما دقيقة للرد على آراء بعضهما.تعد هذه المناظرة هي الأولى التي تنظمها وتشرف عليها محطات تلفزيونية وليست لجنة المناظرات الرئاسية غير الحزبية والتي تولت مهمة التنظيم والإشراف على المناظرات منذ عام 1988م، كما تعد الأولى التي تحدث بين مرشحين في الانتخابات التمهيدية، وقبل خمسة أشهر من بدء التصويت في نوفمبر 2024، وذلك بطلب من الحزب الديموقراطي، حيث جرت العادة أن تقام المناظرات في شهري سبتمبر وأكتوبر بعد انعقاد مؤتمر الترشيح للحزبين وإعلان أسماء المرشحين بشكل رسمي.تمت المناظرة الأولى بين المرشحين وسط ترقب واهتمام داخل وخارج الولايات المتحدة، تم تقدير عدد المشاهدين داخل الولايات المتحدة عبر التلفاز بحوالي 48 مليونا، وكانت نسبة التأييد بين المرشحين قبل المناظرة متقاربة، حيث كان الفارق بينهما 0.1 نقطة مئوية، بنسبة 41% لترمب و 40.9% لبايدن، من أبرز المواضيع التي تمت مناقشتها هي: السياسة الخارجية، الرعاية الطبية، الهجرة، أمن الحدود، تغيرات المناخ، التعليم، حقوق المثليين، والإجهاض.أما بعد الانتهاء، وحسب استطلاعات الرأي لشبكة سي إن إن، فقد كان أداء ترمب أفضل بشكل عام بنسبة 67%، بينما حصل بايدن على نسبة 33%، هذا الأداء غير المرضي لبايدن كان بسبب التوتر والتشتت الذي كان يغلب عليه أغلب الوقت، بالإضافة لهذا، فإن المناظرة لم ترق للتطلعات، حيث تم تبادل الإهانات بين المرشحين أغلب الوقت بشكل جعل الرأي العام الأمريكي غير راض عن أداء مرشحيه، والذي افتقر للاحترافية التي سادت المناظرات الرئاسية سابقا، أيضا تبع ذلك انتقادات غاضبة لأداء بايدن من قبل الناخبين وقيادات الحزب للمستوى الذي كان دون التوقعات.ختاما، نتيجة لغضب وخيبة آمال الناخبين التي وجهت لقيادات الحزب لإخفاقهم في اختيار مرشح ملائم، فقد بدأت المطالبات من قبل كل من الناخبين الديموقراطيين، أعضاء الحزب، المانحين والممولين بتعين مرشح رئاسي جديد، من ضمن الأسماء التي تم ترشيحها عوضا عن بايدن نائبة الرئيس كامالا هاريس، حاكمة ميشغان جريتش ويتمر، حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، وحاكم إلينوي جيه بي بريتزكر، كل هذه الأسماء مطروحة بقوة للتداول في الحزب، وسيتم الكشف عن المرشح الرسمي في وقت ما قبل انعقاد مؤتمر الحزب في شيكاغو في التاسع عشر من أغسطس والذي سيحسم اسم المرشح النهائي للرئاسة في الحزب الديموقراطي.g_alyazidi@