الرأي

خسائرنا من الحوادث المرورية

شاهر النهاري
في وقتنا الحالي ما زلنا نسمع أرقاما مفزعة عن ضحايا الحوادث المرورية، والإصابات الناتجة عنها، رغم أن الدولة السعودية تبذل جهودها في إعادة تأسيس البنى التحتية للشوارع وتأمين أسس السلامة، ومستلزمات الرقابة داخل وخارج المدن، ورصد وتجريم التجاوزات المرورية، وتطبيق الفحص الدوري للسيارات، ولكن كل ذلك ما يزال أقل مما يرتجى.للأسف فحتى الإحصائيات لا يتم تحديثها بشكل دوري، وآخر ما قرأنا في منتصف سنة 2023م: انخفاض نسبة ضحايا الطرق إلى 35%، بعد تراجع أعداد وفيات حوادث الطرق من (9311) في عام 2016 إلى (6651) عام 2021، وفقا لما أعلنته منظمة الصحة العالمية.وهذا الرقم ما يزال يعد مرتفعا، بالإضافة لما يتبعه من أعداد المصابين بالجروح والكسور والإعاقات المؤقتة والدائمة.وكانت الحكومة السعودية قد حددت مع منظمة الصحة العالمية هدفها المنشود متمثلا في الوصول إلى خفض الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق بنسبة «50%» بعام 2023 والتطلع لخفض أكثر تماشيا مع الرؤية لتحقيق أفضل سلامة مرورية ممكنة عام 2030م.موقع مرور الرياض على موقع وزارة الداخلية، ينقل عن منظمة الصحة العالمية، أن الحوادث المرورية «وباء المجتمعات المتمدنة»، ويشير إلى أن الحوادث المرورية ازدادت عالميا خلال السنوات الماضية.ويحدد الموقع أن أكثر من خمس الحالات، التي يقوم بإسعافها الهلال الأحمر السعودي تقع تحت بند «حوادث المرور».وأن ست حالات من بين كل 8 إصابات تتسبب فيها الحوادث المرورية، بينما نجد النسبة العالمية إصابة واحدة من كل 8 حوادث!ويحدد الموقع أن ما نسبته 4.7% من الناتج الوطني السعودي يتم فقده جراء الحوادث المرورية، بينما لا يتجاوز 1.7% في كل من أستراليا وإنجلترا وأمريكا.وقد أوجدت وزارة الداخلية شركة نجم، التي توالي حضور الحوادث البسيطة والمتوسطة، والتي لا يوجد فيها إصابات عنيفة، كما تم ربط أعمالها بشركات التأمين وعمليات إصلاح المركبات، ودون إزعاج إدارة المرور.كما تتولى الشركة تحريك المركبات المصدومة في الحوادث البسيطة، بعد التقاط الصور واتفاق الأطراف على كيفية وقوع الحادث، في محاولة لتقليل خطورة تعطيل مسارات المرور، المنتجة لحوادث أكثر.ولا شك أن التنظيمات والإجراءات الخاصة بالحوادث المرورية، أصبحت أفضل، ولكنها ليست الأفضل، ولا غاية المتأمل.الهلال الأحمر له دور عظيم يتحدد بسرعة الانتقال لمكان الحادث والمعالجة الأولية، وتخفيف سوء النتائج، عبر تدريب وتمكين الأفراد الصحيين المتخصصين، وسرعة نقل المصابين لأقسام الطوارئ في المستشفيات.ووزارة الصحة تبرز أدوارها بقدر مهنية العاملين في أقسام الطوارئ وسرعتهم، واستخدامهم أحدث الطرق والأجهزة وأدق الوسائل، للتقليل من مضاعفات الحوادث، في الساعة الذهبية الأولى، والتدخل المدروس وإثبات القدرة وتقديم أفضل الرعاية والعناية، لتقليل حالات الموت ومضاعفات العجز.ما يفعله الهلال الأحمر ووزارة الصحة يتحسن، ولكنه أيضا لا يعني تكامل التمكن والجودة، فما زالت أرقام الموتى وأعداد المصابين كبيرة، لا توازي ما تبذله الدولة، من جهود تسعى للتمكن والقدرة والتميز، والتي لا تتحقق بمجرد التفاؤل وفرض العقوبات، بل باتباع الخطوات العلمية الدقيقة والإخلاص في ترقية درجات التناول والمعالجة المتخصصة متكاملة درجات التخطيط والتعامل الميداني بشكل إنساني علمي حريص، يجعلنا نحوز أفضل النتائج إقليميا وبالتالي عالميا.shaheralnahari@