العالم

من يقف وراء محاولة اغتيال ترمب؟

سياسيون جمهوريون يتهمون بايدن.. وموجة تضليل واسعة تجتاح وسائل التواصل عالميا

ترمب بعد نجاته من حادث الاغتيال (د ب أ)
فشلت أجهزة المخابرات الأمريكية ووسائل الإعلام الغربية في تقديم إجابة واضحة عن السؤال العريض الذي يشغل العالم حاليا، وهو: من يقف وراء محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الحالي دونالد ترمب؟وفيما كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي أن المتورط في إطلاق النار على ترمب خلال التجمع الانتخابي هو شاب عشريني يدعى توماس ماثيو كروكس من ولاية بنسلفانيا، ترددت إدعاءات لا أساس لها من الصحة على منصات التواصل الاجتماعي حول الحدث، حصدت ملايين المشاهدات، حسب وكالة «بلومبيرج» الأمريكية.وخرج ترمب من المستشفى، بعد نقله إليها مصابا في أذنه اليمنى جراء إطلاق النار، وزعمت منشورات على منصات التواصل الاجتماعي، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، حرض على إطلاق نار على التجمع، وذكر آخرون أن الحادث كان مسرحيا، أو نشروا منشورات تحدد هوية مطلق النار بشكل خاطئ، دون أن يقدموا دليلا.معلومات زائفةوبالتواكب مع الإدانات الواسعة لزعماء وصناع القرار في العالم لحادث محاولة الاغتيال، نقلت وكالة أنباء «بلومبيرج» عن غراهام بروكي، المدير الأول مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي التابع للمجلس الأطلسي، والذي يدرس المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، قوله «في أي حدث سريع التطور، لا محالة يكون هناك تدفق كبير للمعلومات الزائفة أو غير المؤكدة، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي».وزعم العديد من السياسيين عبر منصة التواصل الاجتماعي «أكس»، بأن بايدن أو حملته يقفون مباشرة وراء إطلاق النار دون تقديم أدلة، وكتب النائب الجمهوري عن ولاية جورجيا، مايك كولينز «أرسل جو بايدن الأوامر»، في حين كتب السيناتور عن ولاية أوهايو، جيه دي فانس، وهو أحد أبرز المنافسين لمنصب نائب الرئيس لترمب، أن خطاب حملة بايدن «أدى مباشرة إلى محاولة اغتيال الرئيس ترمب».متطرفون يساريونوأشار النائب الجمهوري عن ولاية تكساس، روني جاكسون، إلى شخصيات يسارية متطرفة لم يسمها، اتهمها بـ»المسؤولية المباشرة» عن الأحداث التي وقعت في تجمع حملة ترمب الانتخابية، وحصدت منشوراتهم على «إكس» أكثر من 7.3 ملايين مشاهدة، وفقا لبيانات منصة التواصل الاجتماعي.وزعمت منشورات على منصات «إكس» وتلغرام و»غاب»، بأن مطلق النار يدعى «مارك فيوليتس»، ووصفته بأنه «متطرف معروف في حركة (أنتيفا) اليسارية»، وحسب شبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية، فإن الشخص الذي تم التعرف عليه بشكل خاطئ والذي تم تداوله في منشورات تضمنت صوره، هو ماركو فيولي من إيطاليا، وهو أحد مستخدمي موقع «يوتيوب».وأعلن مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي بعدها، أنه حدد هوية «الشخص المتورط» في محاولة اغتيال الرئيس السابق، ويدعى توماس ماثيو كروكس، ويبلغ من العمر 20 عاما.حادث مدبروتم تداول مئات الآلاف من المنشورات أيضا، التي وصلت إلى ملايين المشاهدات على موقع «إكس»، التي تزعم أن إطلاق النار على تجمع بنسلفانيا كان «مدبرا» دون تقديم أي دليل.وعلى الرغم من فضح زيفها بسرعة، ظلت العديد من المنشورات على المنصة، وفق «بلومبيرج» التي نوهت بـ»ضعف جهود الإشراف على المحتوى منذ العام الماضي، عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسة، بما في ذلك المنصات التابعة لشركة ميتا».وأكد جهاز الخدمة السرية ومكتب التحقيقات الفدرالي وشرطة ولاية بنسلفانيا ووزارة العدل، أنهم سيواصلون التحقيق في إطلاق النار، بما في ذلك احتمال كونه «محاولة اغتيال».ألعاب ناريةوروى شهود عيان ما حدث عند إطلاق النار على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، حيث ظن البعض للوهلة الأولى أن الطلقات النارية ما هي سوى نوع من «الألعاب النارية».وروى مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، سيمون ج. ليفيين، الذي كان حاضرا خلال التجمع الانتخابي، ما حدث لحظة إطلاق النار على ترمب، قائلا «إن الرئيس السابق كان قد بدأ للتو الحديث عن الهجرة في خطابه الانتخابي، عندما سمع عدة طلقات نارية من يمين المدرجات، وبدا الأمر وكأنه سلاح من عيار صغير.وأضاف «فور سماع الطلقات النارية، انحنى الجميع على الفور، بمن فيهم أنا، حيث كنت في منطقة مغلقة للصحفيين، في مواجهة المسرح مباشرة»، وتابع «كانت هناك صرخات في الحشد عندما انبطح (ترمب) على الأرض قبل أن يحيط به حراسه الشخصيون، وكان الناس يصرخون من حولي ويقولون: انبطح، انبطح، تم إطلاق النار».طلقات ناروأشار ليفيين إلى أنه عقب نهوضه سمع الهتافات، حيث رأى ترمب «يرفع قبضته بتحد، قبل أن يقاد إلى أسفل الدرج من المسرح إلى اليسار، ويؤخذ فورا إلى سيارة مصفحة».وأضاف «كما رأيت الشرطة ورجالا يرتدون زيا عسكريا يسحبون شخصا من المدرجات على الجانب الآخر، في الاتجاه الذي سمعت فيه صوت الطلقات النارية»، واستطرد «في تلك المدرجات على يمين المسرح، كان هناك أناس متجمعون حول عدة أشخاص. وسرعان ما قام جهاز الخدمة السرية بإخلاء منطقة الصحافة، وأخرج الحشد وأعلن أن موقع التجمع هو مسرح جريمة.وطوقت قوات الأمن جزءا من المدرجات على يمين المسرح بشريط أصفر، حسب ما ذكر مراسل «نيويورك تايمز».وأعلن جهاز الخدمة السرية في بيان، أن المشتبه به «أطلق النار مرات عدة من موقع مرتفع»، لافتا إلى أن عناصر من جهاز الخدمة السرية «حيدوا» مطلق النار.حالة هيستريةوذكر جوزيف، وهو أيضا طبيب متخصص في أمراض النساء والتوليد، أنه ساعد المسؤولين في حمل الرجل الميت من المدرجات إلى خيمة قريبة. وأضاف «بدا الأمر وكأن الرجل كان يقف في طريق تبادل إطلاق النار بين من أطلق النار والرئيس السابق، أما الرجل الآخر الذي أصيب، فقد بدا وكأنه كان في مرمى النيران المتبادلة، وذكر أن امرأة أخرى كانت قريبة يبدو أنها أصيبت برصاصة في الساعد أو اليد. وأشار شاهد العيان إلى أنه أحصى 7 طلقات وأن الرجل المتوفى والمرأة المصابة أصيبا بتلك الطلقات السبع الأولى، وذكر أن أسرة الرجل كانت معه في المدرجات وأنهم كانوا في حالة صدمة ولم يعرفوا ما الذي يحدث، مشيرا إلى أن حوالي خمسة أفراد من الأسرة كانوا هناك، وكان اثنان منهم «في حالة هيستيرية».ووصف جوزيف أيضا ما حدث للرئيس السابق، قائلا «إن الأمر استغرق ثانية أو ثانيتين قبل أن ينقض أفراد الخدمة السرية على ترمب.ظنوها مزحةونقلت شبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية عن شاهد عيان كان متواجدا خلال التجمع الانتخابي، يدعى جوزيف، تفاصيل ما رآه في اللحظة التي قتل فيها أحد الجماهير، عندما دوت الطلقات النارية بعد لحظات من بدء ترمب في الحديث. وقال «في البداية ظن البعض أنها مزحة، إذ بدت مثل الألعاب النارية، لكن الناس أخذوا الأمر على محمل الجد عندما بدأ فريق التدخل السريع في الركض نحو مكان الحادث». وقال جوزيف للشبكة «إنه كان جالسا في المدرجات بأقصى يسار المنصة، عندما سمع عدة طلقات نارية، حيث رأى رجلا على بعد بضعة أمتار يسقط في قاع المدرجات بعد إصابته برصاصة في الرأس». وأضاف «إن الوضع كان فوضويا إلى حد ما في تلك اللحظة»، حيث كان يحاول معرفة مصدر الطلقات النارية، مشيرا إلى أنها بدت وكأنها قادمة من خلف المدرجات، وأن الرجل أصيب من الخلف في مؤخرة الرأس»، وقال جوزيف «إن الرجل يبدو أنه قتل على الفور»، وتابع «بعد ذلك بدأت شرطة الولاية وفريق من قوات التدخل السريع في إخلاء كل من كانوا في المدرجات».