غزاويون يفضلون الموت على ترك بيوتهم
350 ألفا رفضوا الهروب من الجوع والعطش وصمدوا في شمال القطاع المحاصر
السبت / 7 / محرم / 1446 هـ - 21:41 - السبت 13 يوليو 2024 21:41
رغم النزوح المستمر للغزاويون بين الشمال والجنوب، هروبا من الموت والجوع والعطش، يصر الكثيرون على البقاء في بيوتهم حتى لو هدمت فوق رؤوسهم.يقاوم الفلسطينيون الذين صمدوا في شمال غزة طوال 9 أشهر من الحرب والجوع الشديد، حملة جديدة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، لإخلاء أكبر مدينة في القطاع، خوفا من الظروف السيئة في الجنوب، والقيود المحتملة على العودة.وأكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن المنشورات الإسرائيلية التي تم توزيعها هذا الأسبوع في غزة، وكذلك الرسائل عبر الإنترنت والرسائل الهاتفية المسجلة، دعت المدنيين إلى التوجه جنوبا، في تكرار لمشهد بداية الحرب، عندما طلب الجيش الإسرائيلي من 1.1 مليون مدني في المدينة المغادرة قبل اجتياحه البري.رفضوا النزوحفي المرة الأولى امتثل حينها أغلب السكان، متجمعين في المباني أو ناصبين للخيام في الجنوب، ولكن ما يصل إلى 350 ألف شخص بقوا في مدينة غزة، وكذلك في جباليا وبيت لاهيا المجاورتين، ولم تسمح إسرائيل لأولئك الذين غادروا إلى الجنوب بالعودة، تاركين وراءهم عددا أقل كثيرا من السكان.ومنذ صدور الإشعار الأخير، والذي يحذر من أن مدينة غزة ستظل منطقة حرب خطيرة، لم يعبر سوى بضع مئات من المتبقين جنوبا، وفقا لتقديرات أولية من الأمم المتحدة.وكان الإشعار واسع النطاق بشكل غير عادي، وخرج عن أوامر الإخلاء السابقة خلال الأشهر الـ6 الماضية، والتي كانت تطلب عادة من السكان مغادرة أحياء محددة، كما أنه يأتي في الوقت الذي عادت فيه القوات الإسرائيلية لمحاربة مسلحي حماس، الذين تقول إنهم أعادوا تجميع أنفسهم في المناطق التي انسحبت منها قوات الجيش سابقا.لا للمخاطرةيقول بعض الناس في شمال غزة للصحيفة الأمريكية، بعد أن نجوا من القصف المكثف والقتال العنيف في الشوارع والحرمان الشديد لمدة عام تقريبا، إنهم يفضلون البقاء في منازلهم والمخاطرة، بدلا من السير في حرارة الصيف القائظ إلى الجنوب، حيث يتجمع معظم السكان في ظروف يائسة.ووفقا لمسؤولين فلسطينيين وسكان غزة ومنظمات الإغاثة، فإن عددا من المدنيين، الذين التزموا بأوامر الإخلاء السابقة، وحتى أولئك الذين لجؤوا إلى ما تسميه إسرائيل مناطق إنسانية، لا يزالون يستشهدون في خط النار.ويقول سكان آخرون إنهم يشعرون بأنهم ملزمون بالبقاء في الشمال، خوفا من أن يؤدي الإخلاء الكامل إلى تمهيد الطريق أمام إسرائيل لإعادة احتلال نصف قطاع غزة.لا نتنازلنقلت وكالة أنباء «رويترز» قصة رأفت جنينة، وهو أب لطفلين، لجأ مع أقاربه إلى البلدة القديمة بغزة منذ تدمير منزلهم القريب في الأسابيع الأولى من الحرب، مشيرا إلى أنه لن يفكر مطلقا في الذهاب إلى الجنوب، حتى في الوقت الذي تواجه فيه أسرته الاشتباكات المستمرة، والجوع المحتمل في الشمال.وقال للصحيفة «لن أتخلى عن مدينتي وأكون سببا في احتلالها مرة أخرى»، فيما قالت جوناينا (33 عاما) «الرحيل يبدو وكأنه تنازل.. أنا أنتمي إلى هذه المدينة، ولا أحد يستطيع انتزاعي منها».وعبرت نسمة الخور (24 عاما) عن ندمها لمغادرتها منزلها في حي الصبرة، بمدينة غزة مع والدتها وبعض شقيقاتها، حيث وصلوا إلى دير البلح، حيث كان والدها يحتمي، بعد 4 ساعات من المشي في حرارة الصيف للإقامة في خيمة سوداء مليئة بالحشرات، وقالت «كان البقاء في منزلي، حتى لو كان يتعرض للقصف، هو التصرف الصحيح، لكن والدتي كانت خائفة وأقنعتنا بالمجيء»، مضيفة «أسوأ قرار اتخذناه على الإطلاق».ضحايا غزة حتى أمس:
- 38,443 شهيدا
- 14,520 مفقودا
- 88,481 مصابا
- 4 مجازر جديدة
- 61 شهيدا آخر 24 ساعة
- 129 شهيدا آخر 24 ساعة
- 281 يوما من القصف