الرأي

ملتقى كامبريدج ومجلس الحكماء العرب

زيد الفضيل
اختار الدكتور عبدالعزيز صقر أن يقيم مؤتمره السنوي لأبحاث الخليج في رحاب أشهر الجامعات الأوروبية وأعرقها وهي جامعة كامبريدج التي تأسست عام 1209م، واحتلت المركز الأول في ترتيب جامعات العالم عام 2010م، وهو العام الذي ابتدأت فيه النسخة الأولى من ملتقى الخليج للأبحاث (GRM)، والذي يستهدف عقد اجتماعات وورش عمل منهجية بمشاركة عدد من السياسيين والباحثين من مختلف دول العالم، لمناقشة القضايا في المشهد الإقليمي والدولي والتغييرات التي تشهدها منطقة الخليج، وينتج عن هذه الورش عدد من المنشورات البحثية في الموضوعات والمجالات التي تم تسليط الضوء عليها في الملتقى والتي عادة ما تصدر في كتاب سنوي.واليوم وبعد أيام قليلة يتكرر اللقاء في الملتقى للعام (14) على التوالي بحضور ومشاركة شخصيات بارزه، حيث سيتحدث في افتتاح هذه الدورة سمو الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، ومعالي أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الأستاذ جاسم محمد البديوي، ومعالي البارونة باتريشيا أسكتلند أمين عام منظمة دول الكومنولث، ومعالي السيد لويجي دي مايو الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج العربي، وغيرهم.في هذا السياق فمهم أن نشير إلى قيمة الملتقى العالية من حيث الشكل والمضمون، ذلك أن إقامته في رحاب جامعة كامبريدج العريقة يعد مكسبا كبيرا، ثم إن استمراره للعام الرابع عشر على التوالي ليدل على متانة جودته وتقدير رئاسة الجامعة لمضمونه ودوره المنهجي الذي من أجله تأسس؛ ثم إن عقده في بريطانيا وهي الدولة المعنية تاريخيا بالمنطقة في القرن التاسع عشر وأول القرن العشرين، وكذلك دورها الحيوي في السياق الأوربي والعالمي، ليضفي على الملتقى بعدا دوليا وأهمية كبرى؛ على أن كل ذلك يصب في خدمة قضايا الخليج المتنوعة، ويكون الملتقى بمثابة الجسر الرابط بين مختلف الآراء سواء المنبثقة من الداخل الخليجي أو الصادرة عن المراقبين والمتابعين لشأنه، وفي ذلك قيمة مهمة ولعلها تختزل جانبا كبيرا من غاية الملتقى وهدفه.أشير إلى أن الملتقى لم يحظ بالانتشار والمعرفة في أوساطنا المحلية، وشخصيا لم أعرف به إلا من سنتين تقريبا، وحتما فالتقصير متبادل بين مركز الخليج للأبحاث (منظم الملتقى) والصحافة السعودية الدولية والوطنية، وهو وإن حظي بتغطية العربية في سنوات مضت، إلا أنها لم تكن كافية، وهذا يعني أن هناك فجوة حاصلة بين المنجز والتسويق له، وهو ما يغمط من دور المؤسسات السعودية الرائدة وإنجازها على الصعيد الدولي، في الوقت الذي تحظى فيه بعض المؤسسات العربية الأخرى بتسويق كبير من قبل أجهزة بلدانها الإعلامية، بغض النظر عن حجم ما تقوم به وأهميته.هذا الأمر يستدعي من المعنيين بالإعلام والثقافة في وطننا بأن يفكروا بجدية في إيجاد آلية لتكثيف التغطيات الخبرية المهنية لمختلف الأنشطة السعودية في الخارج على وجه الخصوص، لاسيما وإن كانت بتنظيم مؤسسي أهلي غير ربحي، فالغايات الوطنية الكبرى تجمع وتحدد الاتجاه في بوصلة واحدة، غايتها تحقيق أهداف الرؤيا المباركة التي من شأنها أن تضع المملكة العربية السعودية في موقعها الذي يجب وتستحق.أخيرا، كنت قد أشرت في مقال سابق إلى أمنية أتوق إلى تحقيقها، وهي تأسيس مجلس حكماء يجمع ثلة من المفكرين والسياسيين وأهل الخبرة لمناقشة مختلف الملفات وتقديم رؤية حولها من واقع خبرتهم، ورجوت أن يتبلور منهج للجمع بين مؤسستين كبيرتين في وطننا العربي وهما: منتدى الفكر العربي برئاسة سمو الأمير الحسن بن طلال، ومؤسسة الفكر العربي برئاسة سمو الأمير خالد الفيصل، فأرجو أن يتحقق الرجاء في أقرب وقت، توحيدا للجهد، وجمعا للشتات، وكل عام ووطننا والعالم بخير.zash113@