الرأي

المقابلة الشخصية بين الإضافة والحسافة

ياسر عمر سندي
سوق العمل أصبح أكثر تنوعا وتعقيدا من ذي قبل بسبب اختلاف أنماط الحياة والمنظومة التشغيلية اللتين تحتمان الانتقائية اللازمة والمحددة للوظائف وموائمتها مع شاغليها؛ وبطبيعة الحال فإن مخرجات التعليم أصبحت ضرورة ملحة تدفع المنظمات للبحث والتحري بحسب أنشطتها ومنتجاتها لتنادي عن تخصصات معينة بمستويات عالية وإمكانات متقدمة ومهارات فريدة يمتلكها رأس المال البشري حتى يكون إضافة لا حسافة للعمل.تلك التحديات فرضت على القائمين بالمقابلات الشخصية احترافية الأداء بالابتعاد عن عشوائية التوظيف وارتجالية التصنيف والتركيز على القدرة بالجاهزية والكفاءة بالقابلية للمتقدمين.المقابلات الشخصية من أساسيات علم السلوك التنظيمي والذي من المفترض أن يعيه فريق العمل المؤهل قبل إجراء المقابلة بامتلاك الخبرة والمهارة بالإضافة لأمور مهمة يجب تجنبها قد تسبب الإخفاق في المقابلة:أولا: السرعة وعدم التجهيز للمقابلة والتي من المفترض أن تتم قبلها بمدة كافية يوم أو يومين؛ حتى تتم القراءة الفاحصة لجوانب القوة والضعف وما هو مناسب وغير مناسب في السيرة الذاتية المرسلة مسبقا من مهارات وخبرات وشهادات؛ فالتجهيز يساعد كثيرا على رسم المتقدم وفهم شخصيته بالتالي تقل حساسية المقابلة وينكسر جليد الرهبة الأولية.ثانيا: عدم الاهتمام بالجانب النفسي للمتقدم وهو النظر لما وراء السيرة الذاتية والنواحي الشخصية؛ فهنالك من يؤدي مهمته من الجانب المهني في المقابلة ويغفل تماما لرهبة الموقف التي يستشعرها المتقدم مهما بلغ استعداده وتجهيزه؛ فالمقابل المحترف يعطي مساحة وفرصة لتهدئة الطرف الآخر بخفض درجة الصوت ومراعاة الكلمات المرسلة ولغة الجسد التعبيرية.ثالثا: الوقوع في شرك التوقعات يعتبر من مزالق المقابلات بأن ينخدع المقابل مسبقا بأشياء قد تخدعه بتركيزه على المظهر لا الجوهر، كالنواحي الشكلية للمتقدمين تلفت انتباهه من حيث الملابس أو الاكسسوارات أو الماراكات المبالغ فيها.رابعا: الاسقاطات المسبقة التي يبنى عليها المقابل حكمه على المتقدم من سلوكياته العامة، كالكلمات التي يطلقها أو الأفعال أو الإيماءات ومن ثم يتأثر بها المقابل وتميل بها دفة المقابلة لمكان بعيد.خامسا: تعمد الإحراج فهنالك من يقصد من خلال الأسئلة المطروحة أو لغة الجسد المستفزة إحراج المتقدم واستغلال موقف حاجته للوظيفة فيضغط بذلك عليه.سادسا: استحضار الصورة الذهنية المشوهة التي تقبع في أذهان وعقول بعض المقابلين كأشكال أو مواقف أو أسماء أو ألقاب والتي من المفترض أن يتم عزلها من واقع المقابلة حتى لا يتم إصدار أحكام غير منطقية على المتقدم.سابعا: عدم مراعاة مصلحة المنظمة باختيار وتعيين الشخص المناسب للمكان المناسب والبعد عن اختيار كل من هب ودب من الصالح والطالح حتى لا يختلط الحابل بالنابل.المقابلة الشخصية فنون ومهارات مسبقة يمتلكها الفريق ويراعيها بإحسان واتزان وإتقان والله من وراء القصد خبير عليم بذات الصدور.Yos123Omar@