هل جربت السياقة وسط الضباب الكثيف.. كيف كانت التجربة.. وهل استطعت السير في الطريق بشكل اعتيادي أم اضطررت للتوقف حتى ينقشع الضباب أو السير بأقصى درجات الحذر والتروي حتى لا تقع في حادث تصادم أو تسلك الطريق الخاطئ؟في حياتنا لحظات تمر علينا وتتشكل أمام ناظرينا ضبابها من نوع آخر، فالمشكلات التي تقع لنا بشكل مفاجئ، ووقع سماع الأخبار السيئة أو الصدام والنقاش الحاد مع الآخرين، أو تعرضنا للظلم كلها لحظات تصبح الرؤية عندنا فيها غير واضحة، واتخاذ القرار في هذه اللحظات في الغالب ستكون تبعاته في غير صالحك.فكما أن النظر يصاب بغشاوة وقت الضباب وعدم وضوح الرؤية، فالعقل أيضا يصاب بالتشويش ويضطرب ولا يسعنا في هذه اللحظات أن نرى الواقع بالشكل الصحيح أو نتخذ القرارات المناسبة.فما الحل في مثل هذه الأوقات؟فكما أنه من الحلول الواجبة وقت الضباب التروي حتى ينقشع الضباب أو التمهل وقت السير، فهذا هو الحل إذا مررنا بموقف أو حدث سبب لنا تشويشا للعقل وصعوبة في النظر بالعواقب.فالتريث حتى تهدأ النفس وتستقر ويصفو الذهن حينها من الأمور التي ستقلل الخسائر قدر الإمكان، وفي حال أراد الإنسان اتخاذ قرار ما في مثل هذه الأوقات فلا بد من التروي والسير ببطء حتى لا تكون تبعات القرار السلبية أكبر من الحدث نفسه.أختم باقتباس جميل من كتاب – العقبات طريق النجاح – للكاتب ريان هوليداي عندما قال: 'لا تنس أن هناك دائما أناسا يريدون النيل منك - يريدون إرهابك وإزعاجك - أناسا يجبرونك على اتخاذ قرار ما قبل أن تحصل على كل الحقائق يريدون منك أن تفكر وتتصرف وفقا لأهوائهم، فحسب.إذن السؤال هو، هل ستسمح لهم بذلك؟الطموح الكبير يصاحبه القلق والضغط. ويقذف في طريقك بالأحداث المفاجئة التي قد تصيبك بالخوف والرعب، وبالتأكيد ستصادفك مفاجآت معظمها ستكون سيئة. وخطر الإجهاد سيكون موجودا دائما.في تلك المواقف، لا تكون الموهبة هي أكثر الصفات المطلوبة، بل الهدوء والاتزان؛ لأن هاتين السمتين تتيحان الفرصة لاستغلال أية مهارة أخرى. من ثم علينا أن نتحلى، كما قال 'فولتير' في حديثه عن سر النجاح العسكري الكبير لدوق مارلبورو الأول، بـ ' الشجاعة الهادئة في خضم الاضطرابات، وصفاء الروح في خضم الخطر، وهو ما يسميه الإنجليز هدوء الأعصاب.'بغض النظر عن حجم الخطر الذي نواجهه، فإن التوتر يضعنا تحت رحمة ردود الأفعال الغريزية الأسوأ والأبغض.'@muhamedishaq