السعودية وما بعد الحوكمة.. موسم الحج: الاستثناء العالمي في الإدارة والتسيير
الأربعاء / 20 / ذو الحجة / 1445 هـ - 21:30 - الأربعاء 26 يونيو 2024 21:30
إن ما يؤرق دول العالم في مجال الحوكمة والإدارة المثلى، هو كيفية الحفاظ على عجلة الإدارة الحكيمة بصورة مستدامة لشؤونها الداخلية والخارجية، إلا أن المملكة العربية السعودية ضربت للعالم مثالا فاق نطاق الحوكمة وحدود التنظير في الإدارة والتنظيم، ولم يشهد العالم دولة بهذه القدرات الخارقة في إدارة المشاريع المختلفة، حتى الدول المعروفة في هذا الحقل كاليابان وألمانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، فموسم الحج بأعداده الكبيرة الوافدة إلى المملكة والتي تقارب المليوني مسلم من كل بقاع العالم، تبرز الحكمة والتحكم الإداري والتنظيمي للحكومة السعودية برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، رغم كل التحديات، إلا أن كل موسم حج يعرف إبهارا للعالم في كل عام بفضل الإمكانات والأساليب المتطورة والهندسة التطبيقية لرعاية هذا الموسم العزيز على كل مسلم، فهل جاء هذا الانبهار العالمي من الصدفة أم نتيجة لرجال واقفين على أدق التفاصيل في عملية التنظيم؟المعروف أن إدارة جماعة متجانسة متقاربة المشرب والثقافة أبسط بكثير من تنظيم آلاف الناس بثقافات مختلفة ومتنوعة، والحج تشد له الرحال من كل بقاع العالم العربي والإسلامي وحتى الغربي بالنسبة للمسلمين القاطنين فيه، إنه لمن العبقرية والتفنن الكبير في توفير توجيهات بلغات عدة، وتقنيات الروبوت وتخصيص منابر الكترونية وميدانية للفتاوى والتوجيهات لكل تلك الثقافات باللغات التي يفهمونها، وإنه من الدهشة أن تجد توفير كل مستلزمات الإقامة من غذاء ودواء وخيام وفنادق لكل تلك الأعداد الكبيرة.ومن الأمور التي تدعو إلى الافتخار ما تقدمه المملكة لضيوف الرحمن من الأمن، ففيه من لا يستطيع إدارة دورة رياضية لكرة القدم لمئات الوافدين وما أدراك ان تتعامل مع الملايين، بالفعل المملكة رائدة بفضل أبنائها والسواعد التي تسخرها لخدمة موسم الحج وبفضل رجال أمنها والمتطوعين من المواطنين والمقيمين لخدمة هذه الشعيرة العزيزة على قلوب المسلمين.ولا ننسى الإمكانات الطبية والتدخلات الميدانية لإسعاف الحجاج بخدمات أقل ما يقال عنها أنها ممتازة ومتميزة.ثم يأتي الشق الخاص بالنقل وتسهيل المرور والتفويج للحجاج عند كل شعيرة من شعائر الحج، بالفعل نحن أمام هندسة تفوق الحوكمة الاستراتيجية، لتدخل بذلك المملكة عصرا جديدا من الإدارة والتسيير ألا وهو عصر ما بعد الحوكمة، يسمح لها أن تكون رائدة وفي مقدمة الأمم شامخة شموخ العملاق وسط الكبار، فحق لها أن تفتخر بأرض النبوة وخدمة أكبر شعيرة يتوجه لها المسلمون بالملايين، فمهما تكلمنا وقلنا عن الخدمات والأبعاد الاستراتيجية لتفنن الحكومة السعودية بجميع قطاعات المجتمع على مدار العام، نكتفي بالقول أنه لا توجد دولة على وجه الرض يمكن أن تتحكم بالحج بجميع تفصيلاته وخدماته وتضحياته مثل دولة اسمها المملكة العربية السعودية.