إدارة الطفل سلوكيا وعاطفيا.. المهمة الأصعب!
الثلاثاء / 19 / ذو الحجة / 1445 هـ - 20:52 - الثلاثاء 25 يونيو 2024 20:52
تعتبر إدارة الطفل بمثابة المهمة الأصعب على الإطلاق من بين مهام الإدارة الأخرى، فعلى عكس إدارة البالغين، يعتبر الطفل ذلك الكائن اللطيف المشاغب الذي لم يستكمل بعد نضوجه لا الفكري ولا العقلي ولا النفسي، أحد أكبر تحديات الإدارة المجتمعية، وليس بالأمر السهل كما يظن عدد من أفراد المجتمع.ولأن الطفل يستحق الأفضل ويستحق الكثير من الحقوق الإنسانية التي ليس بالضرورة يحتاجها البالغ، كانت إدارة الطفل سلوكيا وعاطفيا، بمثابة إدارة ليست ذات نمط ثابت، فبين اللين والجدية تقع حياة الطفل الذي لا ينبغي التعامل معه بقسوة تحت أي ظرف من الظروف، وما الجدية في التعامل معه إلا مسحة من الجدية التي يتفاعل بها البالغون، إذ الطفل لا ينبغي نهره ولا ضربه ولا التعدي عليه.وفي سنوات حياته كطفل يحتاج ذلك الطفل إلى الكثير من التعلم والتدريب، فهو مادة نفسية وعاطفية وسلوكية تتشكل، وتنمو وتتغير من مرحلة طفولة إلى أخرى، حتى يصل إلى مرحلة الإدراك الكامل، وفهم مفاهيم المجتمع على وجهها العميق، مما يتطلب السير معه في رحلة محفوفة بالكثير من المخاطر التي قد تصيبه، فكل فعل خاطئ في تربيته يعني شابا غير سوي في المستقبل، ويعني شابا غير ناجح في المستقبل، ويعني شابا مهزوزا أو ضعيف الشخصية في المستقبل، وتلك مخاطر تنتظر المجتمع ككل، حيث ينتج المجتمع شبابا بهذه السمات، فلا ينفعون أنفسهم، ولا ينفعون بلدانهم ومجتمعاتهم.إدارة الطفل سلوكيا وعاطفيا، هي رسالة مهمة يجب أن يحملها المجتمع ككل، ولا تحملها الأسرة وحدها، لأن الكثير من الأسر لا تحسن القيام بواجبات تلك الإدارة، وحجم الأخطاء في التربية يعرفه الجميع.إن الطفل أمانة وضعها الله تعالى بين أيدينا، وهو ليس أمانة فقط بين يدي والديه، ولكنه أمانة بين أيدي جميع أفراد المجتمع، وإدارة ذلك الطفل سلوكيا وعاطفيا هو أمر يهم المجتمع كله ولا يهم أسرته فقط، لأن انعكاسات ونتائج الإدارة غير السليمة ستصيب المجتمع ككل، لذا فمن حق المجتمع والدولة أن يكون لهما سلطة رقابية على حسن أو سوء أداء الأسرة عندما تدير الطفل سلوكيا وعاطفيا.لقد أوصانا ديننا الحنيف بالطفل، ولا ينبغي أن يكون الطفل حقل تجارب حتى لوالديه، لأن تحويله إلى حقل تجارب، سيحوله كشاب إلى مجرب يجرب كل الأخطاء التي يحملها في كل أفراد المجتمع وربما في وطنه وبلده، ولهذا أعتبر هذا المقال رسالة إنسانية مجتمعية أبثها من القلب للنظر بعين الاعتبار لحق الطفل في أن يدار سلوكيا وعاطفيا كما يجب وينبغي.hananabid10@