‏في كل عام يتخذ ‏شعار خاص ‏رمزا لكل قطاعات الدولة، بل كرؤية استراتيجية ‏تعمل جميع القطاعات على الالتزام به، لتقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام.وقد كان شعار هذا العام (يسر وطمأنينة)، ‏هو الشعار الذي التزمت به جميع الجهات الخدمية في ‏أجهزة الدولة والقطاع الخاص وغير الربحي.‏نعم إنها المعادلة لضيوف كرام في بلد عظيم يجعل خدمة ضيوف الرحمن بأعلى المعايير من أولوياته، ‏والعمل بإبداع ‏لتقديم أفضل الخدمات، وإن كانت هذه المساحة لا تفي الموضوع حقه، وإنها مجرد استشهاد بأمثلة بسيطة للدلالة على تلك الإبداعات الخدمية.من أبرز تلك الابداعات، استخدام التقنية كأحد أهم المعايير الأساسية في رحلة الحاج، وأولها كان (منصة نسك الالكترونية) التي أنشأتها وزارة الحج، والتي ‏أتاحت التسجيل للحج للباقات الالكترونية، وتعد أضخم منصة الكترونية للبيانات، ولا غرو في ذلك، فالمملكة تحتل المرتبة الثالثة عالميا في الحكومة الرقمية بناء على تقييم البنك الدولي 2022.ولتستكمل ‏حلقة اليسر للحجاج تم وضع (بطاقة نسك)، ‏والتي تعد هوية رقمية للحج، وبها جميع بياناته، ‏وهي التي تميزه عن الحاج المخالف، إضافة إلى الأسورة الذكية والتي توجد بها بيانات الحاج والشركة، وبمجرد كشف الـ(Q Code) تظهر البيانات.‏ولأن عمليات الرصد للمخاطر وإدارة الحشود قد فرضت استخدام تقنيات عالية وكاميرات حرارية لرصد الكثافة التجمعية وتفكيكها، فقد قامت وزارة الداخلية بعمل كاميرات مراقبة لرصد التكثف ومراقبتها بالشاشات التلفزيونية في المنطقة، سواء في المسجد الحرام أو المشاعر المقدسة، مما يعمل على تقليص التكثف البشري والتيسير على الحجاج.هذا فضلا عن استخدام ‏تطبيق الذكاء الاصطناعي ـ للمرة الأولى ـ عبر (الآيباد) ‏بدلا من الكاونتر التقليدي، في الكشف عن الهوية في المنافذ والمعابر لتسهيل عمليات العبور.بل استخدام المرور السعودي، وضمن خطة أمن الحج لهذا العام، خرائط تفاعلية لجميع مناطق المشاعر المقدسة في مكة وعرفات ومنى والمزدلفة، ‏في لوحات ضوئية تيسر للحاج معرفة موقعه والاتجاه الصحيح الذي يفترض أن يسلكه للوصول إلى موقعه.‏‏ولدعم الجهود التقنية قامت هيئة الأمن السيبراني بتعزيز حماية الأنظمة والخدمات التقنية المقدمة لضيوف الرحمن، إذ استفاد منها أكثر من 200 جهة وطنية مشاركة وأكثر من (900 ألف حاج)، ‏وتضمنت برامج الرصد والاستجابة للتهديدات السيبرانية، ‏وتقديم الدعم لتمكين الجهات الوطنية من تقديم خدمات لضيوف الرحمن بكل موثوقية.ولا غرو في ذلك، فالمملكة حققت المرتبة الأولى في مؤشر الأمن السيبراني ضمن تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية لـ2024.‏وأما على المستوى الجسدي لتحقيق رؤية (يسر وطمأنينة)، ‏فقد أقامت الهيئة العامة للطرق بإبداعات، منها رصف الطريق بين عرفات ومزدلفة بمواد مرنة ‏لتقليل الإجهاد والضغط على الحجاج، وكذلك رصف أجزاء أخرى بطلاء أبيض لتقليل درجات الحرارة. هذا فضلا عن وضع استراحات ومقاعد على جانبي الطريق ومصادر مياه للشرب.‏فإذا اضفنا إلى ذلك استحداث وسائل نقل جديدة، إضافة إلى قطار المشاعر والذي استفاد منه أكثر من 400 ألف شخص ‏في كل الرحلات ‏الترددية، فهناك سيارات الغولف والسكوترات، التي سهلت ‏لمقدمي الخدمات ‏التنقل لتقديم الخدمات للحجاج بأسرع وقت ممكن. كما استحدث هذا العام التاكسي الطائر للمرة الأولى وهو مستوى عالمي في الخدمات.إضافة إلى طائرات الإخلاء الطبي التي نقلت عشرات من المرضى من موقع الحدث إلى المستشفيات في مكة، وكذلك جهود سيارات الهلال الأحمر والإسعافات الخاصة بنقل الحجاج المرضى إلى أكثر من 183 ‏مستشفى ومركزا صحيا في مكة المكرمة، واستفاد منها أكثر من 112 ألف حاج في المشاعر المقدسة.وهناك 35 ألف ‏كادر طبي وإداري و(6400 سرير)، وأسرة ‏للعناية المركزة، والطوارئ المخصصة لضربات الشمس والإجهاد ‏الحراري، ‏وهي أكبر تحد هذا العام للمسؤولين في وزارة الصحة. هذا إضافة إلى المستشفيات الافتراضية التي تقدم الخدمات الصحية عن بعد، باستخدام التقنيات الحديثة وتطبيق صحتي على الهواتف الذكية.كما استخدمت الروبوتات في التوعية الصحية وكذلك في المسجد الحرام، للتوعية بالشعائر الدينية وأخذ الرخص الشرعية، وكذلك في خدمات النظافة والتطهير. كما كان للترجمة الفورية لخطبة عرفة بـ20 لغة عالمية والوصول إلى 621 مليون مستفيد حول العالم، هو رقم قياسي جديد للدولة السعودية المباركة.‏وقد كشفت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، عن أداء شبكات الاتصالات التي بلغت في اليوم الثامن من ذي الحجة أكثر من 33.7 مليون مكالمة ‏وبنسبة نجاح حققت 99%، ومعدل استهلاك الفرد للبيانات (867.35 ميجا بايت)، ‏متجاوزا ضعف معدل الاستهلاك العالمي للفرد.‏نعم يا سادة، إنها السعودية العظمى التي تقوم على كيان قيادة ملك سمى نفسه ‏خادم الحرمين الشريفين، وولي عهد لا تهدأ له طرفة عين حتى يكون ‏الوطن وضيوف الرحمن بأمن وأمان.نعم، هذا شيء يسير من الإبداعات لتحقيق يسر وطمأنينة للحجاج، نتحدى بها الدول في الإشراف وإدارة الحج، رغم أنف الحاقدين والحاسدين وجحودهم.