الرأي

عام التحول الإعلامي.. نهضة ونمو نحو المستقبل

سامي مرضي الحربي
في عام 2020م كتبت مقالا في صحيفة الوطن الغراء بعنوان 'مراكز الإعلام النوعية.. استشراف مستقبلي'، حيث كان المقال عبارة عن فكرة مقترحة لوزارة الإعلام لدراسة جدواها وتبنيها أن رأت مناسبتها، هذه الفكرة الطموحة جاءت استشرافا للمستقبل الإعلامي للمملكة من أجل بناء إعلام قوي ومنافس يسهم في تحقيق رؤية السعودية 2030م، ويحقق مصالح الدولة على كافة الأصعدة؛ وهي إنشاء مراكز وطنية إعلامية متخصصة في الإعلام السياحي والاقتصادي والسياسي والأمني وغيرها من المجالات، بحيث تشرف على هذه المراكز وزارة الإعلام لتطوير العاملين في المؤسسات الإعلامية بمختلف أنواعها الحكومية والخاصة، وإجراء الأبحاث والدراسات التي تسهم في تطوير الإعلام، وتعزيز الصورة الذهنية للمملكة إقليميا وعالميا، إضافة إلى تأهيل وتدريب متخصصين في مجالات عمل المراكز ليعملوا في حقل الإعلام بكفاءة ومهنية عاليتين؛ بالاستعانة بالخبراء والمختصين في الجامعات السعودية، وتحديدا أقسام الإعلام، والاقتصاد، والسياسة، وتفعيل دورها الحيوي في بناء الإعلام وتحقيق الأهداف المرجوة منه.اليوم، وبعد مضي أربعة أعوام قفزت وزارة الإعلام بقيادة معالي الاستاذ سلمان الدوسري الذي أبهجنا كمتخصصين بالإعلان عن تخصيص عام 2024 عاما للتحول الإعلامي، علاوة على النقلة النوعية في عدة مجالات تدريبية وتأهيلية تسهم في إعداد كفاءات وطنية قادرة على التعامل مع الإعلام بمختلف توجهاته، والحفاظ على الصورة الذهنية الإيجابية للمملكة.فخلال حفل سحور الإعلام الذي شرفتني وزارة الإعلام بدعوة لحضوره؛ استمعنا إلى إعلان معاليه عن أربعة أولويات رئيسة لدعم استراتيجيات منظومة الإعلام ركزت على رأس المال البشري، الذكاء الاصطناعي، اقتصاديات الإعلام، المؤتمرات واللقاءات الدورية، فحين الحديث عن رأس المال البشري والذي يعتبر العمود الفقري لنجاح أي منظومة؛ أطلقت الوزارة الأكاديمية السعودية للإعلام، وأكاديمية واس للتدريب الإخباري، وأكاديمية هيئة الإذاعة والتلفزيون للتدريب.وفي مجال الذكاء الاصطناعي؛ أسست الوزارة مركز التميز للذكاء الاصطناعي، ومعسكر الذكاء الاصطناعي التوليدي بالشراكة مع هيئة سدايا؛ لتدريب 2000 شاب وشابة في برامج ودورات داخلية وخارجية، بل وصلت الوزارة إلى أبعد من ذلك في مجال اقتصاديات الإعلام فقد استطاعت في عام 2023م أن ترفع مساهمة القطاع الإعلامي في الناتج المحلي إلى 14.5 مليارا، وتستهدف في العام الجاري 2024م إلى الوصول لـ 16 مليارا، وسوف تستمر حتى تصل إلى 36 مليارا في عام 2030م، هادفة إلى توفير 67 ألف وظيفة في عام 2024م وصولا إلى 140 ألف وظيفة في عام 2030م.وفيما يتعلق برابع هذه الاستراتيجيات الداعمة فهي المؤتمرات واللقاءات الدورية والتي تؤمن الوزارة بأهميتها للاستفادة من أفضل العقول، وتسعى إلى تطوير المنتدى السعودي للإعلام، وعقد لقاء دوري للوزراء مع الإعلاميين، بالإضافة إلى إقامة ملتقيين في عام 2024م الأول ملتقى دولي خاص بالمؤثرين الشباب، والثاني ملتقى التواصل الحكومي في العلا.في المملكة العربية السعودية لدينا رؤية طموحة وإنجازات وطنية نراها كل يوم، وكل تلك الاستراتيجيات والمبادرات النوعية جاءت لتسهم في تحقيق قفزة نوعية نحو المستقبل، وواقعا يجعل وطننا في مصاف الدول المتقدمة إعلاميا.من الأعماق أشكر معالي وزير الإعلام الاستاذ سلمان الدوسري، فنحن نشهد في عام التحوّل الإعلامي نموا ونهضة نحو المستقبل.......................