ستجهل الهوية وساكنيها..!
الأربعاء / 28 / ذو القعدة / 1445 هـ - 21:29 - الأربعاء 5 يونيو 2024 21:29
لحظات كثيرة كانت بمثابة اطمئنان لنا قبل أن تكون مجرد لحظة مضت، مواقف صدق أصحابها بوفائهم لنا قبل أن تكون مجرد مواقف صعبة أظهرت حقيقة جوهر أصحابها إلينا، أحاديث تتداول بين الحين والآخر قبل أن تكون مجرد أقاويل كانت تؤذي بنطقها لأناس يظنون صدق أصحابها وحسن ظنهم بهم ومحبتهم لهم، الكثير والكثير من حولنا يشعرون بأشياء بسيطة لها قيمة يكنون لها بالشكر والثناء والعرفان، في المقابل هناك أشياء بسيطة لها بقلوب آخرين الإساءة والإهانة والنكران، ما يفصل بينهما هو ما يقدمه لهم أكان حسنا وجميلا أم سيئا وقبيحا.. سنعيش بين النكران وسوء التقدير وبين الثناء ومدح الجميل، هكذا الحياة تأتي لكي تعرف قيمتك بين البشر وكيف تتعامل وتغض الطرف عن الآخرين أو تبدي لهم الثناء والاحترام.. الحياة طريق ستواجه فيه سهولة وسلاسة، ومن ناحية أخرى ستواجه عثرات وعواقب هكذا هو الحال.ستجهل الهوية وساكنيها مهما بدت بنظرك واضحة أو ادعيت فهم الحياة وطبيعة من حولك ستظل تجهل نقاطا كبيرة ورموزا صغيرة وزاويا ضيقة وطرقا واسعة، فما أكثر الطرق وأشد الاختلافات بين طبيعة النفس والقلب والعقل، ستكون معقدا حين تصبح مدققا ومحللا، وستكون متحررا وفطنا حين تنظر للأمام فقط دون الالتفات لمن حولك ومن هم خلفك هكذا ستنجح أما غير ذلك ستفشل من المؤكد.ستعيش على أمل فهم ما يدور من حولك، ولكن بالحقيقة لن تفهم إلا جزئيات صغيرة؛ ظنا بأنك ربحت وأدركت المعرفة لكن بالفعل أنت لم تدرك سوى جزء واحد من أصل عشرات الأجزاء، هكذا طبيعة البشر والأحداث والمواقف، نزعم بأننا فهمنا وأدركنا طبيعتهم وتفاصيلهم وادعينا الفهم، هذا هو الخطأ، فعلينا أن ندرك قيمة أنفسنا ونبتعد عن الحدث والبشر والموقف وكل شيء يأخذ الكثير من طاقتنا ويبعدنا عن إكمال حياتنا بشكل جيد وناجح؛ فالبحث عن أمور كثيرة لا تقدم لنا سوى الكثير من الملل والتعب والضياع نظن بهذا أننا نفهم كي نعيش بينهم بشكل واضح وصريح هذا أمر مهم لكن لا يشكل سوى خطر على أنفسنا، واكتراث الفهم لن يبني لنا برجا أو محطة عبور بل سيدخلنا في حروب داخلية مع أنفسنا ثم بمن حولنا؛ لذا تجاهل النظر والتدقيق على الغير أمر مهم بل لابد أن يشكل لنا أشد أهمية حتى نتقدم بالفكر ونقدم إنجازا ونفخر بأنفسنا فلا يمكننا أن نصنع معروفا لأنفسنا عندما ننظر لهم وندعي فهمهم.هناك معارك نخوضها هي لا تخصنا بل نود أن ننتصر بها ربما غرور أو جهل منا، وبالنهاية نفتقد الطاقة ونهدر الوقت وتسقط سيوفنا ونغلب عند أول منعطف، المعارك التي تخصنا سنبذل قصارى جهدنا حتى لا نهزم وننتصر، أيا كانت الطريقة الأهم ننتصر، ونقاوم الحروب التي بيننا وبين أنفسنا أو بيننا وبين من حولنا.. الأهم أن نقاوم بقوة الفكر وسلامة المنطق ورجاحة العقل ونباهة الوعي.3ny_dh@