الرأي

بالسكون لن يكتمل تطبيق التحسس للصحة والشورى

زهير ياسين آل طه
المطالبات والدعوات التي يقوم بها أعضاء مجلس الشورى -حفظهم الله - مشكورين سواء في جلسات المجلس المجدولة أو أمام الوزراء والمسؤولين بعد دراستها وفحصها وتمحيصها ومصادقتها وتقييمها بعد التطبيق، في دورة لا تتوقف من المفترض من منظور الدراسات والتطوير المستمر والتحديث السريع باستخدام الأنظمة والتطبيقات الذكية والذكاء الاصطناعي التوليدي إن وجد لديهم في المجلس كما يطالبون الآخرين بتطبيقه، وذلك من خلال اجتماعات اللجان المختصة قبل إطلاقها للعلن؛ وهو أمر يثلج الصدور ويرفع مباشرة أو إيهاما أو تخيلا أو نفسيا الهرمونات المتعلقة بالنفسية، ومنها هرمون السعادة والآخر ضبط المزاج ويليه القضاء على الألم وآخرها الحب «الدوبامين والسيروتونين والإندروفين والأوكسيتوسين «على التوالي كما تشير إليه الدراسات في الصحة».فحوى الموضوع ومضمونه الذي أود التطرق إليه والإشارة إلى جوانب تأثيره النسبي؛ سواء الإيجابية المحدودة أو السلبية والحقوقية الإنسانية الأكثر بروزا إذا خرج عن القياس والأثر بشقيه الداخلي والخارجي، ويكمن في دعوة لمجلس الشورى مؤخرا بإلزام استخدام الذكاء الاصطناعي للشركات ومؤسسات القطاع الخاص لرصد الحضور والانصراف لكشف التستر، وقبله بدأت وزارة الصحة في بعض مواقعها، في خطوة متفردة لربما عالميا بربط الحضور والانصراف بفرض وضع تطبيق في الهواتف الذكية لمنتسبيها ولا يصلح للهواتف الغبية القديمة، يتحسس وجود الفرد في محيط المنشأة الصحية التي يتم تحديدها في البرمجة الخوارزمية.التحسس «بالحاء» جميل ومطلوب لكن لا يجب أن يصل عمقه للحساسية الداخلية التي تولدها النفسية المتأثرة من التحسس الخارجي، لأسباب كثيرة تنتج عن فرض استخدام تطبيق التحسس إن صح التعبير في الهواتف الخاصة بالفرد، والتي يجب أن تكون فيها باقات إنترنت لا تنتهي افتراضا وعلى حساب الفرد المتحسس به، وإلا ستبدأ الحساسية من التحسس الذي يرافقه التحقيق والمواجهة بادعاء التقصير والغياب والتستر والهروب، وتطبيق التحسس الذكي هو فوقي «Meta» لدى وزارة الصحة، كونه أعظم شمولا وتغطية مستمرة حية من التحسس الذكي التقليدي الوقتي الساكن «سكون» «Static» ببصمة اليد والوجه التي دعا لها إلزاما مجلس الشورى القطاع الخاص وما يرتبط به لهدف زيادة فرص التوطين المستدام، استطلاع لربما يتم طرحه لاستقراء واستشراف الفجوات لتطوير برامج التحسس الذكية التقليدية منها والفوقية!ونبدأ بها لدى مجلس الشورى برامج تحسس ذكية شمولية تقيس كل شاردة وواردة ومن ضمنها الإنجازات والابتكار والأثر المترتب عن التطبيقات الداخلية والخارجية؟ونلحق بها الخطة الاستراتيجية الذكية المواكبة للرؤية بدأت ببرنامج التحسس الذكي الفوقي في الصحة لتشمل كافة المناصب، ويتبعها إظهار مدى ارتباطها بالقياس للإنجازات والابتكار والأثر الداخلي لموظفيها والخارجي لعملائها، كما تدار كل الأنظمة الإدارية في العالم الذين يبحثون عن الريادة والقيادة والديناميكية مقابل «السكون» من خلال التطوير المستمر والبحث والابتكار؟ وهل توجد بدائل للتحسس للخروج لربما من مأزق الحقوق الإنسانية إن أثيرت بتوفير شرائح تحسس ذكية ترافق المتحسس به أو يتم دفع بدل تحسس شهري لكل متحسس به يغطي مصاريف الأجهزة الذكية وصيانتها وباقات الإنترنت والحساسية الداخلية النفسية نتيجة فجوات محتملة من تطبيق التحسس مثلا؟برامج التحسس الذكية تحتاج إلى تصنيف عادل لفئات مختلفة؛ تحكمه البيئة العملية والعمر والخدمة وصحة الفرد، فالرواد ذوو الخدمة الطويلة المفعمة بالخبرات لشمولهم تقريبا معظم الفئات الأخرى بحاجة ماسة لتصنيف مختلف يرتقي للاحترام والتقدير، وهكذا للفئات الأخرى كل على حدة، وبرامج التحسس الذكية قد تتقاطع مع بعض الأوضاع التي تدفعها المسؤولية الاجتماعية وجودة الحياة.للتوضيح في مسألة التقاطع مع المسؤولية الاجتماعية وجودة الحياة والالتزام بهما؛ هو دخول مواصفة للأيزو على الخط ISO25551، وهي جديدة خرجت عام 2021 معنية بمجتمعات الشيخوخة – والتي تشير للمتطلبات العامة والمبادئ التوجيهية للمنظمات التي تريد أن تتبنى مقدمي الرعاية من منتسبيها ضمن المسؤولية الاجتماعية، وتساعدهم على تحقيقها بدون تأثير على وضعهم العملي وإيجاد الحلول المناسبة لهم والتنظيم والعمل عن بعد أو افتراضيا و»المرونة» بالسماح لهم بالخروج، ومنهم كبار السن على رأس العمل من الرواد الذين يحتاجون رعاية بحد ذاتهم، والآخرون من الموظفين ممن يعتنون بكبار السن وأصحاب الأمراض والهمم في مجتمعهم وأسرهم، وهذه المواصفة ضمن ما تشارك فيه وتتبناه الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة وموجهة بطبيعتها وتخصصها لوزارة الموارد البشرية.الشيء بالشيء يذكر لمسألة التصنيف المبني على الفئات المذكورة سابقا، ففي عام 2006 حضرت اجتماعا خاصا للجنة الموارد البشرية في مجلس الشورى ممثلا اللجان العمالية في المملكة نظير وجودي مقررا للجنة العمالية الأولى في سابك من عام 2004، وكانت بعض المطالب التي طرحتها لهدف دراستها هي البيئة العملية الصناعية لنظام الورديات، التي تجهد العمال في إمكانية احتساب خدماتهم السنة بسنة وربع في التأمينات الاجتماعية أسوة بمن تحسب له السنة بسنتين في مناجم الذهب وما شابه، وتم طرح فكرة زيادة الإجازات بيومين إضافيين لكل خمس سنوات خدمة على الشورى وعلى سابك أيضا، ولم تتم الموافقة للأسف، فمطلب زيادة الإجازات للرواد هو تقدير واحترام لخدمتهم الطويلة لارتباطه بالصحة وضغوط العمل ومتطلبات الحياة الأسرية مقارنة بحديثي التوظيف.قد تكون هناك حلول توافقية لمتبنيي مقدمي الرعاية المجتمعية ممن يبحثون عن مواصفة مجتمعات الشيخوخة والظهور بها ضمن المسؤولية الاجتماعية وأيضا الرواد، من خلال اقتطاعات شهرية للتأمينات الاجتماعية من كلا الجهتين الفرد والمنشأة أسوة بنظام ساند لتعويضهم ماديا نظير «المرونة» التي تتقاطع مع برامج التحسس الذكية وعلاج مرضاهم والمتقاعدين أيضا، والذي أثرته في مقالات كثيرة سابقا عن علاج المتقاعدين وتأمينهم لإراحة وزارة الصحة وتخفيف الضغط عليها في خطتها للتأمين المتوقعة 2026.zuhairaltaha@