الرأي

فرح التخرج

عبدالله سعود العريفي
ذات مساء مضى بالأمس القريب بانت فيه المشاعر بصفاء وتحركت الأحرف بين ضفاف الكلمات كتحرك فراشات حول النور وتعالت الأصوات وانسابت الأحاسيس بصدق وامتزجت العبارات شوقا بكلمات مرهفة وانهمرت المشاعر العميقة كالمطر الرقيق واختلطت مشاعر الفرح والحزن تتخللها دموع ضحكات وابتسامات والأنفس مشدوهة بجمال اللحظات ومذهولة بعمق المشاعر لترسم صورا مليئة بألوان الشجن والحنين حين تتعانق أنواع الأفراح والأحزان معا.الكلمات عانقت القلوب لترسم ابتسامات لا تنسى واستنشقت عبير الأمل الذي يعبق في الهواء وسافرت في فضاء ذكريات الأيام الخوالي والأحلام التي نسجتها الأماني، فرح وابتهاج يعم الأجواء بل سعادة تتكاثر وسرور يعلو ويغمر قلوب المتواجدين وتحس به إحساسا قويا يقاسمه ألم وتعلق واشتياق إلى ذكريات جميلة قضوها مع بعضهم البعض ستبقى حتى بعد الفراق، ذكريات تمزح بين ابتسامات ودمعات وجوه تقاسمها ضحكات وشفاه ترسم ابتسامات فرح وعيون تسكب دموعا سكنت لسنوات عديدة لا يعلم أهي دمعات فرح أم دمعات حزن أم دمعات فرح وحزن معا.ما أصعبها من لحظات ولكن هذه هي الحياة لقاء وفراق اجتماع وانقطاع أفراح وأحزان ابتهاج واستياء، وحتى عندما تبكي العيون وتنسكب الدموع يظل الأمل والجمال يتسللان بين ثنايا الكلمات وينيران الدروب نحو الأفق البعيد، لا تسأل في ذلك المساء بما يحمله من أشياء جميلة عن المشاعر؛ فقد تعثرت الكلمات واضطربت الألفاظ وترددت العبارات وتسابقت الحروف تتيه فخرا في وصف تلك البهجة وإبراز ذلك السرور.نظر أحدهم إلى صاحبه ورفيق دربه وقد انفرجت شفتاه عن ثناياه بابتسامات ممزوجة بدمعات وقلب طالما كان لهذه اللحظات كثير الشوق والرغبة ونفس بقيت منذ البداية لهذه السويعات منتظرة قائلا: سنوات الجهد والتحديات والعمل الشاق وإن طالت ستطوى، سرنا في هذه الطريق ومضينا معا يا صديقي، واليوم أنهينا المسيرة وأكملنا المشوار بابتهاج كبير وفرح شديد وسرور بالغ حاملين معنا ثمار أحلامنا التي ظلت تراودنا كثيرا.لحظات جني الثمار وموسم الحصاد تنسي المتاعب وتمحو المشاق وتزيل الصعوبات بعد جهد وتعب سنين وصعوبة ومشقة ومراقبة متواصلة لا فتور فيها في طريق العلم ودرب المعرفة، لحظات الإعلان عن الإنجاز وما تم تحقيقه بنجاح وحصد الثمار والفرح والسرور بإنهاء مراحل طويلة امتدت لسنوات عديدة كان ملؤها الجد والاجتهاد والاهتمام المتواصل وتحمل عناء الدراسة والسهر والتعب من أجل نيل العلوم واكتساب المعارف وتطوير المهارات؛ فتمتلئ القلوب بالفرحة والسعادة؛ لأن الإنسان يحصد من خلالها ثمار جهده ومثابرته، وهو فرح بين الإنسان ونفسه؛ فمهما بلغ سرور من حوله يبقى شعوره حيال نفسه أقوى حضورا؛ فيهنئ نفسه لصبرها وتحملها المشاق وتكبدها الصعاب وتجشمها المتاعب دون أن تخور عزيمتها وبلوغها الهدف الذي كان فكرة وحلما بعيدا وصار حقيقة ماثلة، وهو من أجمل المشاعر على الإطلاق التي يمكن للإنسان أن يشعر بها وهو ليس نهاية بل هو بداية لمراحل أخرى قادمة تظهر حقيقة سنوات مضت من اكتساب المهارات وتطوير القدرات والحصول على المعارف للاستعداد لسوق العمل ومواجهة التحديات لأداء الوظائف بكفاءة عالية وتحسينها بشكل مستمر.