اكتشاف الميول المهنية للطلبة مبكرا
الثلاثاء / 27 / ذو القعدة / 1445 هـ - 20:50 - الثلاثاء 4 يونيو 2024 20:50
جلست أتأمل الطلبة المقبلين على الجامعة كل عام، والأعداد الكبيرة التي تتخرج من الثانوية وتساءلت عن العدد الذي يعرف نقاط قوته وجوانب تميزه والمهن والتخصصات التي لو دخلها وتوجه لها فسيكون له البروز والتميز وتحقيق أعلى الدرجات.قد لا أمتلك إحصائية دقيقة وربما يصعب حصر أولئك الطلبة ولكن مع واقع الاستشارات التي ترد من الكثير من الطلبة، وتغيير التخصص المتكرر وتعثر البعض في إكمال دراستهم الجامعية فيمكن القول بأن هناك نسبة من الطلبة لا تحسن اختيار التخصص ولا تعرف نقاط قوتها وتميزها، والخوف كل الخوف أن تكون نسبتهم أكبر مما نتوقع فتكون الخسارة أكبر مما نتصور.الطالب عندما يخطئ في اختيار التخصص فهو يأخذ مقعدا شاغرا في الجامعة ويحرم آخر ممن هو أجدر بهذا التخصص من دخوله، وقد يأخذ منحة أو بعثة ثم لا يكمل فتكون خسارة الوقت والموارد من ورائه، وربما يتخرج ساخطا ناقما على التخصص وعلى المجتمع فلا يستفاد منه في المجتمع ولا يجد فرصة وظيفية مناسبة لضعفه بالمجال فيكون عالة على الغير!!وبعد ذكر كل ما سبق، تساءلت في نفسي لماذا لا تكون هناك مقررات عملية يدرسها الطلبة بالمدارس وتحتوي على مهارات عملية مصغرة للتخصصات الجامعية عامة، قد لا يسع إدراج نشاط عملي من كل تخصص لا لشيء وإنما للتشابه الكبير بين التخصصات والمجالات والتي بالتالي يمكن إدراج المهارات الأساسية المشتركة بين التخصصات كالبرمجة والتصميم ثلاثي الأبعاد والدعاية والإعلان والتعليم والتدريس والميكانيكا وغيرها، والتي من خلالها يتاح للطالب تجربة أكبر قدر ممكن من المهارات ومن ثم قياس مدى استمتاعه بالمجال وسرعة تعلمه وكذلك معرفة الأمور التي قد لا تتناسب مع الطالب من الأساس ولا يجد فيها أي استمتاع ورغبة.وفي ختام هذه التجربة لمختلف المهارات يتم تطبيق مقياس الميول المهنية على الطلبة ومن ثم تقديم المشورة لهم في اختيار التخصص المناسب.لا ننسى أن هناك من الطلبة من لم يجرب أي نشاط ولا يعرف ماذا يحب وما الأمور التي يميل إليها، وأمثال هؤلاء يصعب عليهم أداء مثل هذه المقاييس لعدم وجود أي تجربة مسبقة لديهم وقد تكون النتيجة مغايرة عن واقعهم الفعلي، ولكن عندما تتاح لهم الفرصة لتجربة أكثر من مهارة حينها ستكون فرصتهم أكبر لاكتشاف ذواتهم واكتشاف نقاط قوتهم المدفونة عندهم ولم تستكشف بعد، كالمعادن النفيسة المدفونة تحت الأرض والذي تحتاج لبذل الجهد والتخطيط ليتم استخراجها والاستفادة منها.وحتى إن لم يكن من الممكن إضافة مثل هذا المقرر لطلبة المدارس فلماذا لا يتم إضافة سنة اختيارية في الجامعات المختلفة والتي من خلالها يدرس الطالب مقررات مختلفة من أكثر من كلية وتخصص ليستكشف نفسه ويتعرف على قدراته، ولا يشترط أن تدخل في المعدل ولا أن تحتسب للطالب درجات ويكون الهدف منها التعرف على مختلف المقررات وتجربتها ومن ثم يكون الاختيار للتخصص أيسر وأسهل للطالب وتقل نسبة الخطأ حينها.قد لا تكون فكرتي منطقية وربما تكون ضربا من الخيال، ولكن أحببت مشاركتها مع الآخرين وربما يتم إعادة صياغتها وتصويب ما جاء فيها من نقص أو خلل وتتحول إلى فكرة ومبادرة تخدم الطلبة وتسهم في تقليل نسب التعثر والتأخر وتغيير التخصص لدى الطلبة، ونصل لمرحلة أن كل طالب قد التحق للتخصصات الأنسب والأقرب إليه وترتفع بالتالي نسب المبدعين والمتميزين في المجتمع بإذن الله.muhamedishaq@