الرأي

ابتكار القياس لقياس عمليات ابتكار تقويم التعليم

زهير ياسين آل طه
الخطوة الرائدة والواعدة بتكاملها المستقبلي المطلوب التي أعلنت عنها هيئة تقويم التعليم والتدريب مؤخرا في منتصف مايو 2024 تقريبا، بإطلاق استطلاعات الرأي لجودة التعليم الجامعي وبرامجه لأجل الوصول للتطوير ضمن أهداف عدة، هي بحد ذاتها انطلاقة قوية وستقوى بالتكامل المرحلي الدائري العلمي في القياس والتقييم والتقويم وما يليه من دراسات وتحليلات ونتائج ومتابعة ذكية واستراتيجية مستمرة، بعد تكوين بنك معلوماتي كبير يفتح أبوابا كبيرة للبحث والتطوير والابتكار، والتي يفترض أن تحتضنه مباشرة أو توجيها وإرشادا هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، والسبب وجود هدف التطوير ضمن هذا الاستطلاع والذي لا يكتمل بدون البحث والابتكار إن أرادوا الريادة.المطلع على هذه الخطوة بتفاصيلها يرى فيها (6) أهداف متقدمة فيما تعنيه الاستبانات المتنوعة والثرية التي تخص التعليم الجامعي ومخرجاته وما يرتبط به، والتي تم ذكرها وتوضيحها وتوجيهها بالتفصيل في موقع الهيئة، ما يشدني بقوة في هذا الاستطلاع هدفين وهما الثاني والسادس، أما البقية فالشد معتدل نوعا ما لوضوح الرؤية لهم ومتطلبهم التكميلي أو الاعتمادي، لكن الحديث عن «قياس عمليات الابتكار» في أي منظومة تسعى للتطوير كمرحلة ما بعد الاستطلاع ويفترض الخوض فيها من منطلق الوصول للريادة والصدارة؛ يتطلب استحضار البيانات والتحليلات ووضع المؤشرات والقياسات من مبدأ مواءمة المخرجات ذات الذكاء الاستراتيجي مع ما ستظهره مواصفة الآيزو العالمية لقياس عمليات الابتكار ISO56008 لمن أراد الاستفادة من اتباعها بحذافيرها، وما تعنيه سياسات (OECD) منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية المتعاونة مع ISO بتصنيف (A)، مع ما يقدمه مركزها للبحث والابتكار التعليمي (CERI) في تعزيز البحوث المقارنة الدولية والابتكار والمؤشرات الرئيسية، ويستكشف الأساليب التطلعية والمبتكرة للتعليم والتعلم، ويسهل الجسور بين البحوث التعليمية والابتكار وتطوير السياسات.معلومة: في الـ17 من يناير 2024 وقعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) وحكومة المملكة العربية السعودية مذكرة تفاهم «لتعزيز» التعاون في العديد من مجالات السياسات، لدعم رؤية المملكة 2030 واستكشاف مدى توافق المملكة المحتمل مع معايير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ذات الصلة وأفضل الممارسات، مع الإشارة إلى أنهما في تعاون مستمر منذ سنوات عديدة في مجالات سياسية مختلفة في سياق مجموعة العشرين، وتشارك المملكة بالفعل في 9 لجان تابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وتلتزم بـ7 صكوك قانونية تابعة للمنظمة.دخولي التحليلي والنقدي البناء والتوجيهي والإرشادي بهذا المقال؛ لمحبتي وفخري بوطني ورؤيته المباركة 2030، والتي علينا أن نسعى ونساهم جميعا في تحقيقها بطرح واستخدام أفضل الطرق العلمية الذكية والمبتكرة والمتجددة، وهذا الدخول ليس ببعيد عني من ناحية وجودي القديم الأكاديمي في الهندسة في 3 جامعات عريقة، وعضويتي الحالية في لجنة الخبراء ممثلا المملكة في تأسيس مواصفة الآيزو العالمية ISO56008 لقياس عمليات الابتكار كأحد عائلة مواصفة إدارة الابتكار ISO/TC 279، الفريدة من نوعها عالميا كما سبق وأن أشرت إليها في مقالات عدة والتي ستخرج قريبا.وهذه المواصفة لمن عنده شغف وصبر وتحمل في فهم مستجدات القياس في الابتكار؛ فهي تحوي سلسلة من التوجيهات والإرشادات للاتباع المرحلي، ومرفقة بها الجداول والبيانات والأمثلة الكثيرة التي تساعد على وضع المؤشرات والقياسات للابتكار النوعي والكمي المرتبط بالداخل والخارج في كل مفاصل المنظومة التشغيلية والقيادية والعملية والمالية، ويبدأ كل مفصل بمراحل تنطلق بالمبادرات إلى تحديد الفرص، تليه بناء الفكرة ومن ثم التصديق المتجدد ويتبعه الإنشاء قبل التطبيق، وهكذا دواليك في دائرة تطويرية تعود للبداية وتنطلق للنهاية المعدلة حسب التقييم والتقويم، وكل مرحلة تشمل 3 خطوات قياس بمؤشرات وتساؤلات تنطلق بالتجهيز وتليها الأنشطة ومن ثم المخرجات.لنعود بكم مع الاستبانات بعد شبه التعقيد في سرد محتوى المواصفة التي تحتاج لورش عمل توضيحية وتدريبية واستشارات ومتابعة لمن يريد التطبيق بحذافيرها، ونبدأ بالمشاهدات التي ستكون مفيدة للمراحل القادمة إذا كان لقياس عمليات الابتكار موقع في تطوير جودة التعليم الجامعي ونية لدى هيئة تقويم التعليم والتدريب لفهمها وتطبيقها، فما أثار فضولي في الاستبانات بعد قراءتها واحدة تلو الأخرى في ملفات PDF المرفقة في الموقع؛ هو غياب ذكر تنمية الذكاء والإبداع والابتكار مباشرة في كل الملفات، ومنها الأدلة التوضيحية أيضا، والعذر إن خدعني النظر وقصر وبعد النظر لو كانوا حاضرين، فلربما منسوخين مجازا وبلاغة وفصاحة، أو أبقوهم للإجابة الاختيارية في الأسئلة المفتوحة في النهاية للاستشراف والاستقراء والاستنباط، لكن ما يهم هو من يعي معاني هذه الثلاث كلمات ومغزاها، سيستطيع ربطهم بما نحن متشوقون لرؤيته واستشرافه في مخرجات هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار حديثة التأسيس، واحتضانها لكل ما يتعلق بها في الثلاثة الأركان التي في مسماها.والعلم والتعلم والتعليم والتدريب أيضا لا ينفكون من النهوض الذي يفترض أن تقوده هيئة تنمية البحث، كمظلة إرشادية وتوجيهية واستشارية وسقف بانورامي، مجازا واقفا على أركان ثلاثة يضيء نورا وطاقة من خلالهم لمن يدخل ويتبنى التطوير المستمر ويضع رؤية 2030 هدفا أعلى لديه.zuhairaltaha@