الرأي

لماذا إلزامية تصريح الحج؟

أحمد صالح حلبي
نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية، أطلق صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، نائب رئيس لجنة الحج المركزية، منتصف الأسبوع الماضي، حملة «الحج عبادة وسلوك حضاري»، في موسمها الـ16، تحت شعار «لا حج بلا تصريح».والمطالبة بضرورة الحصول على تصريح الحج جاء لأسباب عدة، أبرزها تزايد أعداد الحجاج القادمين من خارج المملكة وداخلها، إضافة إلى محدودية مساحة المشاعر المقدسة الشرعية، خاصة مشعر منى الذي تقدر مساحته الشرعية بحوالي 7.82 كلم 2، وارتفاع أعداد الحجاج أكدته الإحصاءات الرسمية.ففي الوقت الذي كان عدد الحجاج القادمين من خارج المملكة عام 1389هـ، نحو 400 ألف حاج، قفز العدد عام 1394هـ إلى 918 ألف حاج، ووصل في عام 1403هـ إلى مليون و5060 حاجا.ولمواجهة هذا الارتفاع، تم في أواخر التسعينات الهجرية تنفيذ مشروع تهذيب الجبال بالمنطقة الواقعة على يمين المتجه من كوبري الملك عبدالعزيز صوب أنفاق المعيصم، وعرف آنذاك بمشروع ربوة الأفارقة، غير أن المساحة التي تم تهذيبها، وإن استوعب نسبة من حجاج الخارج، إلا أنها لم تكن حلا نهائيا لمواجهة ارتفاع أعداد الحجاج، نظرا لمحدودية المساحة الشرعية بمشعر منى، وتزايد أعداد الحجاج.ومع إقرار وزراء خارجية الدول الإسلامية في مؤتمرهم الـ17 في عمان بالمملكة الأردنية الهاشمية، خلال الفترة من 3 – 7 شعبان 1408هـ، بأن تكون نسبة حجاج كل دولة بواقع ألف حاج لكل مليون نسمة، بدأت عملية قدوم حجاج الخارج تأخذ تنظيما جيدا، فسجل في ذلك العام قدوم نحو سبعمائة واثنين وستين ألفا وسبعمائة وخمسة وخمسين حاجا، ليرتفع في 1410هـ إلى ثمانمائة وسبعة وعشرين ألفا ومائتين وستة وثلاثين حاجا، ويصل في 1412هـ إلى مليون واثني عشر ألفا ومائة وأربعين حاجا.وأمام هذا الارتفاع، كان لا بد من اتخاذ إجراءات خاصة لحجاج الداخل من المواطنين والمقيمين، خاصة بعد أن أخذت أعدادهم في التزايد بشكل كبير، ولجوء بعضهم لدخول مخيمات حجاج الخارج، بحجة أن «منى مناخ لمن سبق»، مما أوجد مشكلات بين مسؤولي المخيمات وهؤلاء الحجاج، إضافة إلى قيام نسبة أخرى منهم بافتراش الشوارع وطريق المشاة ومنطقة الجمرات، وتحت الجسور وداخل الانفاق.وتماشيا مع قرار وزراء خارجية الدول الإسلامية، تم تحديد نسبة لحجاج الداخل، غير أن مشكلة الافتراش ظلت قائمة، وجاء صدور نظام خدمة حجاج الداخل عام 1426هـ، لتقديم الخدمات لحجاج الداخل من المواطنين والمقيمين عبر مؤسسات وشركات مرخص لها بتقديم الخدمة، بأسعار تتفق مع مستوى الخدمات المقدمة من نقل وسكن وإعاشة ورعاية، إلا أن نسبة من المواطنين والمقيمين لم يلتحقوا بهذه المؤسسات والشركات بحجة ارتفاع أسعارها، وظلوا على ما اعتادوا عليه من افتراش للشوارع والطرقات، وكانت مقولتهم المشهورة «نفترش الأرض ونلتحف السماء»، دون النظر للأضرار التي ستلحق بالآخرين.ولتمكين الحجاج القادمين من خارج المملكة وحجاج الداخل النظاميين من أداء فريضتهم بيسر وسهولة، والحصول على كل الخدمات التي وفرتها لهم الدولة، كان لا بد من وضع تنظيم يعمل على منع الحجاج غير النظاميين من الوصول للمشاعر المقدسة، فبرزت فكرة تنفيذ تصريح الحج لحجاج الداخل من المواطنين والمقيمين، ليكون الحل الأمثل للقضاء على ظاهرة افتراش الشوارع، وإيصال الخدمة الجيدة لحجاج بيت الله الحرام.ahmad_helali@