تفاعل

خالد في رحاب بارئه

مصعب فالح الحربي
يقول الحق عز وجل ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ صدق الله العظيم.الموت حق لا مناص، ولا راد لقضائه. ولكن الفقد جلل ولا نقول إلا ما يرضي الله.فبانتقال الأخ الكريم الدكتور خالد بن سالم الحربي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الملك عبد العزيز ووكيل الكلية الأسبق إلى بارئه راضياً مرضياً نكون قد فقدنا أخاً كريماً وأستاذاً قديراً، وانساناً عظيماً نال احترام الجميع.كيف لا، وهو الذي قضى جل حياته مصلحاً بين الناس جابراً للخواطر مواسياً للجراح الإنسانية، مرتدياً حسن الخلق جلباباً وكرم اليد خصلة، وشجاعة الرأي صنعة. مما حببه إلى كل من تعرف عليه.المرحوم الدكتور خالد كان من الزهاد في هذه الحياة الفانية فكان كل تطلعاته هي الفوز في الآخرة، وكل آماله مرضاة الله، وان يكون رفيقاً لسيد الخلق في الآخرة.الحياة هكذا، تجمع لتفرق وتفرق لتجمع. ولكن مثل هذا الفراق الفجائي عميق الأسى في النفس الإنسانية وبخاصة لمن قدر له الله معاشرة هذا الإنسان النبيل سنوات عديدة. لم تبدر منه بادرة تعكر صفو الاخاء ولا نبل المشاعر، عاشرناه أعواماً عديدة فكان نعم الأخ الوفي، والزميل الذي يعتمد عليه في كل المهام، والرجل الذي يستند اليه الآخرون في كل الملمات. أعوام خلت ما شعرنا قط بحائل بيننا، فقد كان صفحة مفتوحة، ظاهرها هو باطنها، وباطنها هو ظاهرها، فقد حباه الله بصفات عالية وأخلاق رفيعة حيث الصفاء والنقاء الفطري والألفة الطيبة والنية البيضاء، مما أكسبه احترام الجميع وتقديرهم، الطلاب قبل أساتذتهم فقد كان رفيقاً بالجميع، محبوباً من الكل.تحققت في شخصيته المقولة المأثورة بأن الله إذا أحب عبداً حبب عباده إليه وحببه إلى عباده. تلك كانت خلاصة العبد المفتقر إلى عفو ربه المرحوم الدكتور خالد ولانقول الا مايرضي ربنا انا لله وانا اليه راجعون