العقاد والراقصة
الاحد / 11 / ذو القعدة / 1445 هـ - 22:04 - الاحد 19 مايو 2024 22:04
دعونا نسرد هذه القصة اللطيفة كلطفكم، والرقيقة (كرقة الأجيال التالية وليس جيلنا)، وهذا ليس«جلدا» لجيلنا؛ لكن على رأي: (إذا تحدثوا عن أعمارهم منذ نعومة أظافرهم، خبأت مخالبي!) المهم أن نسرد القصة ونعود «للجلد» مجددا لكن هذه المرة من باب «جلد الحبيب مثل أكل الزبيب»، القصة أنقلها بلهجتها التي تقول: سأل أحد الصحفيين المفكر الأديب ﻋﺒﺎس محمود اﻟﻌﻘﺎد:- من منكما أكثر شهرة، أنت أم الممثل الكوميدي محمود ﺷﻜﻮﻛﻮ (كان نجما مكسر الدنيا في ذلك الوقت)؟رد العقاد باﺳﺘﻐﺮاب:- مين ﺷﻜﻮﻛﻮ؟ولما سمع شكوﻛﻮ الخبر ثار وقال للصحفي:- قول لصاحبك العقاد ﻳﻨﺰل ميدان التحرير، ويقف على أحد الأرصفة، وسأقف على رﺻﻴﻒ مقابل، وﻧﺸﻮف اﻟﻨﺎس هتتجمع ﻋﻠﻰ ﻣﻴن!وهنا رد العقاد:- قولوا ﻟﺸﻜﻮﻛﻮ ينزل ميدان التحرير وﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ رﺻﻴﻒ، وﻳﺨﻠﻲ رقاصة ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺻﻴﻒ الثاﻧﻲ وﻳﺸﻮف اﻟﻨﺎس حتتلم على مين أﻛﺘﺮ!الآن أستطيع أن أحلف غير حانث - عزيزي القارئ - أنك تخيلت مشهورا واحدا على الأقل شبيها لشكوكو يعتقد أن النجومية هي المقياس الأوحد للإبداع والمعرفة، والمرجلة أيضا!وأتمنى ألا تسرف في الخيال وترى الراقصة على الرصيف المقابل، ولأقطع حبل أفكارك «البطّال» دعني أدعوك للعبة بسيطة وهي أن تضع جدولا فيه ثلاث خانات، في الخانة الأولى تكتب (العقاد)، وتحته تكتب كل من تظن أن يشبهونه ممن تعرف في الحياة العامة أو الافتراضية، والخانة الثانية تكتب فيها (شكوكو) وتكتب فيه كل من تعتقد أنهم يمثلون الحالة (الشكوكية) - نسبة لشكوكو وليس لشك ديكارت -، في الخانة الثالثة اكتب «الراقصة» وسود بياض الورقة بما شئت من أشباهها.لعلك لاحظت أنه في الجدول الأول أمضيت وقتا طويلا في البحث عن أسماء مشابهة، وعندما وجدت أسماء تنبهت أنهم ليسوا مشاهير أو نجوما، ولا جماهير لهم، فمن يعرفونهم هم قراء لا أكثر، وفي الجدول الثاني أصبح من السهولة تعبئة الجدول دون عناء أو حتى تفكير، وعندما تصل لأشباه الراقصة تبتسم «يا لعين!» فقد تزاحمت بذاكرتك عشرات الصور من الحسناوات اللاتي لا يحتجن أن يقفن على الرصيف ليجتمع حولهن الناس، بل يكفي أن تستلقي - دون وقوف - إحداهن بشرفة السوشيال ميديا ليجتمع حولها الناس والرصيف معا!ماذا لو سأل أحدنا نفسه: لأي فئة في الجدول السابق أضع نفسي؟ الجواب سهل جدا، عد للجدول السابق وستعرف مكانك، تحديدا في أكثر الأسماء التي من كل جدول تكون أنت هناك، أعلم أن هذا الحكم يبدو قاسيا، لكن «هذي فعايل يمينك يا طير شلوى»، المهم أن عبرت الرصيف بالاتجاه الآخر فمزق الورقة قبل أن يراها أحدا!