العالم

أمريكا بوجهين تتعاطف مع غزة وترسل الأسلحة لقتل سكانها

أسلحة أمريكا دمرت ما تبقى في غزة (مكة)
تدافع عن حقوق الإنسان، تجيش قواتها للدفاع عن الإرهاب، شعاراتها الهوليودية تلهم الكثير من شعوب العالم، لكنها في الوقت نفسه «تقتل القتيل وتمشي في جنازته».تجمع الولايات المتحدة الأمريكية كل المتناقضات، ففي الوقت الذي تعلن دبلوماسيتها ووقوفها مع المقهورين والمظلومين من أهل غزة، تدفع بأسلحتها لأيدي جيش الاحتلال الإسرائيلي ليقتل أبناء الشعب الفلسطيني وجه أمريكا المضيء، الذي يقدمها كأقوى دولة في العالم وأكثرها حضارة، لا يخفي صورتها القبيحة، المليئة بالتشوهات الأخلاقية والأخاديد النفسية والأمراض الاجتماعية، رغم محاولات قادتها المستمرة لإخفاء تجاعيدها.وفي حين أعلنت واشنطن أنها تخطط لتسليم أسلحة جديدة إلى إسرائيل بقيمة تزيد عن مليار دولار لفرض المزيد من الدمار والقتل في غزة، يتجه الرئيس جو بايدن إلى استخدام حق الفيتو لمنع نقل الشحنة إلى أيدي الاحتلال.الوجه القبيحصحيفة «وول ستريت جورنال» أظهر جانبا من الوجه القبيح للولايات المتحدة الأمريكية أمس، وقالت نقلا عن مصادر لم تسمها «إن الدولة التي تعتبر الداعم الأول لإسرائيل والتي تستغل كل مناسبة للإعلان عن التزامها بدعمها، سوف ترسل في الأيام القليلة المقبلة، شحنة أسلحة جديدة تزيد عن مليار دولار، تحتوي على ذخيرة دبابات ومركبات تكتيكية وقذائف هاون».ووفقا لتقارير إعلامية أمريكية أخرى، بدأت الحكومة أيضا عملية التفويض في الكونجرس، والتي لا تزال في مرحلة مبكرة، بحسب قناة (سي إن إن) التلفزيونية.المعروف أن الموقف الرسمي الحالي للولايات المتحدة الأمريكية، هو الامتناع عن تسليم ما يسمى بالقنابل الثقيلة بسبب أعمال إسرائيل في رفح، جنوب قطاع غزة، حيث إنها تعارض العملية الأخيرة على وجه الخصوص، وتفضل السير في الطريق الدبلوماسي.فيتو بايدنوبعدما أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية أكثر دول العالم استخداما لـ «الفيتو»، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيستخدم حق النقض (فيتو) ضد مشروع القانون الذي يقوده الحزب الجمهوري والذي سيلزمه بإرسال أسلحة دفاعية إلى إسرائيل.ويأتي مشروع القانون وسط رد فعل سلبي في الكونجرس بعد قرار بايدن تعليق إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل بسبب مخاوف بشأن قيام قواتها بتوغل واسع النطاق في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وفقا لشبكة (سي إن إن).وقال مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض، في بيان، «إن «مشروع القانون هو رد فعل مضلل على التشويه المتعمد لنهج الإدارة تجاه إسرائيل، لقد كان الرئيس واضحا: سنضمن دائما أن لدى إسرائيل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها، والتزامنا تجاه إسرائيل صارم».وأضاف «إن مشروع القانون من شأنه أن يقوض قدرة الرئيس على تنفيذ سياسة خارجية فعالة، ويمكن أن يثير مخاوف جدية بشأن التعدي على سلطات الرئيس بموجب المادة الثانية من الدستور».قطاع طريقكشف موقع «أكسيوس»، الأمريكي، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقترحت على السلطة الفلسطينية إرسال ممثلين إلى معبر رفح الأسبوع الماضي للمشاركة في تشغيله، ولكن ليس بصفة رسمية.وحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، فقد اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 4 أشخاص بعد الاعتداء على قافلة مساعدات أثناء مرورها بالضفة الغربية في طريقها من الأردن إلى قطاع غزة.كما أظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، متظاهرين إسرائيليين يقطعون الطريق أمام قافلة مساعدات إنسانية كانت متجهة إلى القطاع، فيما قام آخرون بإتلاف المساعدات.حديث الأبرياءوإمعانا في الوجه الآخر المضيء، تتحدث الولايات المتحدة الأمريكية ـ التي تقتل أسلحتها أهل غزة ـ عن الأبرياء في القطاع المحاصر، وأكد مستشار الأمن القومي الأمريكي، أن الولايات المتحدة تقود الجهود الدولية لزيادة المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة، وقال «لا ينبغي للمدنيين الأبرياء أن يعيشوا أبدا دون طعام أو ماء أو دواء أو مأوى أو صرف صحي، أو غيرها من الضروريات الأساسية».وأحدثت الدبلوماسية النشطة التي قام بها الرئيس الأمريكي جو بايدن، فرقا في إيصال المزيد من المساعدات إلى غزة، وفق مستشار الأمن القومي.الوجه الآخرويظهر الوجه الآخر المضيء للولايات المتحدة الأمريكية في تصريح مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أمس، والذي أكد خلاله أن الولايات المتحدة «تدرس الرد» على استهداف متظاهرين إسرائيليين لقافلة مساعدات إنسانية كانت في طريقها من الأردن إلى قطاع غزة، معتبرا أن ما حدث «غير مقبول على الإطلاق».وقال سوليفان في مؤتمر صحفي «من المثير للغضب الشديد أن يهاجم البعض وينهب قوافل المساعدات القادمة من الأردن إلى غزة.. نحن نبحث في الأدوات التي نمتلكها للرد على هذا الأمر»، وأضاف «نرفع قلقنا إلى أعلى مستوى في الحكومة الإسرائيلية، وهذا سلوك غير مقبول على الإطلاق ولا يمكن تبريره بأي حال».الابن المدللوتتعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع إسرائيل على أنها «الابن المدلل»، ففي حين هدد الرئيس بايدن الأسبوع الماضي قوات الاحتلال، وقال «إن الهجوم على المدينة المكتظة بالنازحين داخليا من أجزاء أخرى من قطاع غزة، قد تكون له عواقب على شحنات الأسلحة الأمريكية، وسعى البيت الأبيض في وقت لاحق إلى توضيح أن الحكومة الأمريكية لن تتخلى عن إسرائيل، وأن هذه الشحنة الوحيدة فقط قد توقفت مؤقتا».وقال مستشار بايدن الأمني جيك سوليفان قبل يومين «إن واشنطن ستواصل تقديم المساعدة العسكرية لإسرائيل»، وقالت كارين جان بيير المتحدثة باسم البيت الأبيض عندما سئلت عن تصرفات إسرائيل في رفح «إن واشنطن تلقت تأكيدات بأن الجيش الإسرائيلي ينفذ عملية محدودة وليس عملية برية كبيرة في رفح».تناقضات أمريكا:
  1. الدعم المطلق وغير المشروط للاحتلال الإسرائيلي.
  2. تصريح قادتها ومسؤوليها علانية بأنهم يلتزمون بأمن الدولة العبرية.
  3. إرسال الأسلحة والمعدات والمشاركة بفاعلية في التخطيط لاجتياح غزة.
  4. استخدام الفيتو أكثر من مرة ضد وقف الحرب في غزة.
  5. الحديث المتواصل عن حماية الأبرياء وضرورة وصول المساعدات.
  6. إعلان الرئيس بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن اقتناعهما بحل الدولتين.