الرأي

انتعاش سوق الإعلانات

برجس حمود البرجس
مع انتعاش الأسواق المحلية والمشاريع التطويرية الحكومية وللقطاع الخاص، نقرأ كثيرا عن نمو غير مسبوق على مؤشرات الاقتصاد المحلي، وارتفاع غير مسبوق للإنفاقات الحكومية وغير الحكومية، وكذلك ارتفاع للمؤشرات التنموية والاقتصادية الأخرى.يزداد نمو مؤشرات المملكة إيجابا مع تحسن معدل البطالة ومنجزات الإسكان ومنشآت والصناعة، وكذلك مؤشرات التعاملات التجارية، ومؤشرات زيادة عدد الحجاج والمعتمرين، والزوار والسواح، وكذلك التسوق والترفيه.انتعاش الاقتصاد والأسواق والنمو الإيجابي الواضح على مؤشرات الاقتصاد والتجارة، يعني حركة تجارية كبيرة، وارتفاعا في حجم المشاريع والمنجزات، وحركة المبيعات للسلع والخدمات، وهذا ينعكس بشكل كبير ومباشر على الإعلانات بأنواعها. ولذلك، ارتفع حجم سوق الإعلانات ووصل إلى 11 مليار ريال سنويا، ونمت وكالات الدعاية والإعلان 20% خلال عام واحد.إعلانات تجارية تستهدف التسويق ورفع حجم المبيعات للسلع والخدمات، وللإسهام في رفع قيمة العلامات التجارية، وأيضا إعلانات للترويج عن المنجزات لتحفيز التجارة وريادة الأعمال.أنماط الأعمال الجديدة والأدوات الممكنة مثل التحول الرقمي والهيئات التنظيمية، أيضا، تشجع على زيادة الاستثمارات، وهذا يخدم سوق الإعلانات.سوق الإعلانات توسع بشكل كبير في برامج التواصل الاجتماعي، ويعتقد كثيرون أن هذا على حساب الإعلانات التقليدية مثل إعلانات التلفزيون وإعلانات الطرقات واللوحات الكبيرة. ولكن هذا ليس صحيحا.نعم، توسع بشكل كبير في إعلانات برامج التواصل الاجتماعي، ولكن أيضا تطور وتوسع في إعلانات الطرق وإعلانات التلفزيون.هذا يشمل استخدام التقنيات المتقدمة، وأيضا تطور المحتوى والأدوات والميديا المستخدمة، وجميعنا شهدنا ذلك. إذًا، النمو في سوق الإعلانات ازداد ويزداد في التواصل الاجتماعي، وكذلك في وسائل الإعلانات التقليدية إذا استثنينا إعلانات الصحف الوقية.«المردود من الإعلانات» غير واضح في بعضها، ولكنه واضح جدا في الانعكاس على مبيعات السلع والخدمات. وفي كثير من الأحيان، يكون المردود على الإعلانات قليلا إلى متوسط، نظرا لخلل في صناعة محتوى مميز يفي بالغرض، أو باستخدام منتج مرئي ضعيف، أو ربما لضعف استراتيجية وأهداف الحملة الإعلامية، وهذا المجال قابل للتوسع والابتكار والإصلاح، أي إن المردود على الإعلانات قابل للزيادة.يجب ألا ننخدع بمؤشرات عدد المشاهدات للمنتج الإعلاني فقط، ولكن القياس يكون بالأثر الحقيقي على العوائد المرجوة.فالإعلان يحتاج استراتيجية واضحة وأهدافا، إضافة إلى صناعة محتوى مميز وأدوات ووسائل، وكذلك قوة التأثير في المنتج المرئي الإعلاني والمكتوب والمرسوم، وكل منها له مقاييس مختلفة، ولا ننسى قوة المؤثر المعتمد المعلن.المنتج الإعلاني أيضا يتكامل مع منتجات إعلانية أخرى، كما أنه يلزم تكامل في تميزه بالمحتوى والتأثير والميديا.سوق الإعلانات يشهد تطورا وتسارعا غير مسبوق، فأفضل الإعلانات في هذه المرحلة قد لا تكون مواكبة بعد 6 أشهر. ففي كل مرحلة - والتي تستمر أشهرا قليلة - تتطلب أنماطا إعلانية مختلفة بأدواتها ومحتواها وحتى تأثيرها. أو ربما نصيغه بطريقة أخرى، وهي أن كل ترند إعلاني جديد يُتاح استخدامه لفترة محدودة وينتهي من السوق، وكأنه بضاعة وانتهت من السوق، ولا يمكن جلب بضاعة مثيلة بديلة، ويتطلب التغيير ببضائع أخرى مختلفة تماما.أجزم بأن الوقت الحالي يعد فرصة للمفكرين والمبدعين والمبتكرين من رواد الأعمال والشركات، لاستهداف أعمال تطوير استراتيجيات إعلامية مختلفة، واستهداف صناعة محتوى مختلفة وكذلك منتجات مرئية مختلفة، وأيضا بقية مكونات المنتجات والحملات الإعلانية.Barjasbh@