قمع المتظاهرين يفضح زيف الغرب
محلل بريطاني يكشف كيف يتم إسكات الطلاب المدافعين عن غزة
الاحد / 4 / ذو القعدة / 1445 هـ - 22:15 - الاحد 12 مايو 2024 22:15
تساءل المحلل السياسي البريطاني ألان رسبريدجر عن غياب المدافعين عن حرية التعبير أمام الحملات الجارية لإسكات الطلاب المدافعين عن غزة وفلسطين في الجامعات الغربية.وفضح محرر مجلة «بروسبيكت»، والمحلل السابق لصحيفة «جارديان»، في مقال رأي حجم الزيف الذي تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا حين تدعي الدفاع عن حرية الرأي، ثم تقوم بقمع الذين يخالفونها في التوجه.وأقر الصحفي المخضرم في مقال نشرته صحيفة «إندبندنت» البريطانية بأن رؤساء الجامعات حول العالم يشعرون بالرعب حاليا، بعدما شهدوا إطاحة رأسي جامعتي بنسلفانيا وهارفرد وقرروا أنهم لا يريدون أن يكونوا التاليين على المقصلة، وهم لا يريدون فقط إنقاذ أنفسهم، فقد رؤوا كبار المانحين من أصحاب الأموال الضخمة يهددون ببدء الشكل الخاص بهم من أشكال سحب الاستثمارات: أوقفوا الاحتجاجات أو نوقف ضخ الأموال.إبعاد الصحفيينيقول رسبريدجر «قبل الكتابة عن احتجاجات الجامعات حول غزة، اعتقدت أنه من الأفضل الحديث مع المحتجين الفعليين، ولهذا ذهبت إلى يونيفرستي كوليج (يو سي أل) في لندن، حيث نصب مخيم متواضع، وكان مساء مشمسا، وبدا الاعتصام هادئا وسلميا، ولكنني لا أستطيع قول المزيد، لأنه تم إخراجي بأدب من ساحة الجامعة».ووصف فريق تجربة حرم الجامعات، وهو الاسم الذي تطلقه مجموعة راسل (مجموعة جامعات النخبة)، بأنه حرس مهذب، لكنه صارم، وكان المحتجون على بعد ياردات، لكن الأوامر للحرس هي إبعاد أي صحفي.رؤساء خائفونويقول رسبيريدجر «إن الجو في سواس، وعلى خلاف “يو سي أل”، كان مرحبا ومفتوحا، وكان احتجاجا صغيرا وودودا بما فيه الكفاية.وكتبت مطالب المحتجين الأربعة على يافطة: الكشف عن استثمارات الجامعة، وسحب الاستثمارات من الشركات الإسرائيلية، ووقف الاتفاق مع بنك باركيز، ومقاطعة مؤسسات أكاديمية إسرائيلية بعينها.ويعلق الكاتب بأننا قد نتفق أو نختلف حول هذه المقترحات، فقط لو منحنا “الشجاعة والحرية” لعقد النقاشات، والحقيقة أن رؤساء الجامعات حول العالم خائفون، وشاهدوا قطع رأس جامعتي بنسلفانيا وهارفارد، وقرروا ألا يكونوا التالين على المقصلة، وشاهدوا تهديدات المانحين الكبار، وأنهم قد يسحبون استثماراتهم: أوقفوا المحتجين وإلا أوقفنا المال”.مفارقات غريبةومن المفارقة ـ كما يقول الكاتب ـ أن الحكومة كانت قلقة على حرية التعبير في حرم الجامعات، لدرجة أنها عينت مسؤولا لحرية التعبير، وذكر الكاتب بنبرة النقاش العام في حينه، وأننا فرخنا طلابا مثل ندفة الثلج الذين يتذمرون بشكل دائم حول حقهم بعدم الإهانة أو الأذى، ويجب عليهم أن يتجاوزوا مطالبهم بالأماكن الآمنة، وزيادة بعضها من خلال اللغة المشتركة”.سكوت الغربوفي رأي الكاتب «سكت أكثر المدافعين عن حرية التعبير، وعبروا عن ضيقهم من هتافات أو يافطات رفعتها أقلية في الاحتجاجات، وقالوا إنهم لن يتسامحوا معها، وصفقوا لشرطة مكافحة الشغب وهي تهاجم حرم الجامعات، وأصبحوا يسخرون من فكرة الاحتجاج، من فيتنام وحركة الحريات المدنية ومكافحة التمييز العنصري، ويقولون «إن الاحتجاج لم يغير شيئا، عد للعمل فلا أحد يهمه ما تقول».وتساءل الكاتب «أين هي الحكومات؟ فقد قيل إنها ستعلن شعارات مثل الانتفاضة العالمية، وهتاف من النهر إلى البحر» ليست محمية بالقانون الجديد، أن الكثير من هذه الأمور ستظل دائما رهن عوامل عدة».